jo24_banner
jo24_banner

أبعد ما يكونون عن القدس

عصام قضماني
جو 24 : أخيرا زج « داعش» بفلسطين والقدس والأقصى في شريط أراد به تبرير جريمته البشعة , ألا يثير هذا مئات علامات الاستفهام , فأين كانت فلسطين من أدبيات داعش « فيما مضى , وهل حقا هم يكترثون بالأقصى وبأرض فلسطين وشعبها, هو ذر للرماد في العيون , على أن اليقظة التي يجب أن يتحلى بها الناس لفهم مثل هذا الاسقاط وغاياته هي الكفيلة لدرء فتنة هذه الفئة الباغية .
سمعنا فيما مضى أن الطريق الى فلسطين يمر عبر كابول , وسمعنا أن الطريق اليها يمر عبر الصومال وأريتريا ونيويورك وباريس ومدريد وبغداد وأخيرا دمشق, لكننا نقول إن الطريق الى فلسطين هو فلسطين فقط , لقد سئمنا كل هذه الهرطقة ومللنا كل هذا الاسفاف , والكلام الفارغ , الذي تلوك به كل فئة تمتطي فلسطين لتحقيق مآرب هي أبعد ما تكون عنها .
هؤلاء ليسوا أولي البأس الذين سيكسرون ظهر إسرائيل , بحسب الموروث الديني وعدد لا يحصى من النبوءات , بيد أن القرآن الكريم قد حسم سلفا صفات هذه الفئة المنصورة وخصهم ببني إسرائيل كأعداء لهم , فهل هذا ما تفعله داعش ؟.
ربما يكون هذا الخلط بين خيط الدين الحق الأبيض وخيط الضلالة الأسود قد أدخل الناس في تيه , وليس عامة الناس فحسب بل في المقدمة منهم علماء أجلاء وتيارات إسلامية عريقة وعاقلة , فارتبك الخطاب وأصبحت معه مخرجاتهم في حسم المواقف تائهة ومعومة , فأين علماء الأمة من حسم هذه الخرافة التي بدأت تنزل على عقول الناس بأن داعش هي الفئة المنصورة .
أدبيات « داعش « إن كان لها من أدبيات لم تأت على ذكر إسرائيل بحرف , بل إن أعداءها هم نحن المسلمون والعرب من قبل , وهم فعلا يجوسون الديار قتلا وذبحا بالمسلمين في العراق والشام بلا سبب فهل من صفات المسلم الحق قتل أخيه المسلم دون حق , وهل من صفات المسلم الصحيح قتل الأسير وذبحه .
هؤلاء ليسوا هم الفئة المنصورة ولن تكون , وإن كان من سبب يسقط عنهم هذه الصفة فهي القتل لمجرد دب الرعب في صفوف الناس في إسقاط ليس هذا مكانه ولا زمانه من عصر مضى, اليس من يقتل مسلما أو مؤمنا دون حق في جهنم كما في صحيح الدين , فما رأي علماء الأمة الأجلاء في شأن هؤلاء ؟
الفئة المنصورة لا تذبح الناس في الشوارع وهي لا تشرع للزنا فيما يسمى بجهاد النكاح ولا تحلل سبي نساء المسلمين ولا حتى تزويجهن بحد السيف , ولا تحرق الشجر ولا تهدم البيوت الآمنة هي لها هدف محدد وواضح , بيت المقدس فأين بيت المقدس في عقيدة هذه الدولة المزعومة وهذه الفئة الباغية .
أين كانت فتاوى هذا التنظيم وأناشيده عندما كانت إسرائيل تحرق غزة وتقتل رجالها ونساءها شيوخا وشبابا وأطفالا , وتهدم بيوتها وتهلك الزرع فيها وهي لا تفرق بين مسلم ولا مسيحي فبماذا تختلف في ذلك عن « داعش» الا في إلتقاء الأهداف.
علماء الأمة عليهم واجب حتمي لا يجب أن يتأخر ولا يتوارى ولا يظهر على استحياء كي يظهروا الحق من الباطل , فمنهم كما عامة الناس من يصدق بأن الفئة الباغية هي الفئة المنصورة وقبل أن يختلط على الناس الحابل بالنابل , هذه هي مسؤوليتكم في الدين والدنيا , وفي هذه فإن الخيط الأبيض بائن والخيط الأسود بائن كذلك .


الراي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير