نحو ثقافة رمضانية
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : يقترب شهر رمضان، وتجري الاستعدادات لاستقبال هذا الشهر الكريم، على جميع الأصعدة ومن كل الأطراف بلا استثناء، فالحكومة ومؤسساتها المختصة تعمل على مضاعفة كميات المواد التموينية، وخاصة من اللحوم والدواجن، كما يبذل التجار جهوداً كبيرة لتخزين كميات ضخمة من الاحتياجات التموينية، وهذا ما تفعله الأسر بوقت مبكر، وتكاد تقترب من حالة استنفار مجتمعي، وحالة طوارىء بالنسبة لدوائر الشرطة والمرور، ورجال أمانة العاصمة.
تقول بعض الدراسات الاحصائية أن كميات المستوردات تتضاعف في هذا الشهر، لزيادة منسوب الاستهلاك، وزيادة الإقبال على الشراء، وتشير الدراسات أن مصروف الأسر يتضاعف في رمضان، مما يجعله أحد عوامل ارهاق الموازنة الأسرية وسبباً في زيادة مديونيتها، ومن المفارقات التي تشير اليها الدراسات الرمضانية الاحصائية هي الزيادة الملحوظة في حوادث السير، وخاصة قبل الغروب.
ظواهر أخرى أصبحت مرافقة للأجواء الرمضانية تتمثل بكثرة الأفلام والمسلسلات الرمضانية، حيث أن الفنانين أيضاً يكثفون استعدادهم لهذا الشهر، لأن الإقبال على المسلسلات والسهرات يتضاعف كذلك، وهناك مظهر الأراجيل وسهرات «القهاوي» الممتدة الى الفجر، وهناك ظواهر أخرى مرافقة لهذا الشهر الغفير أصبحت تشكل ثقافة منتشرة لدى غالبية نسبية من الشباب من الجنسين.
رمضان ينبغي أن يكون محطة سنوية، وشعيرة ايمانية، ومناسبة كونية انسانية، تعيد ترتيب السوية البشرية للفرد، وتعيد تنظيم العائلة الصغيرة والكبيرة، وتعيد تنظيم المجتمع كله، من خلال إرساء منظومة قيم رمضانية مدروسة بعناية، تخص الفرد والأسرة والمجتمع، وتعيد بناء ثقافة رمضانية مدروسة أصيلة مستمدة من القرآن الكريم ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، مع ضرورة التذكير أن الصوم مفروض على كل الأمم والشعوب عبر الأديان السابقة للاسلام، وفي شرائع كل الأنبياء قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،بدليل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
أول هذه القيم تتصل بموضوع تخليص الانسان من رق الشهوات المستحكمة بالآدمي، فتجعله عبداً ورقيقاً لمجمل الشهوات الحيوانية التي تصل إلى حد الطغيان وتجاوز الحدود الطبيعية، فتحوله إلى كائن شره، تخبو فيه الروح ويتضاءل ارتباطه بقيم النبل والسمو العلوي، ولذلك يصبح من الضروري الالتفات الى سياسة التقشف في هذا الشهر الكريم، التي تصلح ما أفسده الدهر في صحته ونفسه، وتعامله مع مسألة الطعام والشراب، مما يجعلنا أمام حاجة ملحة لتقليل نسبة الإقبال على الطعام والشراب والحلويات والتقليل من اللحوم على وجه التحديد.
والقيمة الثانية التي يجب الالتفات اليها تتعلق بموضوع العطف على أصحاب الحاجة، وتقديم الخدمة لمستحقيها من خلال مضاعفة الصدقات والانفاق في سبيل الله، ومن خلال المسح على الجراح وتضميدها، امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان كالريح المرسلة بالكرم والجود ومضاعفة الصدقات وتخفيف وطأة الفقر والحاجة والعوز على أفراد المجتمع، مما يرفع من سوية النفس ويزكيها وينمي نوازع الخير فيها، ويظهر المشاعر ويرقيها نحو أفاق السمو البشري ومراتب التعامل الراقية المتحضرة.
