لائحة تقدير
عصام قضماني
جو 24 : ليس صحيحا أن من واجب الصحافة والاعلام فقط التنقيب عن الأخطاء والسلبيات في أداء المؤسسات الرسمية والأهلية، فالتأشير على الانجازات والجهد المنتهي بالنتائج الايجابية واجب أيضا.قد يقول بعض المنظرين أن تعامل الدولة بمؤسساتها المختلفة مع تداعيات العاصفة الثلجية هو من بين واجبات عديدة تقوم بها وهو دورها في تأمين الخدمات فماذا قد تفعل إن لم تقم بهذه الواجبات ؟.
نتفق تماما مع ذلك، ولكن أن يكون الجهد والتفاني في العمل متقنا فهو مستحق الشكر لأن في التفاصيل جنود مجهولين، سهروا وتعبوا وتحملوا المصاعب والمخاطر لتأمين هذه الخدمات دون تقصير بل بأمانة وإخلاص.
وإن أوكلت بوضع لائحة تميز وتقدير، سأبدأها بسائق الجرافة الذي كان يفتح الطريق بينما نحن نلوذ في منازلنا، نلتف حول المدافىء ونراقب تساقط الثلوج عبر النوافذ، وسأكون ممتنا لرجل السير الذي بقي على الطريق العام يتابع ويراقب ويمد يد العون ويدفع بكلتا يديه سيارة علقت هنا ويساعد مواطنا تقطعت به السبل هناك، وسأكون كذلك مقدرا لرجل الأمن دوره وسهره لتأمين الطرق والمنازل والممتلكات، ولعمال شركة الكهرباء الذين كانوا اسرع لوصل ما إنقطع من تيار هنا أو هناك ولرجال الدفاع المدني الذين لبوا نداءات المرضى والمحتاجين عبر طرق بالكاد تكون سالكة، وللأطباء والممرضين في المستشفيات كافة الذين سهروا في غرف الطوارىء يطببون المرضى والمصابين ولكوادر المطار والملكية الأردنية من الذين مكثوا في المطار لتأمين إستمرار الخدمة التي لم تتوقف عن رعاية المسافرين من الذين تقطعت بهم السبل، وإدامة خدمات السفر والحرص على سلامة المسافرين من الأردنيين وغيرهم.
هؤلاء الجنود المجهولين ممن تركوا منازلهم وسهروا على راحتنا ليس إلتزاما بوظائفهم بل فعلوها بقلوب قوية تعشق المبادرة وتتقن ما تقوم به بمهنية رفيعة، هم أحق بالتقدير والشكر.
هذه العاصفة وغيرها مما سبق ليست مألوفة في شتاء الأردن، ومواجهتها والتأقلم معها يحتاج الى معدات وبنية تحتية خاصة تتطلب إنفاقا ضخما، ومن يتجول في أوروبا يعرف ما هو المقصود هنا، لكنها بالنسبة للأردن كانت تحدى مع تواضع الامكانات وضيق ذات اليد وهي كذلك فإن الجهد المبذول حتى الساعة في مقارعتها قد استوجب التقدير.
بقي أننا في مواجهة تغيرات مناخية تزداد تعقيدا، ما سيتطلب تحويل هذا الجهد كله الى عمل مؤسسي دائم والبدء بالتحوط للشتاءات المقبلة.
qadmaniisam@yahoo.com
(الرأي)
نتفق تماما مع ذلك، ولكن أن يكون الجهد والتفاني في العمل متقنا فهو مستحق الشكر لأن في التفاصيل جنود مجهولين، سهروا وتعبوا وتحملوا المصاعب والمخاطر لتأمين هذه الخدمات دون تقصير بل بأمانة وإخلاص.
وإن أوكلت بوضع لائحة تميز وتقدير، سأبدأها بسائق الجرافة الذي كان يفتح الطريق بينما نحن نلوذ في منازلنا، نلتف حول المدافىء ونراقب تساقط الثلوج عبر النوافذ، وسأكون ممتنا لرجل السير الذي بقي على الطريق العام يتابع ويراقب ويمد يد العون ويدفع بكلتا يديه سيارة علقت هنا ويساعد مواطنا تقطعت به السبل هناك، وسأكون كذلك مقدرا لرجل الأمن دوره وسهره لتأمين الطرق والمنازل والممتلكات، ولعمال شركة الكهرباء الذين كانوا اسرع لوصل ما إنقطع من تيار هنا أو هناك ولرجال الدفاع المدني الذين لبوا نداءات المرضى والمحتاجين عبر طرق بالكاد تكون سالكة، وللأطباء والممرضين في المستشفيات كافة الذين سهروا في غرف الطوارىء يطببون المرضى والمصابين ولكوادر المطار والملكية الأردنية من الذين مكثوا في المطار لتأمين إستمرار الخدمة التي لم تتوقف عن رعاية المسافرين من الذين تقطعت بهم السبل، وإدامة خدمات السفر والحرص على سلامة المسافرين من الأردنيين وغيرهم.
هؤلاء الجنود المجهولين ممن تركوا منازلهم وسهروا على راحتنا ليس إلتزاما بوظائفهم بل فعلوها بقلوب قوية تعشق المبادرة وتتقن ما تقوم به بمهنية رفيعة، هم أحق بالتقدير والشكر.
هذه العاصفة وغيرها مما سبق ليست مألوفة في شتاء الأردن، ومواجهتها والتأقلم معها يحتاج الى معدات وبنية تحتية خاصة تتطلب إنفاقا ضخما، ومن يتجول في أوروبا يعرف ما هو المقصود هنا، لكنها بالنسبة للأردن كانت تحدى مع تواضع الامكانات وضيق ذات اليد وهي كذلك فإن الجهد المبذول حتى الساعة في مقارعتها قد استوجب التقدير.
بقي أننا في مواجهة تغيرات مناخية تزداد تعقيدا، ما سيتطلب تحويل هذا الجهد كله الى عمل مؤسسي دائم والبدء بالتحوط للشتاءات المقبلة.
qadmaniisam@yahoo.com
(الرأي)