ايطاليا والعرب
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : تفضل السفير الايطالي بزيارة مقر المبادرة الأردنية للبناء «زمزم»، وكان اللقاء ثرياً ومفيداً، حيث كان الحوار معمقاً، وتم التطرق إلى مجمل القضايا الساخنة سواء على الصعيد المحلي الأردني، أو على الصعيد الإقليمي والعالمي.
كانت القضية الأولى التي أخذت مساحة واسعة من الحوار تتعلق بالمبادرة من حيث منطلقاتها وأهدافها وآفاقها، وعلاقتها بمختلف الأطراف السياسية، ولقد أبدى السفير قدرة فائقة على متابعة الأحداث، وطرح مجموعة من الأسئلة العميقة والدقيقة بهذا الخصوص، تنطوي على فهم وأفق بعيد المدى، وكنت أتوقع أن الايطاليين أقل الأطراف اهتماماً من بقية الدول الأوروبية، حيث كان هذا اللقاء هو الأول منذ سنوات طويلة، بينما كان الآخرون يتسابقون على اللقاءات واجراء الحوارات.
ولكن ما يجب التذكير به أن ايطاليا كانت هي الدولة الغربية الأولى التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية عضواً مراقباً في مجلس الأمم المتحدة، ولذلك تم توجيه سؤال للسفير هل يمكن أن يكون لايطاليا دور جديد في تسهيل عملية الاعتراف «بالدولة الفلسطينية» خاصة وأن ايطاليا تتولى قيادة الاتحاد الأوروبي، حيث نجد أن الدول الأوروبية الأخرى كانت أكثر جرأة في طرح هذه القضية على البرلمانات لديها، وقد أبدى السفير اهتماماً واضحاً بهذه المسألة، ولكن أحجم عن التصريح في ظل موقع ايطاليا العالمي.
كما تم بحث القضايا الأخرى المتعلقة بهذا الملف، مثل الاعتداء «الاسرائيلي» على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وقضية المستوطنات والحصار الظالم على غزة، والتباطؤ في مسألة الاعتراف بحقوق الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم وديارهم المحتلة.
أخذ الحديث عن مستقبل الأردن في ظل ما يشهده الإقليم من حروب واقتتالات طائفية، وفوضى عارمة، وقلنا في هذا الصدد أن المبادرة جعلت هذه المسألة الأولى على أجندتها، حيث أنها انطلقت ابتداءً من مجموعة من الركائز المهمة:
أولها السعي نحو نشر المفهوم الصحيح للإسلام بوصفه الإطار الحضاري الواسع للأمة كلها بجميع مكوناتها، وأنه يمثل المرجعية القيمية العليا لما في كل مجالات الحياة، وأن الإسلام ينبغي أن يكون عاملاً من عوامل الوحدة للأمة وليس عاملاً من عوامل الصراع والفرقة داخل صفوفها، والمرتكز الثاني ضرورة البحث عن مساحات التوافق بين القوى السياسية والمجتمعية، وتقليل مساحات التوتر والخلاف، عبر الحوار الوطني المسؤول، من أجل الحيلولة دون انزلاق الأردن إلى مربع العنف ومستنقع الفوضى لا سمح الله، وذلك بالتعاون مع كل الأردنيين المخلصين على الصعيد الرسمي والشعبي على حد سواء، والمرتكز الثالث ادراك معالم المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة العربية وضرورة البحث عن الصيغة الوطنية التي تجمع كل الأطراف في خدمة الوطن واستقراره.
أبدى السفير ارتياحاً كبيراً للحوار، وعبّر عن اعجابه بوجود من يحمل هذه الأفكار وهذا المستوى السياسي الرفيع الذي يشكل ثروة هائلة للأردن، لأن الثروة الحقيقية تكمن في الإنسان وأن الاستثمار الحقيقي يكون بدرجة أولى في الموارد البشرية.
نتمنى فعلاً على ايطاليا بوصفها رئيسة للاتحاد الأوروبي أن تقود حملة لانصاف الفلسطينيين أولاً، ونصرة القضايا العربية العادلة في المحافل الدولية، وفقاً لمنطق الحق والعدل الانساني وضرورة التعويض عن المرحلة الاستعمارية التي قادتها الدول الأوروبية في الحقبة السابقة.
