الاحتلال اذ يعتبر الاردن "جبهة ثامنة"
عدنان الروسان
جو 24 :
يعقوب بردوغو، من أكثر الصحافيين والإعلاميين الإسرائيليين قربا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو يقول بالنص على القناة الرابعة عشر الإسرائيلية "نحن ندافع عن دول الخليج -وسماها بالإسم لكني احجم عن تكرار الأسماء كما ذكرها يعقوب احتراما لقانون الجرائم الإلكترونية- فليتفضل الخليجيون و يدفعوا لنا تكاليف الحرب، اسرائيل تدافع عنكم اذن فلتدفعوا تكاليف الحرب"، اسرائيل تطالب الدول العربية بدفع تكاليف الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين والعرب!
أما جيورا ايلاند رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق فيقول بالحرف "وضعنا ليس جيد، ونحن نقاتل الآن في سبع جبهات، أو ثمان جبهات إذا أضفنا الأردن، لأن الأردن جبهة بحدّ ذاتها ونحن لسنا قادرين على الخروج من اي جبهة من هذه الجبهات ، وضعنا سيء"..
طيب، ماذا يريد الإسرائيليون من الأردن حتى يقنعوا أننا لسنا في حالة حرب معهم ..؟
•اتفاقية سلام وقعناها معهم رغم انها مجحفة بحقنا .
•ارسلوا لنا مياه عادمة بدل المياه الصالحة للشرب بموجب الإتفاقية وتغاضينا عن ذلك و اعتبرناه ذنبا مغفورا .
•قتلوا لنا مواطنين اردنيين بدم بارد في سفارتهم في عمان و أعدنا لهم القاتل في نفس الليلة دون أن يعرض على النيابة.
•ارسلوا لنا قتلة أخرين ليغتالوا خالد مشعل و اصابوه في ضربة مميتة لولا فضل الله و سرعة بديهة و تصرف الملك حسين رحمه الله، و اعدنا القتلة الإسرائيليين الى تل ابيب في اليوم التالي.
•قتلوا قاضيا اردنيا مدنيا غير مسلح بدم بارد و سكتنا و عملنا حالنا مش شايفين.
•طلبوا منا أن نوقف التجنيد الإجباري و اعادة تموضع قواتنا العسكرية حتى يشعروا بالطمأنينة و فعلنا ،
• طلبوا سفارة و علما اسرائيليا يرفرف في وسط عمان و فعلنا .
•طلبوا ان يكون هناك تبادل تجاري و طيران بين مطاراتنا و مطاراتهم و قبلنا.
ماذا يريدون أكثر من ذلك؟ ولماذا يريدون من دول الخليج العربية ان تدفع لهم وتمول حربهم ضد العرب والمسلمين؟ في أي عالم تعيش الأمة العربية هذه الأيام؟ وهل ضعفت الدول العربية بامكاناتها؟ اربعمائة مليون عربي وثلاثة عشر مليون كم مربع من المساحات على أكثر من خمسة بحار ومحيطات وثروات هائلة، ويذلنا العدو الإسرائيلي صباح مساء على ماذا و لماذا ... ليت أحد يشرح لنا وينورنا.
ويبقى سحيجة العرب وكتاب واعلاميي الدعسة السريعة في كل انحاء العالم العربي يبررون ويبربرون ويوزعون ابتساماتهم الصفراوية علينا ويقومون بعملية التبرير لكل تصرفات العدو ويهاجمون المقاومة الفلسطينية واللبنانية ويتهمون قادة المقاومة الذين يناضلون نيابة عن هذه الأمة الكسيحة بأنهم يعيشون في فنادق الخمسة نجوم وكأنهم هم يعيشون في الخنادق على الجبهة مع العدو وليس يرتعون في أموال الأمة التي حصلوا عليها بغير حق.
في العام 1974 أخرج لويجي كومينشيني Luigi Comencini الفيلم الإيطالي بعنوان Dio Mio come sono caduta giu’ in basso أو " يا الهي كيف سقطت هذا السقوط المريع الى القاع ، وهي الجملة التي قالتها الممثلة الإيطالية الشهيرة لاورا انتونيللي Laura Antonelli في الفيلم و هي تمارس الرذيلة و في لحظة تأنيب ضمير تقول يا ألهي كيف سقطت هذا السقوط المريع الى القاع ، أظن أن بامكان اي عربي من خارج ساحات السحيجة العرب يستطيع أن يشلخ شعره و يقول نفس الجملة التي قالتها انتونيللي و هو يرى السقوط المريع و المذل لأمتنا .
بالمناسبة الممثلة الإيطالية الجميلة لاورا انتونيللي كانت عشيقة لزعيم عربي رحمه الله ، "وما له.." فنحن نخوض حروبنا على كل الجبهات..
الأردن قدم كل ما لديه لإثبات حسن النية و بناء جسور الثقة مع العدو الصهيوني، ولكن الأردن قادر إذا دعت الضرورة وسمحت الدولة بأن يري الإسرائيليين ما لا يتوقعونه حتى في أسوأ كوابيسهم، "والمية بتكذب الغطاس"، حتى لو جفف اليهود حتى الماء الأردني فهذا طبعهم و الثعلب يفقد جلده ولا يفقد طبعه..