jo24_banner
jo24_banner

ما بعد باريس..

عصام قضماني
جو 24 : الملك في باريس سبق كل الأصوات التي سعت الى عدم التفريق بين الاسلام الصحيح المعتدل وبين من يجعل من صورته قبيحة فيما تقترف يداه من جرائم باسمه.
الملك وقف الى جانب 6 ملايين مسلم يقيمون في تلك البلاد وأضعافهم ممن يقيمون في أوروبا , في مواجهة تكريس الفهم الخاطئ للاسلام السمح في الرسالة والسلوك والحضارة.
ليس فقط تضامناً مع الشعب الفرنسي بل دعما لنحو ستة ملايين مسلم سيواجهون عنفا مضادا محتملا ، هؤلاء هم فرنسيون لكنهم من وجهة نظر بعض صائدي الفرص واثارة الفتن قد يصبحون غرباء وأعداء بين لحظة وأخرى والسبب تلك الجرائم التي لا تخدم هدفا نبيلا وليست هي الرد الصحيح على الاساءة لنبي الأمة , لأن الرد على تلك الاساءات له طريق واحد وهو مكتوب منذ الأزل في كلماته تعالى في القرآن « إدفع بالتي هي أحسن «.
ذهب الملك الى باريس حاملا معه مجتمعا أردنيا يحكي قصة التعايش بين الاديان والمذاهب والتعددية والذين يجمعون على رفض كل ما من شأنه الإساءة إلى الدين الحنيف، ويقدمون من خلاله أنموذجاً للعيش المشترك.
الملك في باريس لم يبعث فقط برسالة لإدانة الإرهاب هناك وحسب ، بل نبذ العنف والتطرف والإرهاب، أيا كان مصدره فهو لا يعرف دينا ولا مذهبا ولا فكرا سياسيا ولا إجتماعيا ,
الأردن رأس حربة في معركة العالم ضد الارهاب مهما كان مصدره فهو وقف بقوة ضد الارهاب الاسرائيلي ضد الفلسطينيين بذات القوة التي يقف فيها ضد إرهاب داعش والقاعدة وكل التنظيمات المتطرفة.
قبل باريس كان الملك يحث المجتمع الدولي على التضامن في مواجهة الارهاب الدولي في المنطقة والعالم ومحاربته بشتى السبل والوسائل، في مواقف ثابتة وواضحة للعالم ، وجنبا الى جنب كان يناضل للذود عن صورة الاسلام ورفض ربط الإرهاب والتطرف به واليوم اذ يصحو العالم على مثل هذه الجرائم , فإنه يجدر به أن يستجيب فورا لكل التحذيرات التي أطلقها.
بعد كل جريمة مماثلة , تدخل الجاليات العربية والاسلامية في أوروبا والعالم في معركة الدفاع عن وجودها , وبينما تنسى هذه الدول وشعوبها حجم الاسهامات الثقافية والانسانية والاقتصادية لهذه الجاليات تتذكر فقط السلوك الكريه لبعض المدعين باسم الدين , فمن هو المستفيد من هذه الأعمال غير أعداء الدين الصحيح ؟.
ما بعد باريس ستحتاج الأمة الى بناء جدار ثقافي تغزو به عقول شعوب العالم , بالاسلام الصحيح , والى حملة لا تقل أهمية عن الجهد العسكري لتصويب المفاهيم , لأن القتل باسم الدين لا يقوم به الا دعاة يقفون على أبواب جهنم.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير