2024-07-30 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

هل الأردنيون " حثالة " و " حمير " حقا ..!!

عدنان الروسان
جو 24 :

إن الابتلاء الأكبر الذي نعيشه اليوم في الأردن هو تدهور منظومة القيم التي كانت تحكم المجتمع في يوم ما ، ووصول النخبة التي تدير شؤون البلاد والعباد من موظفين كبار ووزراء ومسئولين إلى درجة موغلة في حالة الاستعلاء والتكبر على الشعب حتى لكأن بعض الوزراء والمسئولين يستحون بكونهم أردنيين ، أو أنهم أعلى و أرقى من أن يكونوا وزراء ومسئولين على مثل هذا الشعب.


معالي السيد وزير التربية السابق والمسئول الأكبر عن الطاقة الذرية وصف الشعب الأردني بأنه " حمير أولاد حمير " و " شعب زبالة " ، موظف كبير في الدولة قال أن " الشعب الأردني حثالة " ، واليوم معالي وزيرة السياحة تصف بعض الشعب الأردني بأنهم " (حثالة) يحتفلون بكام (حمار) نجحوا في التوجيهي ويستعدون للانضمام إلى همل الجامعات ".


هذا الإستقواء على الشعب الأردني ، وهذا الشعور بالفوقية من قبل من باتوا يدعون بالنخبة ليس إلا نتيجة لانحدار الذوق العام لدى النخب السياسية التي باتت تفكر بطريقة أباطرة المال ونبلاء الاقتصاد أو طبقة التايكونز الأردنية التي تجمع ثرواتها بالحرام من جيوب الأردنيين ثم تشتمهم وتستهزئ بهم ، وما يزيد من تفاقم الأمر أن القوانين لا تعاقب هذه الشخصيات التي تشتم الشعب الأردني الذي أوصلها إلى ماوصلت إليه بل إن الأمر دائما ينتهي بتوضيح في صحيفة على استحياء ودون إبداء أي أسف أو تقديم أي اعتذار للشعب الأردني العظيم الذي تحمل ويتحمل الكثير.


إن المنحنى التاريخي الخطير الذي يمر به الوطن ، والأوضاع المأساوية للمواطنين ليست من صنع الطبيعة ولا من تقصير المواطنين الأردنيين ، بل من " البلاوي " العظيمة التي أغرقتنا فيها النخب السياسية التي سرقت ونهبت وقننت مالا يقنن ، وشرعنت مالا يشرع ، وملأت الدنيا ضجيجا عن أعمالها البطولية في عوالم الخصخصة والمناطق الاقتصادية كالعقبة والمفرق والسوق المفتوحة ، وباعت ثروات الوطن بأبخس الأثمان واستعدت الشعب على القائد وكممت الصحافة والإعلام أو كادت ، وما تزال تقوم بدورها في شتم الشعب الأردني بصورة منتظمة وممنهجة ولا يبدو لي أن الشتائم عفوية وزلات لسان ، بل إن محفل الشر الأعظم الذي ربما يشكل حكومة خفية تستعصي على الشعب والملك معا باتت تتحكم بمفاصل صنع القرار وتقود البلد إلى هلاك محتم لا سمح الله بينما نحن مانزال نعاني مع هذه النخب السياسية ما كان يعانيه ديجون الإغريقي مع لإسكندر الأعظم وقصته معروفة ، وهي تمثل استعلاء بعض الخاصة على كل العامة.


إن حركة النهضة الأردنية ، حركة الإصلاح التي تقودها نخب من الشباب الأردني العظيم ومن النساء والرجال والشيوخ تبحث ليل نهار عن السبيل الذي يمكنها أن توقف نخب السياسة في بعض مفاصل الحكم الذين يبحثون عن تقويض دعائم الأعمدة التي ترتكز عليها أسس الدولة الأردنية والموازين التي تقيم العدل بين الناس وتحافظ على مؤسسات الشعب والدولة سليمة معافاة ، أما مجموعة الحيتان التي لا ترتوي من دماء الأردنيين ولا تشبع من قوت فقرائهم فإنها ماتزال سادرة في غيها في النهب والسرقة والتخريب معتمدة على أن الحراك السياسي ليس إلا " جمعة مشمشية " و بعده " بفرجها الله بهذا الشعب الحقير " على حد بعض التعبيرات الراقصة لبعض المسئولين السابقين.


إن الذين شتموا الأردنيين والذين استقووا عليهم سيدفعون ثمن تلك الشتائم وذلك الإستقواء إن عاجلا أم أجلا فالأردني جمل في الصبر وجمل في الذاكرة ، والقانون لن يخطئ الذين يسبون الأردنيين معتمدين على تسامحهم وعفوهم وطيبة قلوبهم التي تصل إلى حد " الهبل " أحيانا ، الأردنيون ليسوا حميرا ولا حثالة ، بل هم الذين حملوكم على ظهورهم اكراما للوطن ، ولكن " إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا " ...


إن فعالية الدولة تقاس من بين ما تقاس به بالتوازن والتناغم الذي ينشأ بينها وبين عامة الناس حتى يحس كل مواطن أن الدولة بكل مؤسساتها تعمل من اجله واجله فقط ، بينما ما أوصلنا إليه حيتان الفساد اليوم هو أن المواطن بات يشعر بخيبة الأمل من وطنه ومن دولته ، وصار يشك في أنه أردني أو أن هذا هو الأردن.

تابعو الأردن 24 على google news