مهرجان جرش وإعادة طرح الأسئلة
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : مهرجان جرش الذي يجري الاستعداد لإطلاقه، يعيد طرح مجموعة من الأسئلة التي كانت وما زالت تطرح من المواطنين، ومن المراقبين على اختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية، ولكنها في الغالب لا تحظى بعناية وزارة الثقافة والمؤسسات المختصة.
ليس هناك ضير من إثارة الحوارات الواسعة والمعمقة حول هذا المهرجان وغيره من المهرجانات السنوية العديدة التي تعقد في المدن الأردنية الأخرى، مثل مهرجان الفحيص، ومهرجان شبيب ومهرجان الأزرق وغيرها، لأن الأصل في هذه المهرجانات أنها جاءت لخدمة الثقافة الأردنية وإغنائها، وهذا لايتم إلّا من خلال التفاعل مع الجمهور الأردني بشكل دائم، يدفع نحو التطوير والتعديل والحذف والاضافة في سياق السعي نحو إيجاد الصورة الأفضل والشكل الأمثل للنشاط الثقافي مما يعني الدفع نحو إثارة الحوار المجتمعي الجاد حول هذه الأنشطة لأن النجاح يكون بمقدار إشغال الرأي العام.
نقطة الحوار الأولى في هذا الموضوع تبدأ بالوقوف على الغايات الكبرى والأهداف التفصيلية التي يرجى تحقيقها من إقامة المهرجان، واعتقد أنه من حق الجمهور الأردني ودافعي الضرائب أن يفهموا هذه الأهداف بطريقة سليمة، بل من حق الجمهور الأردني أن يصل إلى حد القناعة الداخلية الحقيقية بهذه الأهداف والغايات، من أجل التفاعل معها والمشاركة في انجاحها وتعميم آثارها، ولكن ما نلحظه أنه يتم الإعلان عادة عن ضيوف المهرجان من فنانين وشخصيات ووجوه دون نظر إلى علاقة ذلك بفلسفة المهرجان وأهدافه.
وفي هذا المجال لا أدعو إلى إلغاء المهرجان بقدر ما أدعو إلى تهديف المهرجان بطريقة واضحة ومعلنة للجمهور، ويمكن أن يكون للمهرجان غايات وأهداف جديدة في كل عام من أجل معالجة الأوضاع الجديدة السائدة بطريقة ثقافية ذات ألوان مختلفة ومتعددة.
فعلى سبيل المثال يمكن ان يتم التركيز على معالجة جملة من الظواهر الاجتماعية المقلقة مثل: حالة التعصب والتوتر السائدة نتيجة الظروف السياسية القائمة، وبناء حالة التسامح والتوافق من خلال القصيدة والأغنية والمسرحية والأنشودة والمحاضرة ويمكن أن يسهم المهرجان عبر السنوات المتوالية في ارساء ثقافة الانتاج والتنمية الحقيقية المبنية على العلم والمعرفة والجهد، وإرساء ثقافة العمل والمنافسة في عالم التطوير التقني والتكنولوجي ومعالجة ثقافة الكسل والاستهلاك، ومعالجة ثقافة العجز والتواكل، ومحاربة ثقافة الاستقواء والتنمر السائدة بين شبابنا وأبنائنا بطريقة مريضة، مضرة.
ما أقصده هو كيف نجعل من هذا النشاط الثقافي الكبير الذي يشغل الإعلام ومؤسسات الدولة ويشغل دائرة السير والمرور والشرطة والبلديات والثقافة ذا جدوى، وذا مردود واضح وملموس على ملامح جيل أردني قوي قادر على حمل المشروع الوطني الأردني بكفاءة واقتدار.
نوّد أن يشعر الأردنيون أنهم امام نمط جديد من المهرجانات الهادفة، التي ترفع من سوية الثقافة الأردنية، وتحترم أعرافهم وقيمهم الأصيلة المستمدة من عروبتهم وإسلامهم وتراثهم الحضاري المتميز، وتقدم لوناً مدروسا بعناية وفقاً لتخطيط ثقافي مؤسسي بروح وطنية عالية، وآداء راقٍ متحضر يصقل الذوق وينعش الذاكرة الجمعية، عن طريق حسن الاختيار وجمال الأسلوب.
