وزير الصناعة يفكر خارج الصندوق !
من الأفكار التي يقال أنها من خارج الصندوق ما يفكر فيه وزير الصناعة والتجارة والتموين وهو إنشاء شركة غير ربحية بمساهمة حكومية لدعم الشركات الراغبة بالتصدير.
لكن الوزير لم يخبرنا ماذا سيحل بالمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية «جدكو» وهي الخلف القانوني لمؤسسة تنمية الصادرات والمراكز التجارية التي إندثرت لذات الأسباب التي ستقود الى فشل «جدكو» وفشل المولود الجديد وهو الشركة غير الربحية لدعم التصدير.
هذه نسخ مكررة لهدف واحد في ظل أسباب مستمرة للإخفاق لا يريد أحد أن ينظر اليها إذ يبدو أن الأرقام لا تلقى عناية كافية من المسؤولين ، الذين يقررون عدم تحريك ساكن لمواجهة أسباب معيقات نمو الصادرات وفي مقدمتها إتفاقيات التجارة الحرة المجحفة وهي تأكل كل ما تحققه الصادرات عندما تغرق الأسواق بالسلع ويظهر ذلك جليا في عجز الميزان التجاري الذي لا يشهد تراجعا الا بحدود تراجع أسعار النفط.
حتى الأن لم تفتح الإستقالات المتتالية لمدراء المؤسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية شهية الوزير أو أي من المسؤولين لبحث وضع المؤسسة والمشاكل والمعيقات التي تواجهها ولا دراسة أو متابعة نتائج وسير العمل في المشاريع التي حصلت على قورض منها ولا عن استخدامات هذه القروض ومصيرها والإلتزام بسدادها, فقرر هؤلاء إدارة الظهر لها بإنشاء شركة جديدة تنافسها وتطلق على رأسها رصاصة الرحمة , فالحكومة تنافس الحكومة بتأسيس شركات متماثلة ومتشابهة الأهداف والمهام.
نمو الصادرات يعني تحسن الإنتاج وتحسن القدرة التنافسية ، وزيادة المستوردات تدل على تحسن مستوى المعيشـة بقـدر الزيادة في الاسـتهلاك ، وتحسن مستوى الاستثمار.
المشهد العام للتجارة الخارجية يشير إلى وجود اختلال جوهري في هيكل الصادرات الوطنية ، مما يوجب إعادة النظر في الحوافز والإعفاءات الضريبية الممنوحة للصادرات ، والحافز يجب أن يستهدف تحقيق النمو في التصدير وليس مكافآة الفاشلين مثل الشركات التي تعجز عن تحقيق النمو ولا تستطيع أية شركة دعم التصدير إنتشالها وما سينفق من مال سيكون هدرا يرتقي الى مستوى الفساد المالي والإداري.
الأفكار من خارج الصندوق تصلح عندما لا تكون الحلول من داخله متاحة وفي متناول اليد , وكان يكفي من وزير الصناعة أن ينظر الى إتفاقيات التجارة الحرة ويسعى الى مراجعتها وكان يكفي أن ينظر الى المستوردات من السلع التي تنافس الإنتاج الوطني وتحاصره في سوقه فما بالك بالأسواق الخارجية.
qadmaniisam@yahoo.com