تحليل فيتامين د: أهميته ووظائفه في الجسم
فيتامين د يرتبط ذِكر فيتامين د بالشمس ارتباطاً مباشراً، حيث يُعرف بفيتامين أشعة الشمس. يُنتج الجسم هذا الفيتامين بكميات كافية عند التعرّض المعتدل لأشعة الشمس بمساعدة الكوليسترول. لذا، لا يُعتبر تناول فيتامين د من الأغذية ضرورياً في حال التعرض الكافي لأشعة الشمس. يُعتبر التعرض للشمس في الأيام المشمسة لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة يومياً مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع كافياً لتلبية احتياجات الغالبية من فيتامين د. ومع ذلك، يحتاج الأشخاص ذوو البشرة الداكنة إلى فترات أطول للحصول على احتياجاتهم من هذا الفيتامين.
على الرغم من سهولة الحصول على احتياجات الجسم من فيتامين د عبر الشمس، إلا أن الكثير من الأشخاص يتجنبون التعرض لها أو يستخدمون واقي الشمس، الذي يعيق تصنيع فيتامين د في الجلد، لحماية البشرة من الأضرار المحتملة مثل التجاعيد وسرطان الجلد. لتحقيق الفائدة من التعرض لأشعة الشمس وتجنب أضرارها في نفس الوقت، يُفضل استخدام واقي الشمس بعد التعرض لها لفترة كافية للحصول على الاحتياجات من فيتامين د.
حقيقة فيتامين د
على الرغم من تسميته بالفيتامين، إلا أن فيتامين د في الواقع هو هرمون يتم إنتاجه في الجسم نتيجة للتعرض لأشعة الشمس. الشكل النشط من هذا الهرمون يُعرف باسم 1,25-ثنائي هيدروكسيل-الكوليكالسيفيرول، أو كالسيتريول. يبدأ تصنيع هذا الهرمون في الجلد، ثم يتم تنشيطه في الكبد والكلى. الأشخاص الذين يعيشون في مناطق القطب الشمالي يواجهون صعوبة في الحصول على احتياجاتهم من فيتامين د عبر التعرض لأشعة الشمس، خاصة في فصل الشتاء. كما أن الأشخاص الذين لا يخرجون من المنزل أو يعيشون في أماكن مغلقة، وكذلك الذين يعيشون في مناطق ذات تلوث هوائي مرتفع، يواجهون تحديات في الحصول على فيتامين د. بالإضافة إلى ذلك، الأشخاص ذوو البشرة الداكنة قد يمنعهم لون بشرتهم من امتصاص كميات كافية من الأشعة فوق البنفسجية اللازمة لتصنيع فيتامين د.
وظائف هرمون فيتامين د
عند الحديث عن أهمية فيتامين د ووظائفه في الجسم، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو دوره في امتصاص الكالسيوم والفسفور وصحة العظام. ومع ذلك، لا يزال العلم يكتشف وظائف وأدوار أخرى مهمة لهذا الفيتامين. تشمل وظائفه ما يلي:
- المحافظة على توازن الكالسيوم والفسفور في الجسم من خلال تحفيز امتصاصهما وإعادة امتصاصهما في الكليتين.
- يعمل فيتامين د مع هرمون الغدة الجار درقية على تحفيز خروج الكالسيوم من العظام وطرح الفسفور في البول في حال انخفض مستوى الكالسيوم في الدم.
- يساهم في الحفاظ على تركيز الكالسيوم والفسفور في الدم، مما يسمح للعظام بترسيبهما.
- يضمن الحصول على كميات كافية من فيتامين د والكالسيوم الحفاظ على مستوى الكالسيوم في الدم، وبالتالي المحافظة على صحة العظام.
- المحافظة على معدل النمو الطبيعي لخلايا العديد من أنسجة الجسم وتمايزها وتكاثرها، مثل أنسجة العضلات والجلد وجهاز المناعة والغدة الجار درقية والجهاز العصبي والدماغ والأعضاء التناسلية والغضاريف والبنكرياس والثدي والقولون.
- تساهم قدرة فيتامين د على منع التكاثر غير الطبيعي للخلايا في الوقاية من السرطان.
- المشاركة في عمليات الأيض الخاصة بالعضلات والتأثير في قوتها وانقباضها.
في المقابل، ترتفع احتمالية تعرض الأشخاص الذين لا يمتلكون فيتامين د بكميات كافية لضعف العضلات، والذي يشمل ضعف عضلة القلب. وجدت بعض الدراسات العلمية أن مستوى هرمون فيتامين د (الكالسيتريول) في الدم يتناسب عكسيّاً مع مقاومة الإنسولين ويُخفّض من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. يساهم فيتامين د في التحكم باستجابات جهاز المناعة التي يسبب الخلل فيها بعض أمراض المناعة الذاتية.













