الاستقلال وقصة العشق الأبدية
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : ذكرى الاستقلال مناسبة سنوية يحيها الشعب الأردني من أجل تجديد قصة حبهم الأبدي لوطنهم وعشقهم الروحي لترابه المقدس، وذكرى الاستقلال محطة مهمة للمراجعة الفردية والجماعية، مراجعة لكل فرد مهما كان موقعه في المسؤولية، ولكل حزب ومجموعة مهما كان حجمه وأثره وللحكومة وأصحاب السلطة وأهل المسؤولية والقرار، من أجل الإجابة على السؤال الدائم: ماذا قدمنا للوطن؟ وماذا نستطيع أن نقدم في هذه اللحظة وفي المستقبل؟
حب الأوطان روح تسري في الشعوب فتعطيها الطاقة والقوة والاندفاع نحو العمل والانجاز، ونحو التطوير والإبداع، وعشق الأوطان يمثل قصة الإلهام التي تصنع مشاريع النهوض والتحرير، فلا ابداع بلا حب، ولا نهوض بلا عشق، فكل مشاريع النهوض الناجحة قامت على الحب والعشق الوطني، ونسجت من خيوط الانتماء والولاء الذي يعمر القلوب والوجدان، ذلك الحب الذي يجعل الفرد يتخلص من إطار ذاته، ويتحرر من رق الأنانية المقيتة ويرتفع إلى آفاق المصلحة العامة، ويسمو إلى مراتب التضحية والفداء بكل ما يملك من أجل رفعة وطنه والدفاع عن ترابه.
الدين جاء ليعزز هذا الحب، ويبني هذا الانتماء بطريقة ايمانية راقية ومتحضرة، وصدق الأثر القائل : «حب الأوطان من الإيمان» حيث جعل الاسلام الدفاع عن الوطن من أعلى مراتب العبادة، ومن يستشهد يحصل على أعلى المراتب في الآخرة، وليس هناك أكثر خطأ وأشد جهالة، ممن يجعل الدين سبباً في نقصان حب الوطن، أو يعمد إلى التقليل من الاحتفاء بذكرى الاستقلال، ويشيع ثقافة التناقض المصطنع بين التدين والوطنية الصادقة أو بين الإيمان والانتماء للأمة.
إن الذين ضعف لديهم حب الوطن، وخلت أفئدتهم من قصة العشق الأبدي للأرض لن يكونوا قادرين على بناء مشاريع النهوض، وليس بمقدورهم حماية أرضهم وشعبهم، حتى لو تكلفوا ذلك وادعوه، وسوف يبقون في دائرة العجز والتخاذل، والمراوحة في مربعات الفشل والهزيمة، لأن حب الوطن يعني بكل دقة تفانيا في العمل، وإخلاصا في العطاء، وحب الوطن يعني التضحية والفداء والتعالي على المكتسبات الفردية والغنائم الشخصية، وحب الوطن يتجلى في محاربة الفساد والعبث بالمال العام، ويعني الوقوف في وجوه الفاسدين وزمرة العابثين والمستهترين بحقوق الوطن وحدوده.
بالإضافة إلى الاحتفاء بذكرى الاستقلال بتجديد الحب وقصة العشق الأبدي، فلا بد من الاحتفاء به عن طريق إجراء مراجعة حقيقية وشاملة وشجاعة وجريئة وصريحة؛ فعلى صعيد كل فرد : ينبغي أن يجيب كل منا على السؤال الكبير : ماذا قدمت لهذا الوطن؟ وبما تميزت عن غيري في ميدان التنافس مع الآخرين، من حيث تحصيل مراتب العلم، واتقان التخصص واكتساب الخبرة وتوظيفها في رفعة الوطن وصياغة نهضته، والحرص على نظافته وحماية أمنه واستقراره، والإسهام في وقف أعمال اللصوصية والنهب التي يمارسها بعض الخارجين على الوطن والمتطفلين على خيراته ومقدراته.
وعلى صعيد جماعي ينبغي أن يكون المعيار الحاسم والمتفق عليه في عملية التقويم لكل عمل جماعي هو الإجابة على السؤال نفسه: ماذا قدمت الحكومة؟ وماذا فعلت السلطة؟وماذا قدم الحزب؟ وماذا قدمت المجموعة على صعيد المشروع الوطني الذي يتمحور حول بناء الدولة الأردنية الحديثة، القوية والمزدهرة التي تحظى باستقرار سياسي، وازدهار اقتصادي وتقدم علمي وبحثي وتربوي، وترابط اجتماعي وأسري.
