الأجواء المفتوحة
عصام قضماني
جو 24 : نزعم أن صفقة استحواذ العربية للطيران على 49% من أسهم البتراء للطيران هي أول ثمرة حقيقية لسياسة الأجواء المفتوحة في صناعة الطيران الذي يشهد نهوض شركات وسقوط أخرى.
على المحك تقف الملكية الأردنية من بين شركات طيران كثيرة تواجه ظروفا صعبة , لكنها تقاوم بفضل الروافع المعنوية , وما بقي هو المعالجات الاقتصادية وهو موضوع شائك سيحتاج الى حلول مهنية واقتصادية وإدارية.
من المفارقات في عالم شركات الطيران هو أن الشركات المملوكة من الحكومات أو تلك التي تحظى بدعمها تواصل تحقيق الخسائر بينما تلك التي تدار من القطاع الخاص ولا تتلقى أي نوع من الدعم مستمرة بتحقيق الأرباح وبالتوسع.
خذ مثلا طيران الامارات , فالانطباع بأنها مدعومة من حكومة دبي ليس صحيحا الا إن كان توفير بنية تحتية ومطار كبير ونشط يعتبر دعما وهو ليس كذلك , بالمقابل تقف شركة طيران الكويت على الحافة مع أنها تحظى بدعم كامل ومثلها طيران الخليج.
تحتج شركات طيران كثيرة حول العالم بثمن الوقود سببا لتراجع الأرباح وتحقيق الخسارة لكن شركات أخرى طوعت هذا التحدي بالاستخدام الأمثل للوقود وببرنامج مدروس للرحلات والنقاط , فأغلقت الخطوط غير المجدية وافتتحت أخرى ذات جدوى وإتجهت الى أنشطة اقتصادية ذات صلة بخدمات الطيران مدرة للدخل , وطيران الامارات مثال على ذلك.
لا يمكن أن يوفر رفع رأس مال الملكية حلا لمعضلتها الاقتصادية , إن لم يواكب ذلك خطة واقعية تنطوي على هيكلة , لا تتعلق فقط بتنظيم الكادر الاداري بل بالخطوط والرحلات والأنشطة الأخرى , لكن على الشركة أن تحدد سلفا هويتها , وتجيب على سؤال يحدد مسارها القادم , هل هي شركة طيران إقليمية أم تتطلع لأن تكون دولية.
يعود بنا هذا السؤال الى عنوان عريض رافق إطلاق سماء الأردن أجواء مفتوحة , جعل الأردن مركزاً رئيسياً على مستوى المنطقة من وإلى العالم , فهل تحقق هذا الهدف , واقع الحال يؤكد أنه لا يزال بعيد المنال بالرغم من توفر بنية تحتية في مطار جديد مؤهل لأن ينمو ويتوسع..
صناعة الطيران هي مفتاح جلب السياحة , هذا الكلام سمعناه من كل المدراء المتعاقبين على الملكية الأردنية , بينما لا تزال المبادرات لترجمته واقعا ملموسا تواجه إخفاقات , ليست الشركة وحدها سببا فيها , فالسياسات الحكومية وواقع الاقليم حصة الأسد فيها.
صناعة الطيران الأردنية حصلت على دفعة قوية من صفقة العربية القطرية والبتراء الأردنية , فالأولى رأت في الصفقة فائدة لها من اتفاقية الطيران الشامل مع الاتحاد الاوروبي وسياسات الاجواء المفتوحة ورافدا لـ 100 وجهة تستخدمها وبالنسبة للثانية هي انطلاقة للتوسع من شركة صغيرة الى الاقليمية والعالمية لكن المحور الأهم هو توفر مطار بدأ يظهر ارقاما قياسية في عدد المسافرين ورحلات الطيران.
