مؤشر البؤس
عصام قضماني
جو 24 : حل الشعب الأردني بالمرتبة 36 عالميا والخامسة عربيا من بين 108 دول، بحصوله على 23.59 نقطة في مؤشر «البؤس» العالمي لعام 2014 الصادر عن معهد كاتو الأميركي للاستشارات الاقتصادية.
المؤشر بحسب الخبر الذي نشرته صحف ومواقع الكترونية يقيس معايير كثيرة، منها معدل دخل الفرد ، و البطالة و التضخم والفوائد المصرفية.
كان من الطبيعي أن يكون أكثر العرب بؤساً السوريون والسودانيون والفلسطينيون والأسباب معروفة , لكن أن يكون الأردنيون بؤساء فهذا ما هو غير مفهوم.
لا نعول على مثل هذه القياسات فقد تكون أوراق الاستبيان التي دفعت ليملأها الناس وزعت بتوقيت سيئ أو أن العينات التي إنتقتها تنتمي لفئة محددة , لكن على فرض أنها قريبة من الواقع فقد يكون من المفيد جدا قراءة بعض نتائجها.
واضح أن إستجابة عينة الاستطلاع تجاوزت « الكشرة « والتجهم اللذين يميزان بعض الوجوه القاسية فالشعب الأردني موصوف بأنه قليل الابتسام , ومساحات الفرح التي يجود بها ضيقة , فهو يتأثر بالأحداث أكثر من أصحابها الحقيقيين , ويتفاعل مع المصائب أكثر مما يغرق فيها المصابون , لا يكتم مشاعره ولا يخبئ أتراحه , ويعد أفراحه عدا.
هل صحيح أننا شعب بائس , ؟, في حقيقة الامر من كان رأى الناس وهم يغنون في جرش وفي أحضان الطبيعة الخلابة , وقد ملأوا المدرجات بالفرح ومن يراهم ليليا , وهم يرتادون المقاهي والمطاعم , يتسامرون في أجواء مفعمة بالأمل رغم كل شيء لا يرى في ذلك بؤسا.
حال عمان وباقي المدن اليوم لا يشي بأجواء البؤس حيث تكتظ الشوارع بالسيارات ليل نهار والمارة يجوبون الأسواق العامرة , وأفواج الخريجين يتمايلون على أنغام النجاح ويرسلون بإبتسامات الأمل بغد مشرق رغم كل شيء.
هذه صور لعالم فرح يمد يده للغد وبرغم كل شيء أيضا , فنحن بخير وبرغم كل شيء أيضا بيتنا هادئ.
يرجع نصف أسباب الأداء السلبي للاقتصاد الى النظرة التشاؤمية , وهي ما تشيعها الأخبار السلبية والحديث المتكرر عن الأزمات وعن الأوضاع السيئة.
الانطباع السائد في الأوساط الاقتصادية هو عدم التيقن الذي يتغذى على مؤشرات سلبية فيما يتم إغفال المؤشرات الايجابية مثل استمرار الزخم السياحي , وكذلك وضع الجهاز المصرفي القوي في ظل الأزمة ووضع الاحتياطيات.
أجواء التفاؤل هي التي تدفع الناس الى الانتاج وحماية المنجزات وكل المفردات التي تجتمع في الأردن أولا ودائما , بينما لا يزيدها التشاؤم الا إنكفاء فهل نكف عن إستدعاء الكدر.
qadmaniisam@yahoo.com
المؤشر بحسب الخبر الذي نشرته صحف ومواقع الكترونية يقيس معايير كثيرة، منها معدل دخل الفرد ، و البطالة و التضخم والفوائد المصرفية.
كان من الطبيعي أن يكون أكثر العرب بؤساً السوريون والسودانيون والفلسطينيون والأسباب معروفة , لكن أن يكون الأردنيون بؤساء فهذا ما هو غير مفهوم.
لا نعول على مثل هذه القياسات فقد تكون أوراق الاستبيان التي دفعت ليملأها الناس وزعت بتوقيت سيئ أو أن العينات التي إنتقتها تنتمي لفئة محددة , لكن على فرض أنها قريبة من الواقع فقد يكون من المفيد جدا قراءة بعض نتائجها.
واضح أن إستجابة عينة الاستطلاع تجاوزت « الكشرة « والتجهم اللذين يميزان بعض الوجوه القاسية فالشعب الأردني موصوف بأنه قليل الابتسام , ومساحات الفرح التي يجود بها ضيقة , فهو يتأثر بالأحداث أكثر من أصحابها الحقيقيين , ويتفاعل مع المصائب أكثر مما يغرق فيها المصابون , لا يكتم مشاعره ولا يخبئ أتراحه , ويعد أفراحه عدا.
هل صحيح أننا شعب بائس , ؟, في حقيقة الامر من كان رأى الناس وهم يغنون في جرش وفي أحضان الطبيعة الخلابة , وقد ملأوا المدرجات بالفرح ومن يراهم ليليا , وهم يرتادون المقاهي والمطاعم , يتسامرون في أجواء مفعمة بالأمل رغم كل شيء لا يرى في ذلك بؤسا.
حال عمان وباقي المدن اليوم لا يشي بأجواء البؤس حيث تكتظ الشوارع بالسيارات ليل نهار والمارة يجوبون الأسواق العامرة , وأفواج الخريجين يتمايلون على أنغام النجاح ويرسلون بإبتسامات الأمل بغد مشرق رغم كل شيء.
هذه صور لعالم فرح يمد يده للغد وبرغم كل شيء أيضا , فنحن بخير وبرغم كل شيء أيضا بيتنا هادئ.
يرجع نصف أسباب الأداء السلبي للاقتصاد الى النظرة التشاؤمية , وهي ما تشيعها الأخبار السلبية والحديث المتكرر عن الأزمات وعن الأوضاع السيئة.
الانطباع السائد في الأوساط الاقتصادية هو عدم التيقن الذي يتغذى على مؤشرات سلبية فيما يتم إغفال المؤشرات الايجابية مثل استمرار الزخم السياحي , وكذلك وضع الجهاز المصرفي القوي في ظل الأزمة ووضع الاحتياطيات.
أجواء التفاؤل هي التي تدفع الناس الى الانتاج وحماية المنجزات وكل المفردات التي تجتمع في الأردن أولا ودائما , بينما لا يزيدها التشاؤم الا إنكفاء فهل نكف عن إستدعاء الكدر.
qadmaniisam@yahoo.com