البون الشاسع بين بؤس الواقع والحلم بحكومة انقاذ وقيادات سياسية وازنة
جو 24 : تامر خرمه- الانتحار الكمّي: هي تجربة فكريّة متخيّلة، أثبتت صحّة نظريّة العالم هيو إيفيرت حول وجود أكوان متوازية تشبه كوننا تماماً، بل إن هذه الأكوان -وفقاً للنظريّة- متفرّعة أصلاً من كوننا، المتفرّع بدوره من أكوان أخرى.
وبعيداً عن استعراض هذه التجربة المعقّدة فيزيائيّاً في محاولة إثبات أو نفي نظريّة العوالم المتعدّدة، أو التطرّق لجوانب اتّفاقها وخلافها مع ما جاء به الفيزيائي الكمّي نيلز بور، تعال لنتخيّل معاً كيف سيكون الوضع -عند نقطة معيّنة- في أردن آخر، بأحد تلك الأكوان التي توازي عالمنا.. لن تستغرق نزهتنا أكثر من ومضة أمل ضوئيّة.
تقول نظريّة إيفيرت أن كلّ ما يحدث هو نتيجة عشوائيّة لعدد لامتناهي من الاحتمالات، ما يعني أن كلّ احتمال لم يتحقّق في عالمنا سيكون قد حدث فعلاً في عوالم أخرى.. والآن ما هو المشهد الأردني الذي يمكن استعراضه وتخيّل بعض نتائجه المحتملة ؟!
لحظة.. قبل ذلك علينا التوقّف أمام هذه المحطّة من أجل تحديد نطاق البحث (النزهة).
في هذا الكون، يستيقظ الأردنيّون من نومهم على قرار زجّهم في حرب إقليميّة مفتوحة على كلّ الاحتمالات، دون أن تكون لهم أيّة مصلحة في التورّط بهذه الحرب: الطيران الأردني يقصف مواقع في الأراضي السوريّة، السلطة توعز بتركيب صفّارات إنذار في العاصمة عمّان.. اعتقالات لا تبقي ولا تذر أيّ من التيّارات السياسيّة على اختلاف مرجعيّاتها وأيديولوجيّاتها.. اقتصاد البلد بات رهناً بالغاز "الاسرائيلي".. والمواطن مصاب بحمّى الذهب، "ينكش" الأرض و"يبحشها" أملاً في قلب موازين واقعه المعيشي.
أمام هذه المعطيات ينتظر المواطن انعقاد مجلس الأمّة في دورته العاديّة التي تقرّر تأجيلها إلى مطلع تشرين الثاني، وسط تكهّنات سياسيّة، وضرب برمل التوقّعات لمعرفة اسم رئيس مجلس النوّاب القادم. أتراه سيكون عاطف الطراونة، أم مفلح الرحيمي، أم أمجد المجالي ؟ أم حديثة الخريشة، مرشّح المبادرة النيابيّة التي عجزت حتّى عن تشكيل كتلة ؟؟
كما يتساءل منجّمو الدوّار الرابع عن اسم خليفة الرئاسة المنتظر، هل سيبقى د.عبد الله النسور، الذي استنفد كلّ الفرص المتاحة وغير المتاحة، في منصبه ؟ أم هل ستغرف السلطة من نادي رؤساء الوزراء السابقين مستهلكاً (بفتح التاء على مصراعيها) آخر، انتهت صلاحيّته ذات أحد تجارب الفشل ؟!
وماذا بشأن الديوان الملكي ؟ هل سيخلف الطراونة رئاسته وتؤول رئاسة النوّاب إلى غيره ؟ أم هل ستجيئ أقدار صنع القرار باسم يذهل الجميع، من قبيل باسم عوض الله ؟ على سبيل المثال لا الحصر.
كان هذا موجز لأبرز الاحتمالات المتوقّعة في كوننا.. والآن لنمضي في نزهة..