(الدستور)
كانت القضية الأولى التي أخذت مساحة واسعة من الحوار تتعلق بالمبادرة من حيث منطلقاتها وأهدافها وآفاقها، وعلاقتها بمختلف الأطراف السياسية، ولقد أبدى السفير قدرة فائقة على متابعة الأحداث، وطرح مجموعة من الأسئلة العميقة والدقيقة بهذا الخصوص، تنطوي على فهم وأفق بعيد المدى، وكنت أتوقع أن الايطاليين أقل الأطراف اهتماماً من بقية الدول الأوروبية، حيث كان هذا اللقاء هو الأول منذ سنوات طويلة، بينما كان الآخرون يتسابقون على اللقاءات واجراء الحوارات.
ولكن ما يجب التذكير به أن ايطاليا كانت هي الدولة الغربية الأولى التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية عضواً مراقباً في مجلس الأمم المتحدة، ولذلك تم توجيه سؤال للسفير هل يمكن أن يكون لايطاليا دور جديد في تسهيل عملية الاعتراف «بالدولة الفلسطينية» خاصة وأن ايطاليا تتولى قيادة الاتحاد الأوروبي، حيث نجد أن الدول الأوروبية الأخرى كانت أكثر جرأة في طرح هذه القضية على البرلمانات لديها، وقد أبدى السفير اهتماماً واضحاً بهذه المسألة، ولكن أحجم عن التصريح في ظل موقع ايطاليا العالمي.
كما تم بحث القضايا الأخرى المتعلقة بهذا الملف، مثل الاعتداء «الاسرائيلي» على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وقضية المستوطنات والحصار الظالم على غزة، والتباطؤ في مسألة الاعتراف بحقوق الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم وديارهم المحتلة.
أخذ الحديث عن مستقبل الأردن في ظل ما يشهده الإقليم من حروب واقتتالات طائفية، وفوضى عارمة، وقلنا في هذا الصدد أن المبادرة جعلت هذه المسألة الأولى على أجندتها، حيث أنها انطلقت ابتداءً من مجموعة من الركائز المهمة:
أولها السعي نحو نشر المفهوم الصحيح للإسلام بوصفه الإطار الحضاري الواسع للأمة كلها بجميع مكوناتها، وأنه يمثل المرجعية القيمية العليا لما في كل مجالات الحياة، وأن الإسلام ينبغي أن يكون عاملاً من عوامل الوحدة للأمة وليس عاملاً من عوامل الصراع والفرقة داخل صفوفها، والمرتكز الثاني ضرورة البحث عن مساحات التوافق بين القوى السياسية والمجتمعية، وتقليل مساحات التوتر والخلاف، عبر الحوار الوطني المسؤول، من أجل الحيلولة دون انزلاق الأردن إلى مربع العنف ومستنقع الفوضى لا سمح الله، وذلك بالتعاون مع كل الأردنيين المخلصين على الصعيد الرسمي والشعبي على حد سواء، والمرتكز الثالث ادراك معالم المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة العربية وضرورة البحث عن الصيغة الوطنية التي تجمع كل الأطراف في خدمة الوطن واستقراره.
أبدى السفير ارتياحاً كبيراً للحوار، وعبّر عن اعجابه بوجود من يحمل هذه الأفكار وهذا المستوى السياسي الرفيع الذي يشكل ثروة هائلة للأردن، لأن الثروة الحقيقية تكمن في الإنسان وأن الاستثمار الحقيقي يكون بدرجة أولى في الموارد البشرية.
نتمنى فعلاً على ايطاليا بوصفها رئيسة للاتحاد الأوروبي أن تقود حملة لانصاف الفلسطينيين أولاً، ونصرة القضايا العربية العادلة في المحافل الدولية، وفقاً لمنطق الحق والعدل الانساني وضرورة التعويض عن المرحلة الاستعمارية التي قادتها الدول الأوروبية في الحقبة السابقة.
(الدستور)