(الدستور)
ليس هناك ضير من إثارة الحوارات الواسعة والمعمقة حول هذا المهرجان وغيره من المهرجانات السنوية العديدة التي تعقد في المدن الأردنية الأخرى، مثل مهرجان الفحيص، ومهرجان شبيب ومهرجان الأزرق وغيرها، لأن الأصل في هذه المهرجانات أنها جاءت لخدمة الثقافة الأردنية وإغنائها، وهذا لايتم إلّا من خلال التفاعل مع الجمهور الأردني بشكل دائم، يدفع نحو التطوير والتعديل والحذف والاضافة في سياق السعي نحو إيجاد الصورة الأفضل والشكل الأمثل للنشاط الثقافي مما يعني الدفع نحو إثارة الحوار المجتمعي الجاد حول هذه الأنشطة لأن النجاح يكون بمقدار إشغال الرأي العام.
نقطة الحوار الأولى في هذا الموضوع تبدأ بالوقوف على الغايات الكبرى والأهداف التفصيلية التي يرجى تحقيقها من إقامة المهرجان، واعتقد أنه من حق الجمهور الأردني ودافعي الضرائب أن يفهموا هذه الأهداف بطريقة سليمة، بل من حق الجمهور الأردني أن يصل إلى حد القناعة الداخلية الحقيقية بهذه الأهداف والغايات، من أجل التفاعل معها والمشاركة في انجاحها وتعميم آثارها، ولكن ما نلحظه أنه يتم الإعلان عادة عن ضيوف المهرجان من فنانين وشخصيات ووجوه دون نظر إلى علاقة ذلك بفلسفة المهرجان وأهدافه.
وفي هذا المجال لا أدعو إلى إلغاء المهرجان بقدر ما أدعو إلى تهديف المهرجان بطريقة واضحة ومعلنة للجمهور، ويمكن أن يكون للمهرجان غايات وأهداف جديدة في كل عام من أجل معالجة الأوضاع الجديدة السائدة بطريقة ثقافية ذات ألوان مختلفة ومتعددة.
فعلى سبيل المثال يمكن ان يتم التركيز على معالجة جملة من الظواهر الاجتماعية المقلقة مثل: حالة التعصب والتوتر السائدة نتيجة الظروف السياسية القائمة، وبناء حالة التسامح والتوافق من خلال القصيدة والأغنية والمسرحية والأنشودة والمحاضرة ويمكن أن يسهم المهرجان عبر السنوات المتوالية في ارساء ثقافة الانتاج والتنمية الحقيقية المبنية على العلم والمعرفة والجهد، وإرساء ثقافة العمل والمنافسة في عالم التطوير التقني والتكنولوجي ومعالجة ثقافة الكسل والاستهلاك، ومعالجة ثقافة العجز والتواكل، ومحاربة ثقافة الاستقواء والتنمر السائدة بين شبابنا وأبنائنا بطريقة مريضة، مضرة.
ما أقصده هو كيف نجعل من هذا النشاط الثقافي الكبير الذي يشغل الإعلام ومؤسسات الدولة ويشغل دائرة السير والمرور والشرطة والبلديات والثقافة ذا جدوى، وذا مردود واضح وملموس على ملامح جيل أردني قوي قادر على حمل المشروع الوطني الأردني بكفاءة واقتدار.
نوّد أن يشعر الأردنيون أنهم امام نمط جديد من المهرجانات الهادفة، التي ترفع من سوية الثقافة الأردنية، وتحترم أعرافهم وقيمهم الأصيلة المستمدة من عروبتهم وإسلامهم وتراثهم الحضاري المتميز، وتقدم لوناً مدروسا بعناية وفقاً لتخطيط ثقافي مؤسسي بروح وطنية عالية، وآداء راقٍ متحضر يصقل الذوق وينعش الذاكرة الجمعية، عن طريق حسن الاختيار وجمال الأسلوب.
(الدستور)