في أحد الأكوان الموازية، البعيدة جدّا.. جدّاً.. هناك أردن آخر، قد يكون أمام ذات المعطيات آنفة الذكر، ولكن لا يمكن حصر عدد الاحتمالات اللامتناهية لما يمكنه أن يتحقّق من نتائج.. تعال نبحر في أحد هذه الأكوان لنستهيم بعض ما نشتهي..
هناك.. تفرض الحكمة والرشد نفسيهما على المشهد –وفقاً لأحد الاحتمالات المحتملة- فيقول صوت الحكمة: علينا ترتيب البيت الداخلي لمواجهة هذه المرحلة الحرجة، فيما يقرّر الرشد عدم حلّ ما نواجهه من مشاكل باستخدام ذات العقليّة التي أنتجتها.. والآن ما هي فرصة أي من الأسماء السابقة في تبوّء ما تيسّر من مناصب، بعد التغييرات المنتظرة ؟ الاحتمال هنا يؤول إلى الصفر.
صانع القرار يكلّف أسماء من العيار الثقيل لتولّي زمام المسؤوليّة.. أسماء لها ثقلها في الشارع الأردني، قادرة على درء كلّ القرارات المهلكة التي يمكن أن تقتحم المشهد، وتتمتّع بحضور حقيقيّ يفرض نفسه دون الحاجة إلى الاختباء وراء الملك.. هذا ما حدث من نتائج في أردن ما، بكوكب ما، في أحد الأكوان.
أمّا مجلس النوّاب -في ذلك الأردن الموازي- فقد تقرّر إجراء عمليّة جراحيّة تزيل ما اعتراه من تشوّهات، بعد فشله المتكرّر في التحوّل إلى سلطة تشريعيّة ورقابيّة حقيقيّة، وانكفائه على محاولة تصيّد المكاسب الذاتيّة والرواتب التقاعديّة، بعيداً عن هموم ومشاكل الناس.. في ذلك الأردن بدأت السلطة بالسير في خطوات عمليّة ملموسة للوصول إلى تشكيل حكومات برلمانيّة، عبر تغيير قانون الانتخاب بما لا يمكّن سوى أصحاب المشاريع السياسّة، والتصوّرات الاستراتيجيّة، من تمثيل المواطن.
ولتحقيق هذا تمّ تكليف شخصيّة غير مستهلكة، ولا يقتصر طموحها على "جاه" المنصب، بتشكيل الحكومة القادرة على الاضطلاع بمهمّات المرحلة.. الرئيس الجديد يحلف اليمين ويبدأ بإصدار قرارات صارمة، واتّخاذ إجراءات جذريّة تجتثّ الفساد من جذوره، كما يعكف على إزالة التشوّهات الاقتصاديّة، ويوقف دوّامة الارتهان لمصالح الغير..
بدأ المشوار.. ها قد تقدّمت الحكومة بمشاريع قوانين ديمقراطيّة عصريّة، تحقّق أوسع شراكة سياسيّة ممكنة لتصليب الجبهة الداخليّة في مواجهة مخاطر المرحلة، أنت الآن في دولة مدنيّة يسود فيها القانون، لا يمكن هنا التفكير وفق منطق "مزرعة كلّ من إيده إله".. أنت الآن في "المزرعة السعيدة" التي لا يحصد فيها أحد إلاّ ما يستحقّ.
لا تنسى، أنت الآن في عالم موازي.. هل مازلت هناك ؟ طيّب يمكنك وفقاً لنظريّة الأوتار للفيزيائي اليابانى-الأمريكي ميشيو كاكو، الاتّصال مع عالمنا، فكوننا عبارة عن عزف موسيقي وفقاً لهذه النظريّة المبحرة في المستوى تحت الذرّي، هل يمكنك إقراضنا نوتة مختلفة تغيّر إيقاع سمفونيّتنا السياسيّة التي شذّت عن تطلّعاتنا ؟ ولكن مهلاً.. عليك توخّي الحذر أثناء محاولة الاتّصال مع عالمنا، فتفاعل الأكوان الموازية من شأنه أن يفضي إلى انفاجر عظيم، كذلك الانفجار الذي خلق كوننا !
