الحاجة إلى بلورة مشروع عربي
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : الوطن العربي يشكل بقعة ساخنة وملتهبة منذ ما يزيد عن قرن من الزمان، بل يعد من اشد انواع بقاع الكرة الارضية توترا وغليانا، حيث تميل كل مناطق العالم نحو الاستقرار والتهدئة، بينما بقيت اقطار العرب تعاني من الاقتتال وسيلان الدم على مدار عقود متوالية، ونجد ان اغلب شعوب العالم استطاعت انتزاع حقوقها في تقرير مصيرها وتحرير اوطانها وتشكيل مستقبلها، بينما ما زالت الشعوب العربية تعاني من الوصاية والتدخل الدولي في شؤونها الداخلية والتدخل الفظ في رسم معالم مستقبلها. الوطن العربي اصيب بعدة لعنات في العصر الحديث اثرت على مصير شعوبه ورسم معالمه مستقبله، اللعنة الاولى تتمثل بلعنة «اسرائيل» ذلك الكيان الاستيطاني الغريب الذي اقحم على الجسم العربي بالقوة الاستعمارية وبالفظاظة العسكرية التي تخالف المنطق الانساني ومنطق التاريخ فضلا عن منطق الحق الواضح الابلج وفرض على الجسم العربي ان يتكيف مع هذا الورم السرطاني الخبيث.
اللعنة الثانية: لعنة النفط، فبدلا من ان يكون النفط اهم عامل من عوامل الثراء والبناء الاقتصادي او ان يكون سلاحا استراتيجيا في نصرة قضايا الامة العربية نجده اصبح عاملا من عوامل ضعف الامة وخرابها وتسلط الدول الاستعمارية على بلدانها والهيمنة على قرارها السيادي، بل اصبحت اموال النفط وسيلة لمقاومة قوى النهوض والتحرر في الامة. اما اللعنة الثالثة فتتمثل بانظمة الفساد والاستبداد وطغم العسكر التي استولت على مقاليد الحكم وادت الى تخريب البنى الفكرية والقيمية للامة، ودمرت المجتمعات وقتلت الحرية والابداع وعملت على انتاج اجيال خاوية ممزقة ودمرت المجتمعات بحيث اصبحت لا تقوى على تقرير مصيرها ولا حماية اوطانها وعاجزة عن حماية مستقبلها.
ولذلك اصبح الوطن العربي ساحة للمشاريع السياسية والاقليمية والمشاريع الدولية العابرة ونجد ان هناك مشروعا ايرانيا فارسيا يحاول ان يفرض وجوده في كل الساحات العربية ويجعل حدوده على شاطىء المتوسط من خلال الحصول على اوراق قوة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وشمال افريقيا ودول الخليج واستعمالها في المفاوضة مع الدول الكبرى وخاصة امريكا وغيرها حول مشروع ايران النووي وحول حصتها ودورها في المنطقة ومن اجل الاعتراف بها كلاعب اقليمي معتبر. ونجد ايضا ان المشروع الاسرائيلي الذي يحاول ان يشكل القوة الاقليمية الاعظم في المنطقة عن طريق امتلاك القوة العسكرية والاقتصادية المتميزة والمتفوقة وعن طريق العلاقات السياسية القوية مع اغلب الدول الكبرى وتشكيل المحاور السياسية داخل الاقطار العربية ويحاول ان يتفوق على المشاريع الاقليمية المنافسة عن طريق الاستثمار في التشتت والفرقة المحمية والمحروسة من اطراف محلية وخارجية. بالاضافة الى المشروع التركي الذي يحاول ان يزاحم في المنطقة ايضا ويتنافس مع المشروع الايراني و»الاسرائيلي» من خلال الدخول على مجال العلاقات الاقتصادية وانشاء المحاور السياسية والامساك ببعض اوراق القوة والاستعانة ببعض الحلفاء.
العرب رغم تفرقهم فهم الاكثر عددا فهم يتجاوزون ثلاث مائة وخمسين مليونا ويملكون مساحة جغرافية هائلة تتجاوز جغرافيا اكبر قوة عالمية وتوحدها اللغة والدين والثقافة والتاريخ، وتملك مخزونا نفطيا ربما يكون الاول على مستوى العالم، بالاضافة الى الشواطىء البحرية الممتدة على البحر المتوسط والبحر الاحمر وبحر العرب، وصولا الى حدود الاطلسي، ويملكون مركزا استراتيجيا وسطيا على مستوى الكرة الارضية، بالاضافة الى الممرات المائية الاستراتيجية ورغم ذلك فهم لا يملكون مشروعا عربيا واحدا يجمع شتاتهم ويوحد اقطارهم، ويملك القدرة على المنافسة والمزاحمة، ويملك القدرة على حماية اراضيهم ومقدراتهم ومستقبل ابنائهم، بدلا من ان يكونو ساحة لمشاريع الجوار وللمشاريع الوافدة والعابرة للقارات. نحن بحاجة ماسة للعمل على بلورة المشروع السياسي العربي الواحد الذي ينبغي ان يهب الى انجازه كل القوى السياسية وكل النخب الفكرية والثقافية في كل اقطار العرب. هذا المشروع يحتاج الى التخلص من كل ارث المشاريع الفاشلة، ويتقدم نحو اطار واسع ومرن، يستوعب كل مكونات الامة الفكرية والسياسية والدينية والمذهبية، ويستند الى مفهوم الاسلام الحضاري الواسع الذي جاء به محمد عليه السلام، ويقدم فلسفة للكون كله يقوم على الوحدة والحرية والتسامح والمشاركة.
