حلل يا دويري ... و لا تأبه ..!!
عدنان الروسان
جو 24 :
فايز الدويري رجل عسكري من عساكر الأردن العظيم ، نابغة في علمه الذي تعلمه فهو خريج عشرات الدورات في كليات الحرب و الكليات العسكرية المختلفة و وصل الى رتبة لواء أي Major General حسب رتب الجيش الأمريكي ، و كان " فطحل " باللهجة الدارجة العامية الأردنية أي انه لم يمر مرور الكرام في الكليات التي تردد عليها و لم حصل على شهاداته بالدولار كما حصل مع البعض بحسب تقرير للنيويورك تايمز نشر قبل خمس عشرة سنة تقريبا و فضح الكثيرين من ابناء امتنا العربية الذين يتبوؤون مناصب عليا بشهادات مزورة .
الدويري أخذ علومه التي أراد له الجيش العربي الأردني ان يأخذها بجدارة و عاد رافع الرأس شامخا و خدم في القوات المسلحة بأمانة و أخلاص ، و تقاعد الميجور جنرال الدويري كما يتقاعد كل الضباط حينما ترى القوات المسلحة انهم يستحقون الراحة ، غير أن الدويري لا يعرف الراحة و لا يحبها ، و بقي مصرا على أن يبقى دائما على اطلاع على أخر ما يستجد من علوم عسكرية ليبقى "أبديتيد" updated على رأي البعض .
وجدت الجزيرة و الجزيرة شئنا أم ابينا المنبر الإعلامي الأول في العالم العربي و واحد من أهم المنابر الإعلامية على الإطلاق ، وجدت في الدويري رجلا تحتاجه في أحداث غزة منذ بدايتها و استقدمت الرجل الذي لم يتأخر عن أداء واجبه الوطني و القومي و الديني و ذهب الى الدوحة ليقدم خلاصات علومه العسكرية في التحليل و لم يخيب ظن الجزيرة و لا الدوحة و لا المقاومة و لا الشعب الأردني و رفع الناس في كل ارجاء الإقليم القبعات للرجل الذي تمكن من مزج التحليل بالوفاء و الشرح لما يدور بالوطنية حتى نادى عليه المقاومون في عملياتهم برسالة شكر مفادها " حلل يا دويري " و كأنهم يقولون شكرا يا دويري.
غضب العدو من الدويري مبرر فهم غير معتادين على عربي يحلل المواقف بطريقة مهنية و مصطلحات عسكرية لا يمكن نقدها و تصدق توقعاته و استشرافه لسير المعارك و بنفس الوقت رفعه لهمم المقاومة و الأمة ، و سرده التاريخي احيانا و استشهاده بمعارك حصلت مع حركات تحرر وطني عالمية ، و غضب العدو من الدويري شيء مفهوم بل و مفرح لنا جميعا غير ان ما لم نتوقعه و لا في اسوأ كوابيسنا أن هناك من ابناء جلدتنا ، من ابناء وطننا من ينتقد و يستهزيء بالدويري لأنه يتحدث من مكان مكيف بالهواء المنعش وأمامه مشاريب يتمنى أن يراها ابناء غزة في مناماتهم ..
أن يكون الدويري مادة للإستهزاء ليس عملا وطنيا و لا طيبا ، خاصة اذا جاء من أناس كانوا يوم أمس على ظهر البكم ينادون بانتقاد النظام و شخوص النظام و ينادون بالإصلاح و التغيير و يتصببون عرقا حرقة على الوطن و الأمة و ينادون بالحرية ، ثم بقدرة قادر انتقلوا في لحظة خلوة صوفية الى ما يسمى بالولاء الناقد .. لقد بحثنا في كل بطون الكتب و التاريخ لنقرأ عن مدرسة الولاء الناقد فما وجدنا لها اصلا على الاطلاق ، و بذلك يستطيع ابناء وطننا الذين ينادون بذلك ان يؤسسوا مدرسة جديدة في النقد بعد مدرسة نقد العقل و نقد الفكر في الفضاء الفلسفي.
لو كان الدويري اوروبيا واستعانت به اوكرانيا في حربها لتصدرت صوره كل الصفحات الأولى في الصحف و الفضائيات ، و لكان موضع تقدير من جماعة الموالاة الناقدة و لأجريت الكثير من الندوات لتحليل قدرات هذا الرجل العظيمة ، و لأعطته الدولة الأوروبية التي ينتمي اليها أوسمة و ربما فتحت مركزا للدراسات الإستراتيجية و العسكرية باسمه ، لكن بعضنا لا يعجبه الدويري لأن الدويري جمع الشهرة و المجد و العمل الوطني ،و قدم الأردن كما لم تستطع مؤسسات كثيرة في الدولة أن تقدمه و هي تصرف الملايين للترويج للأردن.
جماعة الولاء الناقد ، و الإنتقال من البكم الى اللقم نحن لا نحسدهم على ماهم فيه فليتركوا لنا الدويري و ليبقوا هم حيث هم فذلك اكرب و أجمل .
تحياتي للدويري ، و مع كل الإحترام و التقدير لكل اشراف الوطن الذين يثبتون على الحق.
adnanrusan@yahoo.com