jo24_banner
jo24_banner

أيها الصائمون ادعوا لهم

إخلاص يخلف
جو 24 : ملحمة جديدة..مذبحة جديدة..إبادة جماعية..سموها ماشئتم وماشاءت حروف اللغة..فاﻷمر سيان لافرق، جميعها في النهاية تؤدي إلى نتيجة واحدة، لأشلاء أجساد أطفال ونساء ورجال تبعثرت هنا وهناك ، كما بعثرت طعام إفطارهم الذي لم يمسوه، بقايا بيوت هدمت فوق رؤوس من سكنوها قبل أن تفيء أرواحهم إلى بارئها..أمهات ثكلى وأرامل حرمن حتى من البكاء ، فقد جف الدمع وأصبح عزيزا في عيونهم ولم يبق من أصواتهم إلا صداها الذي يتردد منذ سنين ، كفى قتلا ..كفى ظلما..كفى معاناة، حال بات يشكل جزء من قدرهم ، لم يعرفوا الفرح كغيرهم من الشعوب ، لم يمارسوا طقسا من طقوسه، فهو نوع من أنواع الرفاهية التي ليست لهم، أطفالهم ولدوا رجالا من رحم المأساة ، فاحتل الحجر أيديهم مكان ألعابهم، وصوت الرصاص والقنابل والقصف مكان أناشيد طفولتهم وحلم بغد مختلف بعيد المنال.

مشهد ليس بجديد، فما أشبه اليوم بالبارحة ، بالسنوات الماضية على الفلسطينيين والغزيين، فقاتلهم وجلادهم ومغتصب أرضهم ، عصابة مرتزقة تمتلك من الفجور والوقاحة والدموية والهمجية لفعل المزيد من التنكيل بهم ، وردود فعل دولنا العربية أيضا ليست بجديدة، فهذه الدولة تشجب وتلك تدين وأخرى يهزها المشهد فتأسف للمصاب، وتبعث لهم بطرود الإغاثة، والجامعة العربية التي بتنا نشك بعروبتها تدعو لاجتماع طارىء وتناشد مجلس اﻷمن الذي لم يكن يوما أمينا علينا، فالمبجل بان كي مون الذي من علينا بوجوده في الجلسة الطارئة خرج بنتيجة هامة أن مايدعى بإسرائيل لديها قلق شرعي، وهو أيضا لديه قلق بتصاعد عدد القتلى الفلسطينيين، ميزان عدالة متوازن فقد أدان المجني عليه ﻷنه قتل ، وأدان البيوت لأنها جاءت في مرمى الطيران الحاقد الذي قصفها فحول ساكنيها إلى أجساد متفحمة ومبعثرة ، أما بلاد الحريات اﻷمريكية ستستخدم حق النقض الفيتو في مجلس اﻷمن لتنجو ربيبتها وتخرج بقرار وقف فوري لإطلاق النار في غزة ..لا ولن تسمح أو ترضخ له إسرائيل إلا متى أرادت . نحن من أوصلنا أنفسنا إلى هذه المرحلة لتكون دماءنا رخيصة ، وجراحنا لايروها ، ومأساتنا لاتهمهم ، لأننا هنا وصغرنا في عيونهم كأمة عربية متخاذلة متشرذمة مستكينة، فسيوفنا قواطع على بعضنا البعض، وعلى غيرنا لانملك إلا الإدانة عبر خبر عاجل في الفضائيات هنا وهناك.

يا شعب الجبارين ، لا تأملو منهم شيئا ، فصرخة وامعتصماه..واعرباه ..لا ولن تصل إليهم فقد صمت آذانهم وكفت أعينهم، فأنتم من ستصنعون نصركم بقوافل شهداءكم، بزغرودة أم تزف ولدها عريسا ليوم شهادته، بخيمة تنصبونها من بقايا دمار بيوتكم ، لتبقوا مغروسين متجذرين في اﻷرض التي ستنبت يوما ما من دماء شهداءكم ، شجرة اسمها الحرية، فالحرية تليق بكم وحدكم، لأنكم تركتم لوحدكم.
أيها الصائمون، أدعو لهم فلم يبق لهم بعد الله رجاء إلا دعائكم٠
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير