نعي ضمير
جمال الدويري
جو 24 : رحم الله الدكتور محمد ابو ريشة, ورحم الله معه ضمائر البعض في هذا الوطن المظلوم, التي ماتت قبله أو ستلحقة لا سمح الله, عندما يقوم أصحابها بالتنكر لأياد بيضاء تخدم الوطن والإنسانية من أطباء وطواقم طبية وتمريض, وأولئك من حملة رسالة التربية والتعليم النبيلة من معلمين وإداريين, ومن ثم التفاخر بهذه الإعتداءات, دون رادع كافٍ من قانون او مسائلة.
ان الإعتداءات الآثمة وعض اليد التي تقدم الخير والمواساة من أطباء ومدرسين, والتي تكررت وأخذت طابعا عنيفا ومأساويا في أردننا الغالي, لهي مؤشرات خطيرة وأجراس إنذار متأخر حتى, لا يصلح معها مجتمع ولا تبنى تحت تهديدها حضارة او تستديم تنمية.
المعنيون من أطباء وممرضين ومدرسين, يحتجون وبصوت عالي ومنذ زمن سحيق لأنهم تحت العصي وأرجلهم بالنار, الكثيرون من المواطنين يحتجون لعدم رضاهم عن هذا التطور السلبي في الأداء المجتمعي والذي لم نعهده من قبل في وطن كريم متسامح خيّر رحيم يحترم ويقدر العطاء وأصحابه, والإعلام ومع شديد الأسف, بين بين, منه من ينتصر للمعتدى عليهم من أبنائنا في الصحة والتعليم, ومنهم من يحاول استغلال هفوات بشرية في هذين القطاعين, لتسويق فضائيته أو مطبوعته او موقعه الإخباري, بالتطيبل والتزمير والنفخ في الكير, لصناعة البطولات والاسترزاق غير المشروع, غير آبه بمصلحة الوطن العليا وسمعة صحتنا وتعليمنا في الداخل والخارج.
لا أريد بما سلف أن أزكي على الله أحدا, ولا أن أسوق للطبطبة على الأخطاء المهنية وبعض الأخطاء والتجاوزات التي تواكب كل عمل بشري في كل أنحاء المعمورة, وحتى في أعرق بلدان العالم, ديموقراطية وطبا وتعليما, ولا أن أنكر وجود مثل هذه الأخطاء والتجاوزات لدينا, ولا حتى إعلان الرضا عن أسلوب المسائلة والردع لمنع التكرار وإنصاف ضحاياها في حال ثبوتها وتحديد هوية صاحبها, ولكنني أرفض بالمطلق وأدين, التعميم أولا, ومن ثم نحر الوطن والتشهير به ووضعه في زاوية المتهم الدائم المجبور على الدفاع عن نفسه وعن إنجازاته التي نعتز ونفتخر بها, كما وأرفض ومعي شعبنا الأردني العزيز ان تترك تسوية هذه الأمور والإختلافات وربما الخلافات لمزاجية البعض وعصبيتهم وأسلوب تعامل الفرد منهم مع الجماعة, مع غياب شبه كامل للحماية الرسمية الواجبة لمن يؤدون واجباتهم ويقومون على وظائفهم والرعب والمفاجأت تقنن عطاءهم وتحد من إمكانياتهم وفي ظل غياب شبه كامل للردع الرسمي القانوني للمعتدين والمتجاوزين.
أفهم أن يشتكي أحدهم على طبيب أو ممرض أو إداري صحي أو على معلم أو مدير مدرسة يعتقد انه أساء العمل وتعدى مظلة التعليمات الإدارية والمهنية التي تقولب عمله وتحدد كمّ وكيف أدائه الوظيفي, فالقانون والمجالس التأديبية لدى كل النقابات المهنية موجودة وللجميع وتعطي كل ذي حق حقه, أما أن تمتد أيادي البعض بالأذى الشخصي فتطال الحياة بالأذى, او ان تمتد ألسنتهم بالإهانة والتجريح, فهذا وأيم الحق ما لا يُفهم أو يُقبل أو يُمكن السكوت عليه, دون تنامي خطر الإنحدار الى هاوية الجهل والتخلف والعودة الى الوراء في أي وطن كان.
ومن أجل قولة حق وواقع موضوعي وخدمة للمنطق, فلا بد من التأكيد على أن مثل هذه الإعتداءات الآثمة على الأطباء والمدرسين والعاملين في مهنتيهما, وبالإضافة لإساءتها المؤلمة للوطن, فإنه يدفع بطاقاتنا وخبراتنا المحترمة التي تشكو بالأصل من تواضع المردود المادي, الى هجرة الوطن والبحث عن فرص اقتصادية أفضل وأجواء مهنية أكثر أمنا خارج الحدود, إضافة الى أن الهجرات المتعاقبة التي تحمّلها الأردن على مدار عقود متواصلة وما حملت معها من أعباء هائلة على بنيتنا التحتية وخدماتنا الصحية والتعليمية وغيرها, قد أدت بالضرورة الى هذا التشنج والتأزم في العلاقات بين أطراف المعادلة الوطنية وبين معطي الخدمة ومتلقيها.
يبقى الوطن الأردني العزيز, الأغلى والأجدر بالتضحية, ويبقى إنساننا الأغلى والأجدر بالخدمة والحماية, ويبقى القانون هو السيد والحكم لفض النزاعات وتسوية الخالفات.
