تشخيص مرض السل: الطرق والإجراءات

تشخيص مرض السل: الطرق والإجراءات
جو 24 :

تبدأ عملية تشخيص مرض السل (Tuberculosis)، المعروف أيضًا بداء الدرن، من خلال دراسة التاريخ الطبي للمريض وإجراء الفحص الجسدي لتقييم احتمالية الإصابة بالمرض. يُنصح الأشخاص الذين يستوفون المعايير السريرية بإجراء تصوير الصدر. إذا أظهرت النتائج احتمالية تأثر الرئتين أو المجاري الهوائية، يتطلب الأمر أخذ ثلاث عينات من البلغم وإخضاعها لفحص مسحة العصيات المقاومة للحمض (Acid-Fast Bacilli smear) وزراعة الجرثومة الفطرية أو المتفطرة (Mycobacterial culture) واختبار تضخيم الحمض النووي (Nucleic acid amplification test). قد يُجرى أيضًا اختبار التيوبركولين الجلدي (Tuberculin skin test) واختبار مقايسة إطلاق إنترفيرون غاما (Interferon gamma release assay test).

أنواع اختبارات تشخيص السل

قسّم الباحثون الاختبارات المُجراة لتحديد الإصابة بمرض السل إلى نوعين رئيسيين؛ الأول يُعرف بفحوصات التقصي أو الكشف عن مرض السل، والثاني يُعرف بفحوصات تشخيص الإصابة. تُستخدم اختبارات التقصي للكشف عن وجود البكتيريا في الجسم، ولكنها لا تحدد ما إذا كانت العدوى كامنة أو نشطة. تشمل هذه الاختبارات فحوصات الدم واختبار الجلد، حيث يكفي الحصول على نتيجة إيجابية واحدة لأحد الفحصين للقول إنّ الشخص يحمل عدوى السل. إذا كانت النتيجة إيجابية، يتم الانتقال إلى مرحلة التشخيص، التي تهدف إلى التفريق بين العدوى الكامنة والنشطة.

اختبارات التقصي أو الكشف عن السل

لا تُجرى اختبارات الكشف عن مرض السل لجميع الأفراد، بل هناك دواعي محددة لإجراء هذه الفحوصات. الحصول على نتيجة سلبية لا يعني بالضرورة عدم وجود البكتيريا، خاصة إذا ظهرت أعراض مرتبطة بالمرض أو كانت هناك عوامل خطر. تشمل دواعي إجراء الفحوصات ما يلي:

فحص الدم

يُعرف فحص الدم الخاص بالكشف عن مرض السل باسم اختبار مقايسة إطلاق إنترفيرون غاما (Interferon gamma release assay test). يتم أخذ عينة دم من وريد ذراع الشخص، ويمكن من خلال هذا الفحص الكشف عن وجود البكتيريا المسببة للمرض، ولكن لا يمكن تحديد ما إذا كانت العدوى نشطة أو خاملة. إذا كانت النتيجة إيجابية، يتطلب الأمر متابعة الفحوصات لتحديد نوع العدوى. أما إذا كانت النتيجة سلبية، فلا يعني ذلك بالضرورة خلو الجسم من البكتيريا. هناك عدة عوامل قد تؤثر في نتيجة هذا الاختبار، لذا يجب إبلاغ الطبيب بأي منها.

فحص الجلد

يُعدّ اختبار التيوبركولين الجلدي (Tuberculin skin test) والمعروف أيضًا باختبار مانتو (Mantoux test) أحد الاختبارات البسيطة والآمنة للكشف عن وجود بكتيريا السل دون تحديد فيما إن كانت كامنة أو نشطة. يتم هذا الفحص بحقن الشخص المعنيّ بسائل معقّم يحتوي على بروتين التيوبركولين المُنقّى بعد استخراجه من بكتيريا المتفطرة السلية. وتتم عملية الحقن في العادة في الساعد. وتتمّ مراقبة ردّة الفعل المناعيّة من الجسم. إذ يُتوقّع ظهور انتفاخ بسيط مملوء بالسوائل في موقع الحقن بعد 48 إلى 72 ساعة من إجراء الاختبار.

العوامل المؤثرة في نتائج الاختبارات

توجد مجموعة من الأمور التي قد تُؤثر في نتيجة اختبار الدم، ولذلك يجدر إخبار الطبيب في حال وجود أيّ منها. من بين هذه العوامل:

  • الإصابة بأيّ مرض أو حالة صحيّة تُثبّط الجهاز المناعيّ مثل: اللمفوما، أو عدوى فيروس العوز المناعي البشري المُسبب لمرض الإيدز، أو أمراض الكلى.
  • أخذ أيّ من الأدوية التي تثبّط عمل الجهاز المناعيّ، مثل: الستيرويدات، والأدوية المستخدمة في العلاج الكيماوي، والسايكلوسبورين.
  • الإصابة بعدوى أو حُمّى خلال الشهر الماضي، ومن الأمثلة على العدوى: الإنفلونزا، والحصبة، والالتهاب الرئويّ.
  • أخذ أيّ مطعوم خلال الشهر الماضي.
  • الإصابة المُسبقة بعدوى السلّ، أو التواصل عن قرب مع مصاب بعدوى السل، أو السفر إلى مناطق ينتشر فيها مرض السل.

تتطلب هذه العوامل اهتمامًا خاصًا عند إجراء الفحوصات، حيث يمكن أن تؤثر على دقة النتائج وتفسيرها.

الاستنتاجات حول تشخيص مرض السل

بشكل عام، يُعتبر تشخيص مرض السل عملية معقدة تتطلب استخدام مجموعة متنوعة من الفحوصات والاختبارات. من الضروري أن يتم تقييم التاريخ الطبي والفحص الجسدي بعناية، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات اللازمة لتأكيد وجود العدوى. يجب على الأفراد الذين يعانون من أعراض مرتبطة بمرض السل أو لديهم عوامل خطر أن يتحدثوا مع مقدمي الرعاية الصحية حول الحاجة إلى إجراء هذه الاختبارات. من خلال التشخيص المبكر، يمكن تحسين فرص العلاج والشفاء.

الأسئلة الشائعة

ما هو مرض السل؟
مرض السل هو عدوى بكتيرية تؤثر بشكل رئيسي على الرئتين.
كيف يتم تشخيص مرض السل؟
يتم تشخيص مرض السل من خلال الفحوصات السريرية، اختبارات الجلد، والفحوصات المخبرية.
ما هي أعراض مرض السل؟
تشمل الأعراض السعال المستمر، فقدان الوزن، التعرق الليلي، والحمى.
هل يمكن علاج مرض السل؟
نعم، يمكن علاج مرض السل باستخدام مجموعة من المضادات الحيوية لفترة طويلة.
تابعو الأردن 24 على google news