القيمة الثالثة تتعلق بموضوع التعاون والمشاركة في الأعمال الاجتماعية العامة، ومسالك الاصلاح المجتمعي التي تمس عامة الأفراد من حيث اصلاح المرافق العامة، والحفاظ على الموارد، ومسالك العيش، ومسائل البيئة، ومصادر المياه، وعناصر البيئة المختلفة والعديدة، التي تمس الحياة العامة لكل المواطنين من شوارع وساحات وأشجار وأسواق وحدائق وغابات ومياه، وخطوط مياه وكهرباء واتصالات ومواصلات، بما يجعلها في مسارها الصحيح وغاياتها واستعمالاتها السليمة.
القيمة الرابعة تتعلق بصلة الأرحام، واصلاح الروابط الأسرية، والعلاقات الاجتماعية، على المستويات القريبة والبعيدة، فيما يخص الأسر الصغيرة والكبيرة والامتدادات العائلية والعشائرية، واصلاح ما عطب منها، وإعادة وصل ما انقطع منها، والبادىء بالسلام هو الأفضل والمتفضل، فهذا أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله، وإفشاء العادات السليمة، ونشر قيم التسامح والمودة والصفح والتغافر.
القيمة الخامسة تتعلق بالعبادة والصلة بالخالق الكريم من خلال آداء الصلاة على وقتها، وقراءة القرآن، وصلاة التراويح، وقيام الليل والتهجد، وامداد الروح بالمدد والزاد الحقيقي والغذاء الصحيح، الذي يعيد توازن الفطرة، والتواصل مع الملأ الأعلى، والانتقال إلى العالم الملائكي الجميل، الذي يشكل سر الاصلاح الحقيقي، وطلب الرحمة من الله بالدعاء المخلص والاخبات والانابة وعمق الصلة بالله،واكتساب صفة التواضع وخفض الجناح والهدوء والسكينة.
القيمة السادسة تتعلق بتنمية الشعور مع الشعوب المنكوبة في فلسطين وسوريا ومصر واليمن وكل بقاع الأرض، والاهتمام بقضاياهم والاسهام في حل مشاكلهم، مع المصلحين المخلصين، من أجل تنمية نوازع الوحدة والتضامن والحس المشترك بين صفوف الأمة وشعوب العالم الاسلامي، وكل المجتمعات الانسانية من أجل وقف الظلم والاضطهاد، والاستكبار الاستعماري في كل أنحاء الكرة الأرضية.
(الدستور)
تقول بعض الدراسات الاحصائية أن كميات المستوردات تتضاعف في هذا الشهر، لزيادة منسوب الاستهلاك، وزيادة الإقبال على الشراء، وتشير الدراسات أن مصروف الأسر يتضاعف في رمضان، مما يجعله أحد عوامل ارهاق الموازنة الأسرية وسبباً في زيادة مديونيتها، ومن المفارقات التي تشير اليها الدراسات الرمضانية الاحصائية هي الزيادة الملحوظة في حوادث السير، وخاصة قبل الغروب.
ظواهر أخرى أصبحت مرافقة للأجواء الرمضانية تتمثل بكثرة الأفلام والمسلسلات الرمضانية، حيث أن الفنانين أيضاً يكثفون استعدادهم لهذا الشهر، لأن الإقبال على المسلسلات والسهرات يتضاعف كذلك، وهناك مظهر الأراجيل وسهرات «القهاوي» الممتدة الى الفجر، وهناك ظواهر أخرى مرافقة لهذا الشهر الغفير أصبحت تشكل ثقافة منتشرة لدى غالبية نسبية من الشباب من الجنسين.