وما سادت العصبية والفوضى مجتمعا أو حضارة الا أهلكتهما وقضت على بذور الخير وثمار زرعها فيه.
رحم الله الدكتور محمد ابو ريشة ورحم ضمائر غابت عن أداء أصحابها, وعظم الله أجركم
ان الإعتداءات الآثمة وعض اليد التي تقدم الخير والمواساة من أطباء ومدرسين, والتي تكررت وأخذت طابعا عنيفا ومأساويا في أردننا الغالي, لهي مؤشرات خطيرة وأجراس إنذار متأخر حتى, لا يصلح معها مجتمع ولا تبنى تحت تهديدها حضارة او تستديم تنمية.
المعنيون من أطباء وممرضين ومدرسين, يحتجون وبصوت عالي ومنذ زمن سحيق لأنهم تحت العصي وأرجلهم بالنار, الكثيرون من المواطنين يحتجون لعدم رضاهم عن هذا التطور السلبي في الأداء المجتمعي والذي لم نعهده من قبل في وطن كريم متسامح خيّر رحيم يحترم ويقدر العطاء وأصحابه, والإعلام ومع شديد الأسف, بين بين, منه من ينتصر للمعتدى عليهم من أبنائنا في الصحة والتعليم, ومنهم من يحاول استغلال هفوات بشرية في هذين القطاعين, لتسويق فضائيته أو مطبوعته او موقعه الإخباري, بالتطيبل والتزمير والنفخ في الكير, لصناعة البطولات والاسترزاق غير المشروع, غير آبه بمصلحة الوطن العليا وسمعة صحتنا وتعليمنا في الداخل والخارج.
لا أريد بما سلف أن أزكي على الله أحدا, ولا أن أسوق للطبطبة على الأخطاء المهنية وبعض الأخطاء والتجاوزات التي تواكب كل عمل بشري في كل أنحاء المعمورة, وحتى في أعرق بلدان العالم, ديموقراطية وطبا وتعليما, ولا أن أنكر وجود مثل هذه الأخطاء والتجاوزات لدينا, ولا حتى إعلان الرضا عن أسلوب المسائلة والردع لمنع التكرار وإنصاف ضحاياها في حال ثبوتها وتحديد هوية صاحبها, ولكنني أرفض بالمطلق وأدين, التعميم أولا, ومن ثم نحر الوطن والتشهير به ووضعه في زاوية المتهم الدائم المجبور على الدفاع عن نفسه وعن إنجازاته التي نعتز ونفتخر بها, كما وأرفض ومعي شعبنا الأردني العزيز ان تترك تسوية هذه الأمور والإختلافات وربما الخلافات لمزاجية البعض وعصبيتهم وأسلوب تعامل الفرد منهم مع الجماعة, مع غياب شبه كامل للحماية الرسمية الواجبة لمن يؤدون واجباتهم ويقومون على وظائفهم والرعب والمفاجأت تقنن عطاءهم وتحد من إمكانياتهم وفي ظل غياب شبه كامل للردع الرسمي القانوني للمعتدين والمتجاوزين.
أفهم أن يشتكي أحدهم على طبيب أو ممرض أو إداري صحي أو على معلم أو مدير مدرسة يعتقد انه أساء العمل وتعدى مظلة التعليمات الإدارية والمهنية التي تقولب عمله وتحدد كمّ وكيف أدائه الوظيفي, فالقانون والمجالس التأديبية لدى كل النقابات المهنية موجودة وللجميع وتعطي كل ذي حق حقه, أما أن تمتد أيادي البعض بالأذى الشخصي فتطال الحياة بالأذى, او ان تمتد ألسنتهم بالإهانة والتجريح, فهذا وأيم الحق ما لا يُفهم أو يُقبل أو يُمكن السكوت عليه, دون تنامي خطر الإنحدار الى هاوية الجهل والتخلف والعودة الى الوراء في أي وطن كان.
ومن أجل قولة حق وواقع موضوعي وخدمة للمنطق, فلا بد من التأكيد على أن مثل هذه الإعتداءات الآثمة على الأطباء والمدرسين والعاملين في مهنتيهما, وبالإضافة لإساءتها المؤلمة للوطن, فإنه يدفع بطاقاتنا وخبراتنا المحترمة التي تشكو بالأصل من تواضع المردود المادي, الى هجرة الوطن والبحث عن فرص اقتصادية أفضل وأجواء مهنية أكثر أمنا خارج الحدود, إضافة الى أن الهجرات المتعاقبة التي تحمّلها الأردن على مدار عقود متواصلة وما حملت معها من أعباء هائلة على بنيتنا التحتية وخدماتنا الصحية والتعليمية وغيرها, قد أدت بالضرورة الى هذا التشنج والتأزم في العلاقات بين أطراف المعادلة الوطنية وبين معطي الخدمة ومتلقيها.
يبقى الوطن الأردني العزيز, الأغلى والأجدر بالتضحية, ويبقى إنساننا الأغلى والأجدر بالخدمة والحماية, ويبقى القانون هو السيد والحكم لفض النزاعات وتسوية الخالفات.
وما سادت العصبية والفوضى مجتمعا أو حضارة الا أهلكتهما وقضت على بذور الخير وثمار زرعها فيه.
رحم الله الدكتور محمد ابو ريشة ورحم ضمائر غابت عن أداء أصحابها, وعظم الله أجركم