صباحي والإخوان
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : لم استغرب ما قاله المرشح لرئاسة الجمهورية المصرية عبد الفتاح السيسي في معرض تسويق نفسه رئيساً قادماً بأنه لا وجود للإخوان المسلمين في المرحلة القادمة في مصر، ويقصد عزمه على إنهاء وجودهم السياسي في المشهد المصري. ويعود عدم الاستغراب إلى أن هدف السيسي الأكبر، وجوهر برنامجه الرئاسي يقوم على محاولة القضاء على مستقبل الإخوان السياسي ولا أعتقد أنه يحمل برنامجاً آخر، وقد ارتبط اسمه بهذه المهمة، وبرز اسمه ولمع نجمه في السماء المصري بناء على ذلك، في ظل عدم تحقق أي إنجاز آخر يذكر على الصعيد الاقتصادي، أو الاستقرار الأمني أو التقدم على الصعيد الديمقراطي.
لكن ما يدعو للغرابة فعلاً أن يأتي حمدين صباحي المرشح القومي للرئاسة المصرية ليطلق تصريحاً مشابهاً لما صرّح به السيسي إلى حد التطابق، حيث أعلن بكل وضوح وصراحة بأنه لا وجود للإخوان المسلمين في المرحلة القادمة، لا جماعة ولا تنظيماً ولا حزباً، ولا كل ما له صلة بهم!
دخول صباحي على هذا المسار في محاولة التسويق تبدو أنها خارج منطق العدالة، وخارج منطق الديمقراطية، وخارج منطق الوطنية، وخارج منطق العقلانية السياسية، وخارج المنطق الحزبي والتعددية السياسية، وخارج منطق الحرية، فضلاً عن منطق التحضر الإنساني في حدوده الدنيا، التي تعرفها كل الشعوب.
المبرر لدخول المرشحين على سوق المزايدات القائم على التنافس في إبداء القدرة على محاربة الإخوان وإبعادهم عن المشهد السياسي، ليس له أي تفسير إلّا ضمن الخطوط التسويقية التالية:
الخط الأول المتمثل بإرضاء بعض الأطراف الخليجية، ومحاولة استمطار الدعم المادي والمعنوي قبل الفوز وبعده حيث أن هناك جهودا علنية واضحة في هذا المضمار، تتمثل بالدعم غير المحدود والذي بدأ ولن يتوقف.
الخط الثاني يتضح تماماً بالتساوق مع الرغبة الخارجية ودوائر النفوذ العالمي، التي حاولت ممارسة بعض التضليل الإعلامي والسياسي الذي لم يستطع الصمود أمام الحقائق المبهرة، التي تتمثل برعاية الانقلاب على الديمقراطية والتخطيط والمشاركة الفاعلة التي لا ينكرها إلّا جاحد.
المشكلة الكبرى تكمن في الصمت المطبق من كل الأقلام التي اندفعت لتبرر عملية تفويض الديمقراطية بكل ما تملك من قوة بيان وفصاحة لسان، والآن تسمع السيسي وصباحي وهما يطلقان هذه التصريحات ولا تكاد تسمع نكيراً أو انتقاداً خجولاً، فقد ضحوا بكل قواعد المنطق، وداسوا على كل مبادئ تحت ضغط الخصومة السياسية والاختلاف في الفكر والرأي إلى تلك الدرجة من عمى البصر والبصيرة.
ربما تكون الفرصة أمام العرب بكل فئاتهم أن يفكروا بلحظة صفاء لأبنائهم والأجيال القادمة أن يحاولوا توريثهم زماناً خالياً من الدم وخالياً من تراث السجون والقتل والإعدام الجماعي، وخالياً من تصريحات نفي الآخر من الوجود وصعد الحياة والعيش المجرد.
(الدستور)
لكن ما يدعو للغرابة فعلاً أن يأتي حمدين صباحي المرشح القومي للرئاسة المصرية ليطلق تصريحاً مشابهاً لما صرّح به السيسي إلى حد التطابق، حيث أعلن بكل وضوح وصراحة بأنه لا وجود للإخوان المسلمين في المرحلة القادمة، لا جماعة ولا تنظيماً ولا حزباً، ولا كل ما له صلة بهم!
دخول صباحي على هذا المسار في محاولة التسويق تبدو أنها خارج منطق العدالة، وخارج منطق الديمقراطية، وخارج منطق الوطنية، وخارج منطق العقلانية السياسية، وخارج المنطق الحزبي والتعددية السياسية، وخارج منطق الحرية، فضلاً عن منطق التحضر الإنساني في حدوده الدنيا، التي تعرفها كل الشعوب.
المبرر لدخول المرشحين على سوق المزايدات القائم على التنافس في إبداء القدرة على محاربة الإخوان وإبعادهم عن المشهد السياسي، ليس له أي تفسير إلّا ضمن الخطوط التسويقية التالية:
الخط الأول المتمثل بإرضاء بعض الأطراف الخليجية، ومحاولة استمطار الدعم المادي والمعنوي قبل الفوز وبعده حيث أن هناك جهودا علنية واضحة في هذا المضمار، تتمثل بالدعم غير المحدود والذي بدأ ولن يتوقف.
الخط الثاني يتضح تماماً بالتساوق مع الرغبة الخارجية ودوائر النفوذ العالمي، التي حاولت ممارسة بعض التضليل الإعلامي والسياسي الذي لم يستطع الصمود أمام الحقائق المبهرة، التي تتمثل برعاية الانقلاب على الديمقراطية والتخطيط والمشاركة الفاعلة التي لا ينكرها إلّا جاحد.
المشكلة الكبرى تكمن في الصمت المطبق من كل الأقلام التي اندفعت لتبرر عملية تفويض الديمقراطية بكل ما تملك من قوة بيان وفصاحة لسان، والآن تسمع السيسي وصباحي وهما يطلقان هذه التصريحات ولا تكاد تسمع نكيراً أو انتقاداً خجولاً، فقد ضحوا بكل قواعد المنطق، وداسوا على كل مبادئ تحت ضغط الخصومة السياسية والاختلاف في الفكر والرأي إلى تلك الدرجة من عمى البصر والبصيرة.
ربما تكون الفرصة أمام العرب بكل فئاتهم أن يفكروا بلحظة صفاء لأبنائهم والأجيال القادمة أن يحاولوا توريثهم زماناً خالياً من الدم وخالياً من تراث السجون والقتل والإعدام الجماعي، وخالياً من تصريحات نفي الآخر من الوجود وصعد الحياة والعيش المجرد.
(الدستور)