معالم المواجهة بين الأنظمة والثورات الشعبية
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : المواجهة المحتدمة بين الأنظمة الحاكمة من جهة والثورات الشعبية في العالم العربي مستمرة وطويلة، وما تم حتى الآن هو جولة من الجولات العديدة والمتوالية وسوف يكون الانتصار بعون الله الى جانب الشعوب المقهورة وثوراتها ، إما بالنقاط أو بالضربة القاضية، فالشعوب لن تفنى ولن تهدأ ولن تصمت حتى تنال حريتها، وتستعيد حقوقها المنتهكة وثوراتها المسلوبة بعز عزيز أو ذل ذليل.
الأنظمة العربية تختزن رصيداً كبيراً من الخبرة في مواجهة الشعوب وكيفية ترويضها والتعامل مع ثوراتها وانتفاضاتها، وينفقون أموالاً طائلة من أجل الحصول على الخبرة والمشورة من القوى الخارجية الأجنبية وكذلك الداخلية ، بالإضافة الى الاستئثار بالقوة والمال والاعلام وأدوات التأثير.
ومن خلال قراءة المشهد العربي ، ورشوح بعض المعلومات، يستطيع المراقب أن يتبين بعض معالم المواجهة والمخطط الحكومي في التعامل مع الثورات الشعبية، وغالباً مايتشابه الأداء بين مختلف الأنظمة، ويمكن الوقوف عند بعضها:
أولاً :العمل على تمزيق جبهة المعارضة وتفريقها، و زرع بذور الخلاف والخصام بين مكوناتها، والخطوة الاستراتيجية الاكثر أهمية في هذا المجال البدء بجعل الاسلاميين في جهة وبقية القوى في جهة أخرى، إذ تهدف هذه الخطوة الى عزل القوى الاسلامية عن القوى الشعبية والوطنية الأخرى؛ وإذا نجحوا في تحقيق هذا الفصل فقد أحدثوا شرخاً قوياً في جبهة المعارضة، مما سيؤدي حتماً الى اصطفاف، سيظهر أثره في قيادة الشارع وتوحيده، والأمر الآخر أن هذا الشرخ سيؤدي الى نقل المعركة الى داخل الجبهة بدلاً من أن تكون مع النظام.
ثانيا : هناك جهاز مختص في صنع الاشاعات وترويجها، وجعلها على ألسنة الناس، وترتكز هذه الاشاعات غالباً على نقطة معينة يسهل تصديقها والبناء عليها، ثم يتم الاضافة اليها من البهارات والمزوقات، التى تتلاعب بالعقل والعاطفة الشعبية، وأهم مافي سلاح الاشاعة أن يجعلوا الخصوم أنفسهم هم حملتها، مثل التركيز على مقولة الاسلاميين والاستحواذ "والتكويش"، فهذه المقولة تحك على جرب كثير من خصوم الاسلاميين وشركائهم، ولذلك أصبحت نشيدة.
ثالثاً: استخدام أسلوب الهجوم، حتى تبقى قوى التغيير والاصلاح والثورة في معرض الدفاع الدائم عن نفسها وموقف الدفاع دائماً يحوي بعض مظاهر الضعف، ولذلك يجري الاتهام بالدولة الدينية، أو عدم احترام التعددية، أو التفريط في حماية الأقليات، أو عدم احترام الحريات الشخصية، من أجل اشغالهم باثبات النقيض، واقامة الحوارات والمناظرات والدورات واشتغال الفضائيات، بدلاً من توجيه الأنظار على مساوئ الأنظمة وظلمها وفسادها.
رابعاً: القفز في أحاديث الشارع، وداخل مكونات القوى السياسية المشتركة في عملية التغيير الى مابعد الثورة ونتائجها، من أجل إثارة الخلاف حول اقتسام الغنائم والمكاسب والمناصب، قبل تحقيق النجاح، وهذا ما يعبر عنه الحكماء الأقدمون بقصة إثارة الخلاف بين الصيادين حول جلد الدب قبل صيده، مما قد يؤدي إلى أن يقتل الصيادون بعضهم بعضاً، والدب ينظر اليهم عن بعد.