جعل الاردن مركزا لانشطة الطيران في المنطقة على غرار دبي وسنغافورة وغيرها من المدن التي لا تنقص عمان مؤهلات منافستها مثل الموقع والنظام الاقتصادي خطوة تأخرت كثيرا لكن أن تبدأ خير من أن لا تبدأ.
qadmaniisam@yahoo.com
(الرأي)
على المحك تقف الملكية الأردنية من بين شركات طيران كثيرة تواجه ظروفا صعبة , لكنها تقاوم بفضل الروافع المعنوية , وما بقي هو المعالجات الاقتصادية وهو موضوع شائك سيحتاج الى حلول مهنية واقتصادية وإدارية.
من المفارقات في عالم شركات الطيران هو أن الشركات المملوكة من الحكومات أو تلك التي تحظى بدعمها تواصل تحقيق الخسائر بينما تلك التي تدار من القطاع الخاص ولا تتلقى أي نوع من الدعم مستمرة بتحقيق الأرباح وبالتوسع.
خذ مثلا طيران الامارات , فالانطباع بأنها مدعومة من حكومة دبي ليس صحيحا الا إن كان توفير بنية تحتية ومطار كبير ونشط يعتبر دعما وهو ليس كذلك , بالمقابل تقف شركة طيران الكويت على الحافة مع أنها تحظى بدعم كامل ومثلها طيران الخليج.
تحتج شركات طيران كثيرة حول العالم بثمن الوقود سببا لتراجع الأرباح وتحقيق الخسارة لكن شركات أخرى طوعت هذا التحدي بالاستخدام الأمثل للوقود وببرنامج مدروس للرحلات والنقاط , فأغلقت الخطوط غير المجدية وافتتحت أخرى ذات جدوى وإتجهت الى أنشطة اقتصادية ذات صلة بخدمات الطيران مدرة للدخل , وطيران الامارات مثال على ذلك.
لا يمكن أن يوفر رفع رأس مال الملكية حلا لمعضلتها الاقتصادية , إن لم يواكب ذلك خطة واقعية تنطوي على هيكلة , لا تتعلق فقط بتنظيم الكادر الاداري بل بالخطوط والرحلات والأنشطة الأخرى , لكن على الشركة أن تحدد سلفا هويتها , وتجيب على سؤال يحدد مسارها القادم , هل هي شركة طيران إقليمية أم تتطلع لأن تكون دولية.
يعود بنا هذا السؤال الى عنوان عريض رافق إطلاق سماء الأردن أجواء مفتوحة , جعل الأردن مركزاً رئيسياً على مستوى المنطقة من وإلى العالم , فهل تحقق هذا الهدف , واقع الحال يؤكد أنه لا يزال بعيد المنال بالرغم من توفر بنية تحتية في مطار جديد مؤهل لأن ينمو ويتوسع..
صناعة الطيران هي مفتاح جلب السياحة , هذا الكلام سمعناه من كل المدراء المتعاقبين على الملكية الأردنية , بينما لا تزال المبادرات لترجمته واقعا ملموسا تواجه إخفاقات , ليست الشركة وحدها سببا فيها , فالسياسات الحكومية وواقع الاقليم حصة الأسد فيها.
صناعة الطيران الأردنية حصلت على دفعة قوية من صفقة العربية القطرية والبتراء الأردنية , فالأولى رأت في الصفقة فائدة لها من اتفاقية الطيران الشامل مع الاتحاد الاوروبي وسياسات الاجواء المفتوحة ورافدا لـ 100 وجهة تستخدمها وبالنسبة للثانية هي انطلاقة للتوسع من شركة صغيرة الى الاقليمية والعالمية لكن المحور الأهم هو توفر مطار بدأ يظهر ارقاما قياسية في عدد المسافرين ورحلات الطيران.
جعل الاردن مركزا لانشطة الطيران في المنطقة على غرار دبي وسنغافورة وغيرها من المدن التي لا تنقص عمان مؤهلات منافستها مثل الموقع والنظام الاقتصادي خطوة تأخرت كثيرا لكن أن تبدأ خير من أن لا تبدأ.
qadmaniisam@yahoo.com
(الرأي)