2024-07-22 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

عاجل - اسرائيل منهكة وأعراض التعب والانهيار باتت واضحة عليها

عاجل  اسرائيل منهكة وأعراض التعب والانهيار باتت واضحة عليها
جو 24 :


كتب عدنان الروسان - 

هذا ما قاله اليوم ماورو انديليكاتو Mauro Endelicato وهو صحفي ايطالي يميني و موال لإسرائيل في مقال له في موقع انسايد اوفر الإعلامي واسع الإنتشارInside Over ، قال ان اسرائيل تبدو منهكة تماما و يبدو التعب على تقاسيم هذه الدولة التي لم تتمكن من انجاز أهدافها في حربها ضد ح م ا س و ما تزال تقاتل منذ أشهر طويلة دون أن تحقق نجاحات تذكر بل ان شعورا غامرا ينتابها بانها على وشك الإنهيار.

ان الضربة التي وجهتها اسرائيل مساء أمس لليمن و تدمير ميناء الحديدة و محطات توليد الطاقة الكهربائية و مخازن الوقود و التي أسفرت عن حريق هائل و عشرات القتلى و الجرحى و ان كانت تبدو في ظاهرها ضربة قوية و حققت نجاحا لإسرائيل الا انها في الحقيقة تعبر عن حالة من الإحباط الذي يصل الى حد اليأس ، حيث و لأول مرة في عمر الدولة الإسرائيلية يشعر قادتها بأن الدولة ليس لها قواعد راسية و أنها معرضة بالفعل للزوال في اي لحظة ، انها قائمة بفضل الدعم الأمريكي البريطاني الفرنسي المباشر عسكريا و اقتصاديا و ماليا و استخباريا ، و لذلك فان ضربة يوم أمس بهذه القوة الكبيرة و على هدف مدني رخو غير محمي انما يعبر عن رغبة جامحة لاستعراض العضلات و القوة و استعادة الثقة بالنفس و ترميم صورة الدولة و الجيش في نظر المستوطنين الإسرائيليين.

لقد تمت الموافقة على الضربة لذلك الهدف المحدد و لإبتزاز الولايات المتحدة و ادخالها ان امكن في حرب اقليمية واسعة ، بغض النظر عن النتائج التي قد تترتب على هذا العمل المتهورلأن الشعور السائد اليوم لدى كل قادة العدو السابقين و الحاليين أن هذه الحرب قد طالت أكثر مما تتحمل اسرائيل و أن الحرب مع الحركات الإسلامية المسلحة ليست بنفس السهولة كالحرب مع الأنظمة العربية و بالتالي فان الحرب مع محور المقاومة هي حرب حقيقية و تكلف اثمانا باهظة اقتصاديا و أمنيا و اجتماعيا و عسكريا ، كما كلفت هذه الحرب اسرائيل تدميرا تاما تقريبا لصورة اسرائيل في العالم و تحرك مجلس الأمن لأول مرة ليدين اسرائيل و حرك محكمة العدل الدولية و محكمة الجنايات الدولية في ظاهرة هي الأولى من نوعها بل و اضافة الى كل ذلك اصدار مذكرات توقيف دولية بحق رئيس الحكومة و وزراء و مسؤولين اسرائيليين.

لو جمعنا كل هذه التفاصيل مع بعضها البعض لفهمنا لماذا هذا النزق الإسرائيلي والقيام بعمليات عسكرية قد تزيد من اشتعال الحريق في المنطقة ، و من الواضح ان اسرائيل مستعدة للذهاب الى ابعد من ذلك بكثير رغم انها أحرجت حلفائها العرب و جعلتهم يبدون بصورة مزرية أمام شعوبهم ، و حفزت محور المقاومة ليبدا ببناء أسس تجمع أعضاءه أكثر مما هو قائم اليوم و ما اللقاءات الأخيرة و المتكررة بين ح م ا س و حزب الله و أنصار الله و الجماعة الإسلامية اللبنانية و فصائل المقاومة العراقية و ايران بل و تركيا و النظام السوري الا مقدمات ستظهر نتائجها فيما بعد ، كما أنه لا يجب اهمال الأدوار الصينية و الروسية في المشهد المتطور و دائم التقلب.

ان صمود المقاومة في غزة قصة غريبة و لغز محير بالنسبة لإسرائيل و الغرب و للأنظمة العربية ايضا الذين لم يكونوا يتصورون و لا في أسوأ السياناريوهات قتامة المشهد الحالي و أن تصمد ح م ا س مائتان و تسعون يوما و تبقى قادرة على القتال و السجال و التأثير ، ان المشهد ما يزال ينذر بتطورات خطيرة ، و رغم أن لا ايران و لا أمريكا و لا العرب يريدون حربا اقليمية لأنها ستكون كارثة و سيترتب عليها سقوط انظمة و حالة من الفوضى لا يمكن تصورها و لن تكون فوضى خلاقة هذه المرة بالنسبة للولايات المتحدة بل ستكون نواة لحركة تغيير عربية بايديولوجيا اسلامية واضحة لا ريب فيها ، فكل حركات المقاومة اليوم هي حركات اسلامية و لا يوجد بينها اي مكونات او ايديولوجيات أخرى مما يثير الدهشة و الغضب و الخوف في اوساط الإستخبارات العربية و الغربية ، الا أن الوضع قد ينزلق الى منعطف خطر نتيجة سوء تقدير او سوء ادارة .

من الثوابت التي باتت أكيدة على عكس ما تشتهي اسرائيل و النظام الرسمي العربي جله هو أن حركة ح م ا س لا يمكن القضاء عليها بالمطلق فهي موجودة ليس في غزة فقط بل في فلسطين و لبنان و سوريا و اليمن و العراق و أماكن أخرى و بالتالي هي قادرة على الإستمرار في التجنيد و التدريب و الإنتشار و قد صارت رمزا أمميا و صار قادتها ايقونات كما حصل مع تشي جيفارا و كاسترو و هوشي منه و الجنرال جياب و كارلوس و وديع حداد في اواسط القرن الماضي و ما تلاه ، ، كما أن حزب الله اجتاز حاجز الحركة القوية ليصبح القوة الإقليمية الأكثر تأثيرا و اهمية في الإقليم و هو قادر على الدفاع عن نفسه و مساعدة باقي اذرع المقاومة حينما تكون بحاجة للمساعدة.

الأشهر القليلة القادمة قد تحمل في طياتها الكثير مما قد يغير وجه المنطقة و الذي بدا بالتبدل منذ الآن ، و من يعش رجبا يرى عجبا.


adnanrusan@yahoo.com

كلمات دلالية :

تابعو الأردن 24 على google news