كادحون في عيدهم: همّنا هو الوطن
منار حافظ - أشرقت شمس أول يوم من أيار على عرق هؤلاء الكادحين الذين ما انفكوا عن رعاية الوطن يوما حتى في عيدهم الذي خصص لهم حيث يأخذ الجميع قسطا من الراحة ويظلون هم في أماكنهم يعملون، تجبرهم ظروف الحياة وقسوتها على أن يكونوا هم الأقل حظا والأكثر خدمة للمجتمع.
و يشير الوكيل أنس الكوفحي الذي يعمل في المركز الإعلامي للدفاع المدني أنه وزملاءه العاملين في كافة الأقسام التابعة لجهاز الدفاع المدني لا يخضعون لنظام العطلة في أيامها الرسمية حتى لو كان الأمر عائدا لعيد العمال.
وبين خلال حديثه لـ Jo24 أن كل كوادر الدفاع المدني متأهبون للعمل كون وظيفتهم الإنسانية تحتم عليهم مواصلة العمل وعدم أخذ الإجازات إلا على نظام المناوبات.
و يقول سائق التاكسي (أبو محمد): "أنا لم أحصل على إجازة منذ سنوات فعملي يتطلب مني أن أعمل ليل نهار لأقدر على توفير متطلبات الأسرة، إضافة للضمان الإجتماعي."
ويفتخر أبو محمد بنفسه أنه وعلى مدار 25 عاما من عمله كسائق تاكسي أصبح يحفظ كل شارع في الأردن، ورغم صعوبة ظروف عمله إلا أنه يعتز باحترام الراكبين له.
وفي الوقت الذي يعمل فيه ما يزيد عن ألفي عامل وطن بيوم العمال دون أجر إضافي يقول (أبو خالد): نظافة شوارع الأردن أهم من إجازتنا وحبنا للوطن وما ننجزه له هو عيدنا.. ويتابع: أتمنى فقط أن يتم زيادة رواتبنا لتكون كفيلة بأن تسد احتياجتنا اليومية.
يذكر أن الحد الأدنى لأجور العاملين في الأردن هو 190 دينارا، وما زال المواطنون يطالبون برفعها في ظل غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار.
ولا ننسى في هذا اليوم قطاع الأطباء والممرضين والعاملين في طوارىء المياه والكهرباء والساهرين على أمن المواطن وشرطة السير وعمال المخابز والمطاعم وغيرهم من الكادحين حتى آخر رمق لأجل لقمة العيش وحفاظا على الوطن.
