المطار وجه الأردن !!
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : أجد نفسي مضطراً لدبّ الصوت لكلّ من يهمّه الأمر حول المظاهر الخطيرة التي تسيء إلى وجه الأردن الحضاري في مطار الملكة علياء الدولي، بما يلعبه من دورٍ كبيرٍ جداً في التأثير على تسويق الأردن أمام العالم، وعندما يتمّ الحديث في هذا الشأن فيجب أن يفهم أنّه دعوة للاستدراك وتصحيح المسار في هذا الجانب، وكنت قد تحدثت في مرةٍ سابقةٍ عن دور الملكية الأردنية أيضاً كونها سفير الأردن الدائم لدى شعوب العالم كله، عندما تمّ تأخير إقلاع الطائرة لمدة (24) ساعة، بعد حشر المسافرين في قاعة البوابة المعدّة للصعود إلى الطائرة، من دون احترامٍ للركاب ومراعاةٍ لأوضاعهم الصحية، وهم جلوسٌ على مقاعد الانتظار الحديد.
ويحدث في المطار شيءٌ يشبه الفوضى العارمة، التي لا تليق بمطار دولي وحيد لدولة مستقرة ومتحضرة، سواءً فيما يتعلق بمعاملة الركاب القادمين، أو فيما يتعلق بحوائجهم وحقائبهم، فلأول مرة يتم حشر القادمين بعد نزولهم من الطائرة في طابور طويل لتفتيشهم يدوياً بفتح الحقائب والنظر فيها وتقليب الأمتعة، ثمّ تفتيش القادمين بحسحسة اليدين من أعلى الجسم إلى أخمص القدمين، وهذا ما حدث معي شخصياً ضمن طابور المئات الواقفين في الطابور، وقد وقعت يد المفتش على قلم حبر في جيبي فتوقف كثيراً وهو يحس القلم ويسألني عدة مرات ما هذا؟ وبتعبيره بالضبط "إيش هاظا؟"، فقلت له: قلم حبر، "خذه جرّبه واكتب فيه".
وهنا أريد أن أقول ما الذي يدعو إلى هذا الإجراء البدائي، وقد تمّ فحص الحقائب عبر الأجهزة الالكترونية عدة مرات، وتمّ تفتيش كل الأمتعة قبل دخول الطائرة وقبل دخول مطار المغادرة، وخلع النظارات والساعة والحزام والأحذية قبل هذه العملية، فلماذا هذا الطابور المزعج، ومعاملته بشكلٍ بدائيّ؟
والشيء الآخر أنّ الطائرة وصلت الساعة (15ر7) بالضبط، ولكنّ الحقائب تأخرت إلى الساعة التاسعة حتى وضعت على الحزام الكهربائي الدائر، بمعنى أنّ قدوم الحقائب تأخر بمقدار ساعتين إلاّ ربع، والركاب ينتظرون وقوفاً في قاعة غير مكيفة، ومنهم المريض ومنهم كبير السنّ، ومنهم السياسي ومنهم رجل الأعمال، في منظرٍ بائس لا يحسدون عليه.
تساءلت عدة مرات من هو المسؤول عن هذه الحالة الإدارية المزرية، ومن هو صاحب هذه الرؤية الحضارية في "بهدلة صحة" القادمين إلى الأردن، وبعضهم يدخل الأردن للمرة الأولى وقد رسم في ذهنه صورة وردية عن الأردنيين والأردن وهو في كرسي الطائرة، ولا أدري كيف أصبحت هذه الصورة بعد هذه المعاناة، وهذه الطريقة البدائية بالاستقبال والتعامل، وللعلم فقد تمّ نشر دراسة تقول بأنّ مطار الأردن من أسوأ عشرة مطارات في العالم، وأعتقد أنّ هذا الأمر بحاجة إلى إعادة تقويم سريعة وحاسمة، يتمّ من خلالها بناء مشهد حضاري جديد تنتفي فيه المحسوبيات والشللية القاتلة.
rohileghrb@yahoo.com
العرب اليوم
ويحدث في المطار شيءٌ يشبه الفوضى العارمة، التي لا تليق بمطار دولي وحيد لدولة مستقرة ومتحضرة، سواءً فيما يتعلق بمعاملة الركاب القادمين، أو فيما يتعلق بحوائجهم وحقائبهم، فلأول مرة يتم حشر القادمين بعد نزولهم من الطائرة في طابور طويل لتفتيشهم يدوياً بفتح الحقائب والنظر فيها وتقليب الأمتعة، ثمّ تفتيش القادمين بحسحسة اليدين من أعلى الجسم إلى أخمص القدمين، وهذا ما حدث معي شخصياً ضمن طابور المئات الواقفين في الطابور، وقد وقعت يد المفتش على قلم حبر في جيبي فتوقف كثيراً وهو يحس القلم ويسألني عدة مرات ما هذا؟ وبتعبيره بالضبط "إيش هاظا؟"، فقلت له: قلم حبر، "خذه جرّبه واكتب فيه".
وهنا أريد أن أقول ما الذي يدعو إلى هذا الإجراء البدائي، وقد تمّ فحص الحقائب عبر الأجهزة الالكترونية عدة مرات، وتمّ تفتيش كل الأمتعة قبل دخول الطائرة وقبل دخول مطار المغادرة، وخلع النظارات والساعة والحزام والأحذية قبل هذه العملية، فلماذا هذا الطابور المزعج، ومعاملته بشكلٍ بدائيّ؟
والشيء الآخر أنّ الطائرة وصلت الساعة (15ر7) بالضبط، ولكنّ الحقائب تأخرت إلى الساعة التاسعة حتى وضعت على الحزام الكهربائي الدائر، بمعنى أنّ قدوم الحقائب تأخر بمقدار ساعتين إلاّ ربع، والركاب ينتظرون وقوفاً في قاعة غير مكيفة، ومنهم المريض ومنهم كبير السنّ، ومنهم السياسي ومنهم رجل الأعمال، في منظرٍ بائس لا يحسدون عليه.
تساءلت عدة مرات من هو المسؤول عن هذه الحالة الإدارية المزرية، ومن هو صاحب هذه الرؤية الحضارية في "بهدلة صحة" القادمين إلى الأردن، وبعضهم يدخل الأردن للمرة الأولى وقد رسم في ذهنه صورة وردية عن الأردنيين والأردن وهو في كرسي الطائرة، ولا أدري كيف أصبحت هذه الصورة بعد هذه المعاناة، وهذه الطريقة البدائية بالاستقبال والتعامل، وللعلم فقد تمّ نشر دراسة تقول بأنّ مطار الأردن من أسوأ عشرة مطارات في العالم، وأعتقد أنّ هذا الأمر بحاجة إلى إعادة تقويم سريعة وحاسمة، يتمّ من خلالها بناء مشهد حضاري جديد تنتفي فيه المحسوبيات والشللية القاتلة.
rohileghrb@yahoo.com
العرب اليوم