رمضان ينبغي أن يكون محطة سنوية، وشعيرة ايمانية، ومناسبة كونية انسانية، تعيد ترتيب السوية البشرية للفرد، وتعيد تنظيم العائلة الصغيرة والكبيرة، وتعيد تنظيم المجتمع كله، من خلال إرساء منظومة قيم رمضانية مدروسة بعناية، تخص الفرد والأسرة والمجتمع، وتعيد بناء ثقافة رمضانية مدروسة أصيلة مستمدة من القرآن الكريم ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، مع ضرورة التذكير أن الصوم مفروض على كل الأمم والشعوب عبر الأديان السابقة للاسلام، وفي شرائع كل الأنبياء قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،بدليل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
أول هذه القيم تتصل بموضوع تخليص الانسان من رق الشهوات المستحكمة بالآدمي، فتجعله عبداً ورقيقاً لمجمل الشهوات الحيوانية التي تصل إلى حد الطغيان وتجاوز الحدود الطبيعية، فتحوله إلى كائن شره، تخبو فيه الروح ويتضاءل ارتباطه بقيم النبل والسمو العلوي، ولذلك يصبح من الضروري الالتفات الى سياسة التقشف في هذا الشهر الكريم، التي تصلح ما أفسده الدهر في صحته ونفسه، وتعامله مع مسألة الطعام والشراب، مما يجعلنا أمام حاجة ملحة لتقليل نسبة الإقبال على الطعام والشراب والحلويات والتقليل من اللحوم على وجه التحديد.
والقيمة الثانية التي يجب الالتفات اليها تتعلق بموضوع العطف على أصحاب الحاجة، وتقديم الخدمة لمستحقيها من خلال مضاعفة الصدقات والانفاق في سبيل الله، ومن خلال المسح على الجراح وتضميدها، امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان كالريح المرسلة بالكرم والجود ومضاعفة الصدقات وتخفيف وطأة الفقر والحاجة والعوز على أفراد المجتمع، مما يرفع من سوية النفس ويزكيها وينمي نوازع الخير فيها، ويظهر المشاعر ويرقيها نحو أفاق السمو البشري ومراتب التعامل الراقية المتحضرة.
القيمة الثالثة تتعلق بموضوع التعاون والمشاركة في الأعمال الاجتماعية العامة، ومسالك الاصلاح المجتمعي التي تمس عامة الأفراد من حيث اصلاح المرافق العامة، والحفاظ على الموارد، ومسالك العيش، ومسائل البيئة، ومصادر المياه، وعناصر البيئة المختلفة والعديدة، التي تمس الحياة العامة لكل المواطنين من شوارع وساحات وأشجار وأسواق وحدائق وغابات ومياه، وخطوط مياه وكهرباء واتصالات ومواصلات، بما يجعلها في مسارها الصحيح وغاياتها واستعمالاتها السليمة.
القيمة الرابعة تتعلق بصلة الأرحام، واصلاح الروابط الأسرية، والعلاقات الاجتماعية، على المستويات القريبة والبعيدة، فيما يخص الأسر الصغيرة والكبيرة والامتدادات العائلية والعشائرية، واصلاح ما عطب منها، وإعادة وصل ما انقطع منها، والبادىء بالسلام هو الأفضل والمتفضل، فهذا أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله، وإفشاء العادات السليمة، ونشر قيم التسامح والمودة والصفح والتغافر.
القيمة الخامسة تتعلق بالعبادة والصلة بالخالق الكريم من خلال آداء الصلاة على وقتها، وقراءة القرآن، وصلاة التراويح، وقيام الليل والتهجد، وامداد الروح بالمدد والزاد الحقيقي والغذاء الصحيح، الذي يعيد توازن الفطرة، والتواصل مع الملأ الأعلى، والانتقال إلى العالم الملائكي الجميل، الذي يشكل سر الاصلاح الحقيقي، وطلب الرحمة من الله بالدعاء المخلص والاخبات والانابة وعمق الصلة بالله،واكتساب صفة التواضع وخفض الجناح والهدوء والسكينة.
القيمة السادسة تتعلق بتنمية الشعور مع الشعوب المنكوبة في فلسطين وسوريا ومصر واليمن وكل بقاع الأرض، والاهتمام بقضاياهم والاسهام في حل مشاكلهم، مع المصلحين المخلصين، من أجل تنمية نوازع الوحدة والتضامن والحس المشترك بين صفوف الأمة وشعوب العالم الاسلامي، وكل المجتمعات الانسانية من أجل وقف الظلم والاضطهاد، والاستكبار الاستعماري في كل أنحاء الكرة الأرضية.
(الدستور)