شيء يدعو إلى الحزن والأسى
د. رحيّل الغرايبة
جو 24 : إنّ العنف المتفجر في الجامعات والمشاجرات العائلية، والذي يظهر في السلوك العدواني على الطرقات، وفي كلّ أماكن التجمع والازدحام، أمرٌ في غاية الخطورة ويدعو إلى الحزن ويثير الأسى في نفوس العقلاء والعلماء والأكاديميين، وكلّ الأطراف المعنية بعلاج هذه الظاهرة المتزايدة التي تبعث على القلق في ظلّ العجز المتراكم على مواجهتها بطريقة جديّة تخضع لدراسات علمية منهجية، وخطة إنقاذ وعملية تشترك في تنفيذها كل قوى المجتمع الحيّة.
لقد راعتني ليلة الأمس مجموعة من الشباب القادمين من جرش عندما كانوا يمارسون الازعاج والبلطجة على طريق جرش عمّان قبل منتصف الليل، وكنت أحمل في سيارتي والدتي المريضة، وعندما لم أستطع فسح الطريق بسرعة تليق بسيارتهم الفارهة المنطلقة بسرعة هائلة وكشافات الضوء العالية والمبهرة جداً إلى حدّ الرعب، أخذوا يمارسون الزعرنة بإغلاق المسارات من الأمام ثمّ وقفوا في منتصف الشارع وفتحوا أبواب سيارتهم وتركوها مشرعة وأوقفوا حركة السير ونزلوا من السيارة جميعاً مستعدين للنزال والعراك بالأيدي.
أعتقد أنّ ممارسة العنف، ومحاولة الشباب الوصول إلى حقهم، أو ما يعتقدون أنّه حقهم بهذه الطريقة البعيدة عن منطق التحضر، والبعيدة عن قيم الشعب الأردني وأعرافه وتقاليده، هي ثمرة لمنظومة متكاملة من السياسات الخاطأ والاستراتيجيات القاصرة، وهي نتيجة لعوامل عدة ابتدأت أولاً بالانسداد السياسي وانعدام الأفق الذي جرّ البلاد والعباد إلى مربع الاحباط الشعبي الذي يعد الوليد الشرعي للاستبداد والفساد، وأمّا العامل الآخر فهو الميل إلى العامل الأمني، بحيث أصبح هو طريق الحكام وأداة السلطة السياسية في التعامل مع الشأن السياسي والقوى السياسية على الجملة، وأصبحت العقلية الأمنية هي التي تشرف على إدارة الدولة بكل مؤسساتها.
إنّ التدخل في تعيين الأساتذة والأكاديميين وفي تعيين رؤساء الجامعات والطاقم الإداري، والتدخل الأمني في العملية الأكاديمية، أفسد الجامعات وأبطل دورها الحقيقي في البناء والتوجيه السليم للأجيال.
كما أنّ الاستراتيجية الأمنية التي سيطرت على الساحات الطلابية والتدخل في التمثيل الطلابي ومجالس الطلبة واتحاداتهم، ومحاربة الفكر السياسي والتضييق عليه وخنقه بشتى الوسائل والطرق، أدّى إلى حدوث فراغ سياسي وفكري تمّ ملؤه بالعبثية والانتماءات الضيقة والعصبيات البغيضة.
إنّ المنهجية العامّة بإبعاد المعارضين وأصحاب الرأي والشخصيات القوية، والعمل على تقريب الضعفاء وتعيين الجهلاء، والمداحين والمتزلفين أدى إلى سلسلة من النتائج المرعبة على مستوى الأداء وعلى مستوى المناهج وعلى مستوى إدارة المؤسسات، وأدى إلى سيادة منطق الشللية والمحسوبية التي تؤذن بانهيار القيم والتي تؤدي إلى انهيار المجتمعات وخراب العمران.
ليس هناك ما هو أخطر من تخريب البناء الإنساني، وتشويه معالم الأجيال الجديدة، التي لا تملك المقومات المعنوية للنهوض وفقدت روابط التعاون المجتمعي وافتقدت السلوك الحضاري المتمدن الذي يتجلّى في التعامل مع الآخر .العرب اليوم
لقد راعتني ليلة الأمس مجموعة من الشباب القادمين من جرش عندما كانوا يمارسون الازعاج والبلطجة على طريق جرش عمّان قبل منتصف الليل، وكنت أحمل في سيارتي والدتي المريضة، وعندما لم أستطع فسح الطريق بسرعة تليق بسيارتهم الفارهة المنطلقة بسرعة هائلة وكشافات الضوء العالية والمبهرة جداً إلى حدّ الرعب، أخذوا يمارسون الزعرنة بإغلاق المسارات من الأمام ثمّ وقفوا في منتصف الشارع وفتحوا أبواب سيارتهم وتركوها مشرعة وأوقفوا حركة السير ونزلوا من السيارة جميعاً مستعدين للنزال والعراك بالأيدي.
أعتقد أنّ ممارسة العنف، ومحاولة الشباب الوصول إلى حقهم، أو ما يعتقدون أنّه حقهم بهذه الطريقة البعيدة عن منطق التحضر، والبعيدة عن قيم الشعب الأردني وأعرافه وتقاليده، هي ثمرة لمنظومة متكاملة من السياسات الخاطأ والاستراتيجيات القاصرة، وهي نتيجة لعوامل عدة ابتدأت أولاً بالانسداد السياسي وانعدام الأفق الذي جرّ البلاد والعباد إلى مربع الاحباط الشعبي الذي يعد الوليد الشرعي للاستبداد والفساد، وأمّا العامل الآخر فهو الميل إلى العامل الأمني، بحيث أصبح هو طريق الحكام وأداة السلطة السياسية في التعامل مع الشأن السياسي والقوى السياسية على الجملة، وأصبحت العقلية الأمنية هي التي تشرف على إدارة الدولة بكل مؤسساتها.
إنّ التدخل في تعيين الأساتذة والأكاديميين وفي تعيين رؤساء الجامعات والطاقم الإداري، والتدخل الأمني في العملية الأكاديمية، أفسد الجامعات وأبطل دورها الحقيقي في البناء والتوجيه السليم للأجيال.
كما أنّ الاستراتيجية الأمنية التي سيطرت على الساحات الطلابية والتدخل في التمثيل الطلابي ومجالس الطلبة واتحاداتهم، ومحاربة الفكر السياسي والتضييق عليه وخنقه بشتى الوسائل والطرق، أدّى إلى حدوث فراغ سياسي وفكري تمّ ملؤه بالعبثية والانتماءات الضيقة والعصبيات البغيضة.
إنّ المنهجية العامّة بإبعاد المعارضين وأصحاب الرأي والشخصيات القوية، والعمل على تقريب الضعفاء وتعيين الجهلاء، والمداحين والمتزلفين أدى إلى سلسلة من النتائج المرعبة على مستوى الأداء وعلى مستوى المناهج وعلى مستوى إدارة المؤسسات، وأدى إلى سيادة منطق الشللية والمحسوبية التي تؤذن بانهيار القيم والتي تؤدي إلى انهيار المجتمعات وخراب العمران.
ليس هناك ما هو أخطر من تخريب البناء الإنساني، وتشويه معالم الأجيال الجديدة، التي لا تملك المقومات المعنوية للنهوض وفقدت روابط التعاون المجتمعي وافتقدت السلوك الحضاري المتمدن الذي يتجلّى في التعامل مع الآخر .العرب اليوم