الدستور
اللعنة الثانية: لعنة النفط، فبدلا من ان يكون النفط اهم عامل من عوامل الثراء والبناء الاقتصادي او ان يكون سلاحا استراتيجيا في نصرة قضايا الامة العربية نجده اصبح عاملا من عوامل ضعف الامة وخرابها وتسلط الدول الاستعمارية على بلدانها والهيمنة على قرارها السيادي، بل اصبحت اموال النفط وسيلة لمقاومة قوى النهوض والتحرر في الامة. اما اللعنة الثالثة فتتمثل بانظمة الفساد والاستبداد وطغم العسكر التي استولت على مقاليد الحكم وادت الى تخريب البنى الفكرية والقيمية للامة، ودمرت المجتمعات وقتلت الحرية والابداع وعملت على انتاج اجيال خاوية ممزقة ودمرت المجتمعات بحيث اصبحت لا تقوى على تقرير مصيرها ولا حماية اوطانها وعاجزة عن حماية مستقبلها.
ولذلك اصبح الوطن العربي ساحة للمشاريع السياسية والاقليمية والمشاريع الدولية العابرة ونجد ان هناك مشروعا ايرانيا فارسيا يحاول ان يفرض وجوده في كل الساحات العربية ويجعل حدوده على شاطىء المتوسط من خلال الحصول على اوراق قوة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وشمال افريقيا ودول الخليج واستعمالها في المفاوضة مع الدول الكبرى وخاصة امريكا وغيرها حول مشروع ايران النووي وحول حصتها ودورها في المنطقة ومن اجل الاعتراف بها كلاعب اقليمي معتبر. ونجد ايضا ان المشروع الاسرائيلي الذي يحاول ان يشكل القوة الاقليمية الاعظم في المنطقة عن طريق امتلاك القوة العسكرية والاقتصادية المتميزة والمتفوقة وعن طريق العلاقات السياسية القوية مع اغلب الدول الكبرى وتشكيل المحاور السياسية داخل الاقطار العربية ويحاول ان يتفوق على المشاريع الاقليمية المنافسة عن طريق الاستثمار في التشتت والفرقة المحمية والمحروسة من اطراف محلية وخارجية. بالاضافة الى المشروع التركي الذي يحاول ان يزاحم في المنطقة ايضا ويتنافس مع المشروع الايراني و»الاسرائيلي» من خلال الدخول على مجال العلاقات الاقتصادية وانشاء المحاور السياسية والامساك ببعض اوراق القوة والاستعانة ببعض الحلفاء.
العرب رغم تفرقهم فهم الاكثر عددا فهم يتجاوزون ثلاث مائة وخمسين مليونا ويملكون مساحة جغرافية هائلة تتجاوز جغرافيا اكبر قوة عالمية وتوحدها اللغة والدين والثقافة والتاريخ، وتملك مخزونا نفطيا ربما يكون الاول على مستوى العالم، بالاضافة الى الشواطىء البحرية الممتدة على البحر المتوسط والبحر الاحمر وبحر العرب، وصولا الى حدود الاطلسي، ويملكون مركزا استراتيجيا وسطيا على مستوى الكرة الارضية، بالاضافة الى الممرات المائية الاستراتيجية ورغم ذلك فهم لا يملكون مشروعا عربيا واحدا يجمع شتاتهم ويوحد اقطارهم، ويملك القدرة على المنافسة والمزاحمة، ويملك القدرة على حماية اراضيهم ومقدراتهم ومستقبل ابنائهم، بدلا من ان يكونو ساحة لمشاريع الجوار وللمشاريع الوافدة والعابرة للقارات. نحن بحاجة ماسة للعمل على بلورة المشروع السياسي العربي الواحد الذي ينبغي ان يهب الى انجازه كل القوى السياسية وكل النخب الفكرية والثقافية في كل اقطار العرب. هذا المشروع يحتاج الى التخلص من كل ارث المشاريع الفاشلة، ويتقدم نحو اطار واسع ومرن، يستوعب كل مكونات الامة الفكرية والسياسية والدينية والمذهبية، ويستند الى مفهوم الاسلام الحضاري الواسع الذي جاء به محمد عليه السلام، ويقدم فلسفة للكون كله يقوم على الوحدة والحرية والتسامح والمشاركة.
الدستور