وبعيداً عن استعراض هذه التجربة المعقّدة فيزيائيّاً في محاولة إثبات أو نفي نظريّة العوالم المتعدّدة، أو التطرّق لجوانب اتّفاقها وخلافها مع ما جاء به الفيزيائي الكمّي نيلز بور، تعال لنتخيّل معاً كيف سيكون الوضع -عند نقطة معيّنة- في أردن آخر، بأحد تلك الأكوان التي توازي عالمنا.. لن تستغرق نزهتنا أكثر من ومضة أمل ضوئيّة.
تقول نظريّة إيفيرت أن كلّ ما يحدث هو نتيجة عشوائيّة لعدد لامتناهي من الاحتمالات، ما يعني أن كلّ احتمال لم يتحقّق في عالمنا سيكون قد حدث فعلاً في عوالم أخرى.. والآن ما هو المشهد الأردني الذي يمكن استعراضه وتخيّل بعض نتائجه المحتملة ؟!
لحظة.. قبل ذلك علينا التوقّف أمام هذه المحطّة من أجل تحديد نطاق البحث (النزهة).
في هذا الكون، يستيقظ الأردنيّون من نومهم على قرار زجّهم في حرب إقليميّة مفتوحة على كلّ الاحتمالات، دون أن تكون لهم أيّة مصلحة في التورّط بهذه الحرب: الطيران الأردني يقصف مواقع في الأراضي السوريّة، السلطة توعز بتركيب صفّارات إنذار في العاصمة عمّان.. اعتقالات لا تبقي ولا تذر أيّ من التيّارات السياسيّة على اختلاف مرجعيّاتها وأيديولوجيّاتها.. اقتصاد البلد بات رهناً بالغاز "الاسرائيلي".. والمواطن مصاب بحمّى الذهب، "ينكش" الأرض و"يبحشها" أملاً في قلب موازين واقعه المعيشي.
أمام هذه المعطيات ينتظر المواطن انعقاد مجلس الأمّة في دورته العاديّة التي تقرّر تأجيلها إلى مطلع تشرين الثاني، وسط تكهّنات سياسيّة، وضرب برمل التوقّعات لمعرفة اسم رئيس مجلس النوّاب القادم. أتراه سيكون عاطف الطراونة، أم مفلح الرحيمي، أم أمجد المجالي ؟ أم حديثة الخريشة، مرشّح المبادرة النيابيّة التي عجزت حتّى عن تشكيل كتلة ؟؟
كما يتساءل منجّمو الدوّار الرابع عن اسم خليفة الرئاسة المنتظر، هل سيبقى د.عبد الله النسور، الذي استنفد كلّ الفرص المتاحة وغير المتاحة، في منصبه ؟ أم هل ستغرف السلطة من نادي رؤساء الوزراء السابقين مستهلكاً (بفتح التاء على مصراعيها) آخر، انتهت صلاحيّته ذات أحد تجارب الفشل ؟!
وماذا بشأن الديوان الملكي ؟ هل سيخلف الطراونة رئاسته وتؤول رئاسة النوّاب إلى غيره ؟ أم هل ستجيئ أقدار صنع القرار باسم يذهل الجميع، من قبيل باسم عوض الله ؟ على سبيل المثال لا الحصر.
كان هذا موجز لأبرز الاحتمالات المتوقّعة في كوننا.. والآن لنمضي في نزهة..
في أحد الأكوان الموازية، البعيدة جدّا.. جدّاً.. هناك أردن آخر، قد يكون أمام ذات المعطيات آنفة الذكر، ولكن لا يمكن حصر عدد الاحتمالات اللامتناهية لما يمكنه أن يتحقّق من نتائج.. تعال نبحر في أحد هذه الأكوان لنستهيم بعض ما نشتهي..