عيد الاستقلال مناسبة وطنية عامة نجدد فيها حبنا العارم لوطننا القائم على حسن الايمان، واتقان العمل، والتفاني في الخدمة والعطاء، ومناسبة وطنية لمراجعة البرامج والجهود المبذولة ومدى اسهامها في بناء الوطن، بعيداً عن الأجندات الشخصية والبرامج الفردية والمناكفات الحزبية، ومناسبة لمراجعة العلاقات والروابط ومراجعة الأولويات.
(الدستور)
حب الأوطان روح تسري في الشعوب فتعطيها الطاقة والقوة والاندفاع نحو العمل والانجاز، ونحو التطوير والإبداع، وعشق الأوطان يمثل قصة الإلهام التي تصنع مشاريع النهوض والتحرير، فلا ابداع بلا حب، ولا نهوض بلا عشق، فكل مشاريع النهوض الناجحة قامت على الحب والعشق الوطني، ونسجت من خيوط الانتماء والولاء الذي يعمر القلوب والوجدان، ذلك الحب الذي يجعل الفرد يتخلص من إطار ذاته، ويتحرر من رق الأنانية المقيتة ويرتفع إلى آفاق المصلحة العامة، ويسمو إلى مراتب التضحية والفداء بكل ما يملك من أجل رفعة وطنه والدفاع عن ترابه.
الدين جاء ليعزز هذا الحب، ويبني هذا الانتماء بطريقة ايمانية راقية ومتحضرة، وصدق الأثر القائل : «حب الأوطان من الإيمان» حيث جعل الاسلام الدفاع عن الوطن من أعلى مراتب العبادة، ومن يستشهد يحصل على أعلى المراتب في الآخرة، وليس هناك أكثر خطأ وأشد جهالة، ممن يجعل الدين سبباً في نقصان حب الوطن، أو يعمد إلى التقليل من الاحتفاء بذكرى الاستقلال، ويشيع ثقافة التناقض المصطنع بين التدين والوطنية الصادقة أو بين الإيمان والانتماء للأمة.
إن الذين ضعف لديهم حب الوطن، وخلت أفئدتهم من قصة العشق الأبدي للأرض لن يكونوا قادرين على بناء مشاريع النهوض، وليس بمقدورهم حماية أرضهم وشعبهم، حتى لو تكلفوا ذلك وادعوه، وسوف يبقون في دائرة العجز والتخاذل، والمراوحة في مربعات الفشل والهزيمة، لأن حب الوطن يعني بكل دقة تفانيا في العمل، وإخلاصا في العطاء، وحب الوطن يعني التضحية والفداء والتعالي على المكتسبات الفردية والغنائم الشخصية، وحب الوطن يتجلى في محاربة الفساد والعبث بالمال العام، ويعني الوقوف في وجوه الفاسدين وزمرة العابثين والمستهترين بحقوق الوطن وحدوده.
بالإضافة إلى الاحتفاء بذكرى الاستقلال بتجديد الحب وقصة العشق الأبدي، فلا بد من الاحتفاء به عن طريق إجراء مراجعة حقيقية وشاملة وشجاعة وجريئة وصريحة؛ فعلى صعيد كل فرد : ينبغي أن يجيب كل منا على السؤال الكبير : ماذا قدمت لهذا الوطن؟ وبما تميزت عن غيري في ميدان التنافس مع الآخرين، من حيث تحصيل مراتب العلم، واتقان التخصص واكتساب الخبرة وتوظيفها في رفعة الوطن وصياغة نهضته، والحرص على نظافته وحماية أمنه واستقراره، والإسهام في وقف أعمال اللصوصية والنهب التي يمارسها بعض الخارجين على الوطن والمتطفلين على خيراته ومقدراته.
وعلى صعيد جماعي ينبغي أن يكون المعيار الحاسم والمتفق عليه في عملية التقويم لكل عمل جماعي هو الإجابة على السؤال نفسه: ماذا قدمت الحكومة؟ وماذا فعلت السلطة؟وماذا قدم الحزب؟ وماذا قدمت المجموعة على صعيد المشروع الوطني الذي يتمحور حول بناء الدولة الأردنية الحديثة، القوية والمزدهرة التي تحظى باستقرار سياسي، وازدهار اقتصادي وتقدم علمي وبحثي وتربوي، وترابط اجتماعي وأسري.
عيد الاستقلال مناسبة وطنية عامة نجدد فيها حبنا العارم لوطننا القائم على حسن الايمان، واتقان العمل، والتفاني في الخدمة والعطاء، ومناسبة وطنية لمراجعة البرامج والجهود المبذولة ومدى اسهامها في بناء الوطن، بعيداً عن الأجندات الشخصية والبرامج الفردية والمناكفات الحزبية، ومناسبة لمراجعة العلاقات والروابط ومراجعة الأولويات.
(الدستور)