خامساً: الحرص على التمسك بالمؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية وعدم التفريط بها، واستخدامها باعتبارها أدوات استراتيجية في مواجهة الثورات الشعبية.
العرب اليوم
الأنظمة العربية تختزن رصيداً كبيراً من الخبرة في مواجهة الشعوب وكيفية ترويضها والتعامل مع ثوراتها وانتفاضاتها، وينفقون أموالاً طائلة من أجل الحصول على الخبرة والمشورة من القوى الخارجية الأجنبية وكذلك الداخلية ، بالإضافة الى الاستئثار بالقوة والمال والاعلام وأدوات التأثير.
ومن خلال قراءة المشهد العربي ، ورشوح بعض المعلومات، يستطيع المراقب أن يتبين بعض معالم المواجهة والمخطط الحكومي في التعامل مع الثورات الشعبية، وغالباً مايتشابه الأداء بين مختلف الأنظمة، ويمكن الوقوف عند بعضها:
أولاً :العمل على تمزيق جبهة المعارضة وتفريقها، و زرع بذور الخلاف والخصام بين مكوناتها، والخطوة الاستراتيجية الاكثر أهمية في هذا المجال البدء بجعل الاسلاميين في جهة وبقية القوى في جهة أخرى، إذ تهدف هذه الخطوة الى عزل القوى الاسلامية عن القوى الشعبية والوطنية الأخرى؛ وإذا نجحوا في تحقيق هذا الفصل فقد أحدثوا شرخاً قوياً في جبهة المعارضة، مما سيؤدي حتماً الى اصطفاف، سيظهر أثره في قيادة الشارع وتوحيده، والأمر الآخر أن هذا الشرخ سيؤدي الى نقل المعركة الى داخل الجبهة بدلاً من أن تكون مع النظام.
ثانيا : هناك جهاز مختص في صنع الاشاعات وترويجها، وجعلها على ألسنة الناس، وترتكز هذه الاشاعات غالباً على نقطة معينة يسهل تصديقها والبناء عليها، ثم يتم الاضافة اليها من البهارات والمزوقات، التى تتلاعب بالعقل والعاطفة الشعبية، وأهم مافي سلاح الاشاعة أن يجعلوا الخصوم أنفسهم هم حملتها، مثل التركيز على مقولة الاسلاميين والاستحواذ "والتكويش"، فهذه المقولة تحك على جرب كثير من خصوم الاسلاميين وشركائهم، ولذلك أصبحت نشيدة.
ثالثاً: استخدام أسلوب الهجوم، حتى تبقى قوى التغيير والاصلاح والثورة في معرض الدفاع الدائم عن نفسها وموقف الدفاع دائماً يحوي بعض مظاهر الضعف، ولذلك يجري الاتهام بالدولة الدينية، أو عدم احترام التعددية، أو التفريط في حماية الأقليات، أو عدم احترام الحريات الشخصية، من أجل اشغالهم باثبات النقيض، واقامة الحوارات والمناظرات والدورات واشتغال الفضائيات، بدلاً من توجيه الأنظار على مساوئ الأنظمة وظلمها وفسادها.
رابعاً: القفز في أحاديث الشارع، وداخل مكونات القوى السياسية المشتركة في عملية التغيير الى مابعد الثورة ونتائجها، من أجل إثارة الخلاف حول اقتسام الغنائم والمكاسب والمناصب، قبل تحقيق النجاح، وهذا ما يعبر عنه الحكماء الأقدمون بقصة إثارة الخلاف بين الصيادين حول جلد الدب قبل صيده، مما قد يؤدي إلى أن يقتل الصيادون بعضهم بعضاً، والدب ينظر اليهم عن بعد.
خامساً: الحرص على التمسك بالمؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية وعدم التفريط بها، واستخدامها باعتبارها أدوات استراتيجية في مواجهة الثورات الشعبية.
العرب اليوم