مغص ما بعد الولادة: الأسباب وطرق التخفيف

تشعر المرأة بعد الولادة بمغص قد يستمر لأسبوعين أو أقل، أو ربما أكثر، سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية. هذه الحالة تُعتبر من الأعراض الطبيعية التي تلي الولادة، ولا تعكس وجود مشاكل صحية. في معظم الحالات، لا يتطلب مغص ما بعد الولادة العلاج الطبي، حيث إن المغص يزول تلقائيًا.

الأسباب

تشعر المرأة بعد الولادة مباشرةً بانقباضات في الرحم، مما يسبب لها ألمًا مشابهًا لألم الدورة الشهرية، لأن الأنسجة المكونة للرحم تكون مشدودة. ثم تبدأ عضلات البطن بالاسترخاء حتى يعود الرحم إلى وضعه الطبيعي. وغالبًا ما تشعر المرأة بالمغص بعد ولادة طفلها الثاني، بينما يكون المغص أقل حدة بعد ولادتها لطفلها الأول، وقد يستمر ليومين أو ثلاثة أيام كحد أقصى.

خلال فترة الحمل، يتضاعف حجم الرحم ليصبح أكبر من حجمه الطبيعي خمسًا وعشرين مرة. بعد الولادة، يبدأ الرحم بمحاولة العودة إلى وضعه وحجمه الطبيعيين، مما يسبب المغص. يبدأ الرحم بالتقلص، مما يؤدي إلى زيادة الألم بشكل ملحوظ إذا كانت الأم تُرضع طفلها رضاعة طبيعية. قد يرافق المغص أيضًا آلام في الحوض والظهر، ولكن لا داعي للقلق، فهي حالة طبيعية. إذا استمر المغص لستة أسابيع بنفس الحدة، ينبغي على المرأة مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية أخرى.

في حالة الولادة القيصرية، يختلف الأمر قليلاً. غالبًا ما يستمر المغص لفترة أطول، خاصة إذا كانت المرأة قد خضعت للولادة القيصرية في مرات سابقة، أو إذا كانت ولادتها بعد منتصف الشهر التاسع. تلعب طبيعة الجسم أيضًا دورًا في تحديد حدة المغص ومدته بعد الولادة القيصرية.

طرق التخفيف

لتخفيف المغص بعد الولادة، يمكن للمرأة ممارسة تمارين رياضية بسيطة إذا كانت ولادتها طبيعية. كما أن تدليك البطن بحركة دائرية يساعد في تخفيف الألم. غالبًا ما يتم إعطاء المرأة مسكنات بعد الولادة لتخفيف هذه الآلام، خاصة بعد الولادة القيصرية. يجب استشارة الطبيب لمعرفة نوع الأدوية المناسبة إذا كانت المرأة تُرضع طفلها رضاعة طبيعية.

يمكن أيضًا شرب المشروبات الساخنة مثل مغلي القرفة ومغلي اليانسون لتخفيف الألم. يجب على المرأة تجنب التعرض لتيارات الهواء الباردة، وارتداء ملابس دافئة، حيث يكون جسمها في هذه المرحلة حساسًا للأمراض.

يختلف مغص ما بعد الولادة من امرأة لأخرى حسب طبيعة الجسم. قد تشعر بعض النساء بألم قوي وغير محتمل، مما يستدعي مراجعة الطبيب للحصول على إبر مهدئة. بينما تستطيع أخريات التغلب على الألم من خلال تناول الأدوية المسكنة. وهناك نساء لا يحتجنَ إلى كل ذلك لأن الألم يكون بسيطًا.