احمد حسن الزعبي...يسعد البطن اللي جابك...
جمال الدويري
جو 24 :
...حاول طوني ان يسجل نقاطا فانهزم بالقاضية...
وبعد ان عجز طوني خليفة في ''اول مرة'' هذا الاعلامي المخضرم، الذكي وصاحب التجربة المتراكمة، ان يجد رديفا في لهجته الشقيقة، لكلمة ''ممعوط'' الأردنية، التي عرف بها ابا عبد الله على نفسه، وعندما اعتقد الواثق بنفسه طوني، انه قد حضر درسه عن احمد جيدا، وهو يكرر: لقد قرأت عنك سنة كاملة، ان يضع ضيفه في (خانة اليك)، ولم يفلح، حاول ان ينزل لهذا الفارس الرمثاوي الحوراني الأردني العربي الحر، خلف الخطوط، فعاجله الأحمد: كش ملك.
نعرف انك يا ضيفنا، محاور جيد، وتتقن حرفتك، ولكنك تجهل ان احمدنا، وبشهادتك...قدها وقدود.
اذا رأيت نيوب الليث بارزة.....فلا تظنن ان الليث يبتسم. واذا رأيت عيون الأسد قد دمعت.....فانجو بنفسك ان الأسد قد هجموا، مع اعتذاري للمتنبي.
هرم من الصدق والحس والوطنية، وبتراء من الجمال والرونق، امامك يا طوني، تؤلمه وتدميه وتدمعه ذكرى الحجة، ويشمخ ويطاول السماء ويبكي عندما يتذكر وصفي التل وفراغ مقعده حتى اللحظه، ويسقط في جب الألم واللوعة قائلا: ما بيش...ولا حدا، من يقترب من شبيه له، ويختار الأحمد بلا تردد: الوطن...الأردن، عندما تحاول يا طوني احراجه وتثبيته: امك وابوك ام الأردن، فيسقطك بالضربة القاضية وهو يردد ويؤكد: لا...الوطن...الأردن، كلنا بدنا نموت، اما الوطن...ما بصير يموت.
الرأي: حكاية عشق وليس رب عمل ووظيفه...في اروقتها تمشى وصفي التل، يعاجلك احمد يا طوني، عندما حاولت التشكيك بمعارضته الحقيقية لمائل الحال: مش ممكن انك بتؤول هيك من اجل المعجبين والمتابعين والشهره؟
وكلما شحذت هذا المتأهب الدائم للصدق، تكشف المعدن النفيس وبان بريق الماس. وكلما نفخت قليلا في قرار الضيف ودواخله، توهج الجمر وأنار المحيط وبدت الدرر: انا البحر في احشائه الدر كامن.....فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي.
كم تمنيت ان لا تنتهي ''اول مرة'' هذه المرة، وكم تمنيتك يا طوني، ان ترفع من دوز المشاكسة والبحبشة، لنستمتع بفروسية وصدق احمد حسن الزعبي، ولنكتشف هذه الماسة الثمينة جدا، التي تلبس ثوب ابا عبد الله الرمثاوي، الأخ والصديق، وتتحرك موزعة الوطنية والأردنية الحقة والانسانية الخام، اينما حلت.
عندما يبكي الرجل يا طوني، ولا يخشى الكاميرات ولا يرقبها، فتأكد ان امامك فارس فذ، يجرد سيفه بشجاعة عندما يكون غمد السيف لديه، عيبا، ويمتطي مهر البطولة عندما تطلب الخيل فرسانها.
الله يسعد البطن اللي شالك، يا ابن الوطن البار، ورحم الله الشيخة، شيخة عواد الزعبي، او كرمة العلي، التي حملتك وأرضعتك وأحسنت الينا جميعا، وأحسن مثواها.
انك الأردني الحر المناسب في المكان المناسب.
وقبل ان انسى: اراد طوني ان يلزم احمدا بالبراءة من الطمع بمنصب عام، يعلم الله، انه جدير به وقدير عليه، ولم يسعى اليه، ففعل وأشهد. ولم تستطع يا طوني، احراجه وتوريطه، فأحرجك وورطك، لأن الأردن للأرادنة يا طوني، ليس وظيفة او منصب او مكسب، انما تراب وعشق وايثار.