هناك.. تفرض الحكمة والرشد نفسيهما على المشهد –وفقاً لأحد الاحتمالات المحتملة- فيقول صوت الحكمة: علينا ترتيب البيت الداخلي لمواجهة هذه المرحلة الحرجة، فيما يقرّر الرشد عدم حلّ ما نواجهه من مشاكل باستخدام ذات العقليّة التي أنتجتها.. والآن ما هي فرصة أي من الأسماء السابقة في تبوّء ما تيسّر من مناصب، بعد التغييرات المنتظرة ؟ الاحتمال هنا يؤول إلى الصفر.
صانع القرار يكلّف أسماء من العيار الثقيل لتولّي زمام المسؤوليّة.. أسماء لها ثقلها في الشارع الأردني، قادرة على درء كلّ القرارات المهلكة التي يمكن أن تقتحم المشهد، وتتمتّع بحضور حقيقيّ يفرض نفسه دون الحاجة إلى الاختباء وراء الملك.. هذا ما حدث من نتائج في أردن ما، بكوكب ما، في أحد الأكوان.
أمّا مجلس النوّاب -في ذلك الأردن الموازي- فقد تقرّر إجراء عمليّة جراحيّة تزيل ما اعتراه من تشوّهات، بعد فشله المتكرّر في التحوّل إلى سلطة تشريعيّة ورقابيّة حقيقيّة، وانكفائه على محاولة تصيّد المكاسب الذاتيّة والرواتب التقاعديّة، بعيداً عن هموم ومشاكل الناس.. في ذلك الأردن بدأت السلطة بالسير في خطوات عمليّة ملموسة للوصول إلى تشكيل حكومات برلمانيّة، عبر تغيير قانون الانتخاب بما لا يمكّن سوى أصحاب المشاريع السياسّة، والتصوّرات الاستراتيجيّة، من تمثيل المواطن.
ولتحقيق هذا تمّ تكليف شخصيّة غير مستهلكة، ولا يقتصر طموحها على "جاه" المنصب، بتشكيل الحكومة القادرة على الاضطلاع بمهمّات المرحلة.. الرئيس الجديد يحلف اليمين ويبدأ بإصدار قرارات صارمة، واتّخاذ إجراءات جذريّة تجتثّ الفساد من جذوره، كما يعكف على إزالة التشوّهات الاقتصاديّة، ويوقف دوّامة الارتهان لمصالح الغير..
بدأ المشوار.. ها قد تقدّمت الحكومة بمشاريع قوانين ديمقراطيّة عصريّة، تحقّق أوسع شراكة سياسيّة ممكنة لتصليب الجبهة الداخليّة في مواجهة مخاطر المرحلة، أنت الآن في دولة مدنيّة يسود فيها القانون، لا يمكن هنا التفكير وفق منطق "مزرعة كلّ من إيده إله".. أنت الآن في "المزرعة السعيدة" التي لا يحصد فيها أحد إلاّ ما يستحقّ.
لا تنسى، أنت الآن في عالم موازي.. هل مازلت هناك ؟ طيّب يمكنك وفقاً لنظريّة الأوتار للفيزيائي اليابانى-الأمريكي ميشيو كاكو، الاتّصال مع عالمنا، فكوننا عبارة عن عزف موسيقي وفقاً لهذه النظريّة المبحرة في المستوى تحت الذرّي، هل يمكنك إقراضنا نوتة مختلفة تغيّر إيقاع سمفونيّتنا السياسيّة التي شذّت عن تطلّعاتنا ؟ ولكن مهلاً.. عليك توخّي الحذر أثناء محاولة الاتّصال مع عالمنا، فتفاعل الأكوان الموازية من شأنه أن يفضي إلى انفاجر عظيم، كذلك الانفجار الذي خلق كوننا !