شكرا بوريل ... شكرا أسبانيا
عدنان الروسان
جو 24 :
جوزيف بوريل ، أو Jose’ Borrell ، أسباني ، هو مسؤول السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي ، أي ببساطة وزير خارجية اوروبا ، و ببساطة ايضا تتوقع اسرائيل منه كما تتوقع من كل المسؤولين الأمريكيين و من الزعماء العرب ان يكونوا الى جانب اسرائيل في حرب الإبادة التي تقوم بها ضد الفلسطينيين ، اطفالا و نساء و شيوخا ، مساجدا و مدارسا و مستشفيات و جامعات ، و قد حصلت اسرائيل على دعم كل المسؤولين صراحة او ضمنا او تعاطفا صامتا الا جوزيف بوريل ...
جوزيف الأسباني ، يعرف ان " الدم ما بصير ميه " و يعرف ان الدنيا ليست الا وقفة عز فقط و يعرف ان الوقوف مع المظلوم ضد الظالم يؤجر عليه عند الله يوم القيامة و هذا ما لم يتوصل الكثير من الزعماء العرب الى معرفته ، و كما أن العرق دساس و جوزيف ما تزال تجري في عروقه بعض بقايا الدم العربي الإسلامي الأندلسي دون أن ينتقص ذلك من كونه من أحرار أوروبا التي قل أحرارها ، فقد ابت عليه حميته و أخلاقه الا ان يقف موقفا بل مواقف غاية في الوضوح مع الشعب الفلسطيني و مع أهل غزة و مع المقاومة و ان يحاكم اسرائيل و يقف ضدها و يطالب بمحاكمتها في المحاكم الدولية و أن يصفها بما فيها من ظلم مما أثر حفيظة اسرائيل و قادتها و نعتوه بأبشع الصفات و بمعاداة السامية بينما مدحوا الزعماء العرب و قالوا انهم شركائهم و حلفائهم بالمنطقة و لم يعارض اي زعيم عربي ذلك او ينفيه او يغضب منه.
يسرائيل كاتس وزير الخارجية في حكومة نتنياهو قال في تغريدة له على منصة إكس في 13 سبتمبر/أيلول "بوريل معادٍ للسامية وكاره لإسرائيل، شغله الشاغل تمرير قرارات وعقوبات ضد إسرائيل في الاتحاد الأوروبي، لكن يتم لجمه بواسطة غالبية دول الاتحاد".
و في السابع من سبتمبر/أيلول 2024 نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" خبرا مفاده أن الحكومة الإسرائيلية ردت على طلب جوزيف بوريل زيارة تل أبيب يومي 14 و15 (في إطار جولة شملت مصر ولبنان) بأنه "لا يمكنه الحضور" أي رفضت استقباله و منعته من دخول الكيان الصهيوني.
ان مواقف جوزيف بوريل مواقف مشرفة و تجعلنا ننظر اليه و الى بلده اسبانيا نظرة امتنان على مواقفهم القريبة الى القضية الفلسطينية أكثر من قرب محمود عباس لها و كثير من زعماء الأمة ، جوزيف بوريل أكثر وفاء لفلسطين من ابو مازن و اسبانيا أكثر وفاء بالعهد من سلطة دايتون في رام الله ، و هذه المواقف ليست غريبة على اسبانيا التي كان لها مواقف محيرة في كثير من الأوقات حتى ظننا أنها دولة عربية و جعلتنا نبكي على أحوالنا و حكوماتنا و زعمائنا الذين يتوسلون الإدارة الأمريكية القضاء على حماس حسب ماورد في كتاب " الحرب " لبوب وودورد.
وحينما رفضت اسرائيل صفقة المفاوضات التي وافقت عليها حماس قال بوريل"بينما يضغط العالم من أجل وقف إطلاق النار في غزة، يدعو بن جفير إلى خفض إمدادات الوقود والمساعدات للمدنيين. ومثله، هناك تصريحات شريرة للوزير سموتريتش. وهذا تحريض على جرائم الحرب". وأضاف بوريل: "بسبب هذه الأمور، يجب أن تكون العقوبات على جدول أعمالنا في الاتحاد الأوروبي".
هل قال زعيم عربي شيئا من هذا القبيل و بهذه القوة و بالأسماء المحددة..!!
المقام لا يتسع لتعداد مواقف الرجل ، و مواقف بلاده اسبانيا القوية المساندة للقضايا العربية و القضية الفلسطينية ، و هو قادم في زيارة للأردن خلال الأيام القليلة القادمة الا يستحق الرجل من النقابات و الأحزاب الأردنية و منظمات المجتمع المدني ان ترتب للرجل دعوة خلال وجوده في عمان لنشعره اننا نقدر مواقفه و مواقف بلاده و لنكون اوفياء لمن يقفون مع قضايانا من الرجال الشرفاء في الغرب بعد ان تناست دولنا ان تكره اولئك النفر كما تفعل اسرائيل مع زبانيتها الذين يشنون حملات التضليل في الغرب دعما للصهيونية الهمجية المتطرفة.
أنا اوجه الدعوة بقوة ان يناقش الأمر لتنظيم فعالية تكريمية لجوزيف بوريل و انتصارا له و لمواقف بلاده في المحافل الدولية من قبل أبناء الأردن ليكون موقفنا جزءا من الوفاء لمن يقفون مع قضايانا ..
شكرا جوزيف ، شكرا اسبانيا