تخيّل..
عصام قضماني
جو 24 : أعجبتني مبادرة لمجموعة من شباب عمان حملت عنوان «101 من أجل عمان»، بالتزامن مع مرور 101 عام على نشوء أمانة عمان.
المبادرة لا تحاكي الخيال وإن كانت حثت على فعله وهي لا تطلب المستحيل لعمان يمكن أن تكون فعلا مدينة نموذجية في الخدمات البلدية القائمة على التكنولوجيا ونموذجية في وسائط النقل , والحافلات النظيفة والمنتظمة والملتزمة بقواعد صارمة في السير أو في سيارات التاكسي التي تقدم خدمات متكاملة في مواعيد ومواقف محددة , يقودها سائق بملابس أنيقة حليق الذقن يلتزم السير على الجانب الأيسر من الطريق لا يثرثر ولا يتحرش بالركاب , ولا يطلق الأبواق ولا يزاحم السيارات ولا يشتم ولا يبصق في الطريق ولا يدخن.
مدينة نموذجية مثل كل المدن التي تقل فيها الإمكانيات والقدرات المادية والبشرية عما تتمتع به عمان , نموذجية بأرصفتها وفيها متسع للمشاة , وشوارع خالية من المطبات والحفر والانحناءات العجيبة التي لا تنم الا عن غش بين في المواصفات.
مدينة لم تعد تغفو بهدوء وسكينة بين سبعة جبال فما عاد الهدوء ولا عادت السكينة وهي طبيعة الأشياء وهي طبيعة المدن عندما تكبر وتنمو لكنها ليست من الطبيعة في شيء أن يفقدها هذا كله مسحتها الجمالية المتميزة بلون أبنيتها البيضاء التي تعتلي جبالها مثل غيوم صيفية.
المبادرة تطالب بأبسط الحقوق في مقابل الكم الكبير والتنوع الذي يسدده المواطن كضرائب ورسوم لا تحقق الغاية منها بتوفير الحقوق الاساسية لأهالي العاصمة على نحو متساو من دون تفرقة، في الماء والبيئة والنظافة والتطوير والتشجير والهدوء والنظام والخصوصية والخدمة العامة والكرامة وغيرها هي الحقوق.
أنظر كم يدمي القلب أن الحجر الأبيض في أبنية عمان أصبح أسود , وسواده او « تسويده « مستمرا طالما أن الهواء يتلوث وطالما أن القيود البيئية الصارمة لا تنفذ وطالما أن أصحاب هذه المباني لا يجبرون على تنظيفها وطالما الحافلات مستمرة بنفث السموم التي تقتل البشر والشجر ولا يسلم منها لون الحجر.
أخشى أن إستمرار الأوضاع على حالها لم يبق جمالا يمكن لأن تذوقه المتغنون به في عمان , فهي تحتاج لأن تعود لمكانتها كمدينة تراث سياحة وسياسة و إقتصاد فيها تنوع حضاري وإنساني وتعددية هي سر جمالها. مشاكل عمان , حدث ولا حرج , لكن أهمها على الاطلاق هي بيئتها وصفاء ألوان أبنيتها وجدرانها وأدراجها وخضرة شوارعها وطرقاتها وأنظمة السير فيها.
لا تستطيع أمانة عمان مهما أوتيت من قوة بشرية أو مادية تطويق كل هذه الاشكالات إن لم تجد عونا من سكانها أولا ومن المؤسسات والشركات العاملة فيها فلها عليهم جميعا حق معلوم.
ما تطلبه مبادرة 101 , ليس مستحيلا فهو أبسط الحقوق وأقل الطموح لأن تكون عمان مدينة تضاهي مدنا كثيرة تحقق فيها ما قد نعتبره مستحيلا.
الراي
المبادرة لا تحاكي الخيال وإن كانت حثت على فعله وهي لا تطلب المستحيل لعمان يمكن أن تكون فعلا مدينة نموذجية في الخدمات البلدية القائمة على التكنولوجيا ونموذجية في وسائط النقل , والحافلات النظيفة والمنتظمة والملتزمة بقواعد صارمة في السير أو في سيارات التاكسي التي تقدم خدمات متكاملة في مواعيد ومواقف محددة , يقودها سائق بملابس أنيقة حليق الذقن يلتزم السير على الجانب الأيسر من الطريق لا يثرثر ولا يتحرش بالركاب , ولا يطلق الأبواق ولا يزاحم السيارات ولا يشتم ولا يبصق في الطريق ولا يدخن.
مدينة نموذجية مثل كل المدن التي تقل فيها الإمكانيات والقدرات المادية والبشرية عما تتمتع به عمان , نموذجية بأرصفتها وفيها متسع للمشاة , وشوارع خالية من المطبات والحفر والانحناءات العجيبة التي لا تنم الا عن غش بين في المواصفات.
مدينة لم تعد تغفو بهدوء وسكينة بين سبعة جبال فما عاد الهدوء ولا عادت السكينة وهي طبيعة الأشياء وهي طبيعة المدن عندما تكبر وتنمو لكنها ليست من الطبيعة في شيء أن يفقدها هذا كله مسحتها الجمالية المتميزة بلون أبنيتها البيضاء التي تعتلي جبالها مثل غيوم صيفية.
المبادرة تطالب بأبسط الحقوق في مقابل الكم الكبير والتنوع الذي يسدده المواطن كضرائب ورسوم لا تحقق الغاية منها بتوفير الحقوق الاساسية لأهالي العاصمة على نحو متساو من دون تفرقة، في الماء والبيئة والنظافة والتطوير والتشجير والهدوء والنظام والخصوصية والخدمة العامة والكرامة وغيرها هي الحقوق.
أنظر كم يدمي القلب أن الحجر الأبيض في أبنية عمان أصبح أسود , وسواده او « تسويده « مستمرا طالما أن الهواء يتلوث وطالما أن القيود البيئية الصارمة لا تنفذ وطالما أن أصحاب هذه المباني لا يجبرون على تنظيفها وطالما الحافلات مستمرة بنفث السموم التي تقتل البشر والشجر ولا يسلم منها لون الحجر.
أخشى أن إستمرار الأوضاع على حالها لم يبق جمالا يمكن لأن تذوقه المتغنون به في عمان , فهي تحتاج لأن تعود لمكانتها كمدينة تراث سياحة وسياسة و إقتصاد فيها تنوع حضاري وإنساني وتعددية هي سر جمالها. مشاكل عمان , حدث ولا حرج , لكن أهمها على الاطلاق هي بيئتها وصفاء ألوان أبنيتها وجدرانها وأدراجها وخضرة شوارعها وطرقاتها وأنظمة السير فيها.
لا تستطيع أمانة عمان مهما أوتيت من قوة بشرية أو مادية تطويق كل هذه الاشكالات إن لم تجد عونا من سكانها أولا ومن المؤسسات والشركات العاملة فيها فلها عليهم جميعا حق معلوم.
ما تطلبه مبادرة 101 , ليس مستحيلا فهو أبسط الحقوق وأقل الطموح لأن تكون عمان مدينة تضاهي مدنا كثيرة تحقق فيها ما قد نعتبره مستحيلا.
الراي