jo24_banner
jo24_banner

سبقت العيد بعيد

إخلاص يخلف
جو 24 : تابع الشارع الأردني في الأيام القليلة الماضيهً القرار الأخير الذي صوت عليه مجلس آلامه بشقيه الأعيان والنواب ،والذي يقضي بمنحهم رواتب تقاعديه مدى الحياه، بكثير من الاستهجان والسخط ممزوجة بمرارة الغبن وعدم المساواه،هذا القرار الذي سيدخل موسوعة جينس لسرعة وسهولة التصويت عليه من حيث عدد المصوتين الذي بلغ ١٩٥ صوتاً.

فأين كان هذا العدد في العديد من القضايا المفصليه التي تخص لقمة عيش المواطن الغلبان وقوُتهِ ،وهمومه الحياتيه من تعدادكم هذا وسهولة تصويتكم،وحتى لا نظلم،نعم سمعنا جعجعةً ،ولكنا رأينا طحنا ليس لكم، تغولتم عليه بأيديكم التي لامست السماء وهي مرفوعة للتصويت لتغتال حق كل مواطن دخل الوظيفة إلعامه وهو شاب بشعر اسود، وقامتهُ منتصبه وعيونهُ ترنو الى غدٍ مليء بأحلام بناء الوطن وصونه والارتقاء بمؤسساته ،ومن الجانب الاخر تكوين أسره من زوجة وأطفال أملاً بمستقبل أفضل لهم مما حقق لذاته.

مضت السنون عليه وهو في موقعه يعطي خلاصة تراكم خبراته ، ويعود لبيته وهو يحمل كيس خبزه وبعض مما سنح له الراتب من خضار او دجاجه ليطعم أسرته ، ومطالب الأولاد لا تنتهي ،فهذا يصرخ مطالباً بحذاء جديد ، وذاك يطلب بنطال، والمدرسه تريد دفتراً وكتاباً جديد ، والابنه وهي الأقرب دوماً الى قلب أبيها تطلب مريولاً بدل العتيق أسوةً بصديقاتها ، فتغرق عيناه بالدموع لأن ألعين بصيره واليد قصيره ، ويعدهم بتنفيذ طلباتهم بجملة لطالما سمعناها من أبائنا ،، على الراتب يابا والله لو أقطع من لحمي لأعطيكم ،، يفرح الصغار وينامون وهم ينتظرون قدوم الراتب لتحقيق حلمهم ،، وينام هو أيضاً على سريره ويحلم بأحتساب الفارق بين علاوته السنويه التي حصل عليها، وفائدتها ألمرجوه على راتبه التقاعدي ليرتاح من عناءه فيما تبقى من عمر .

يتكرر هذا المشهد لسنين عده ، يتغير فيها لون الشعر الى الأبيض ، والعيون التي كانت ترنو ألى الغد لم تعد تبصر ألا بالنظارات من الأنكفاء على الأوراق سواء في عمل اداري ، أو في مجال التعليم ،،أو أي وظيفة حكومية أخرى ، والقامة الممشوقه أحدودبت من ثقل حمل ألايام وألتزاماتها.

حُلم بسيط جداً براتب تقاعدي قد يصل أن غالينا ألى ثلاثمئة او أربعمئة دينار لعطاء أستمر ما يقارب الثلاثين عاماً، ومن هنا تأتي مرارة الغبن في حلقه والأستقواء عليه وهو لا يكاد يجد لقمة عيشه ، الحكومه تستأسد فقط على الفقراء ، وميزانيتها تتسع لمطالب الأعيان والنواب لأسترضائهم وتمرير ما تريده عند حاجتها لهم، رغم ان الدولة الأردنيه تعيش في ضائقة أقتصاديه غير مسبوقه.

لقد عاش هؤلاء الموظفون ليلهم ونهارهم وهم يرجون ألعدالة والأنصاف ، فمطالبهم بسيطه وشرعيه ، قانعون برأس ألسمكه ، ولم يطالبوا بالجسم والذيل كغيرهم فكان لغضبهم ما يبرره ، ليتحول يوم أمس ألى فرحٍ أثلج صدورهم ، وأحيا إلامل في نفوسهم ، وأعاد الإمور الى نصابها الصحيح بصدور الأرادة الملكية الساميه برد مشروع القانون المعدل لقانون التقاعد المدني ألذي أقره مجلس الأمه وعدم التصديق عليه ، برسالة عظيمه لجلالة الملك ليرسخ من جديد أسس قائمة على مبدأ المساواة بين جميع فئات ألمجتمع ، ضارباً ألمثل والانموذج بمصلحة الوطن والمواطن التي هي فوق كل أعتبار محذراً من المساس بها لأي سببٍ أو حجةٍ أو مبرر ، لترتفع أكفهم عالياً بالدعاء لأب الحسين وأب الأردنيين جميعاً فقد سبقت يا سيدي العيدَ بعيد.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير