jo24_banner
jo24_banner

سارية الجبل يا وزير الاشغال..

جمال الدويري
جو 24 :
أما وقد انهار الجبل والأمل, فما عاد لسارية وجنده ملاذا يأويهم من سطوة الأعداء, وما عاد للمقولة والحكمة (من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم), معنى ولا وزْنا يجدر بنا ذكرهما او التذكير بهما.

وتورطنا, وأُسقط في أيدينا, وبتنا رهنا لقاع الواد السحيق, بين شفير منهار ووزير مغوار, شفير لا يُؤمن جانبه ووزير ليس بيديه عصاً سحرية, على حد قوله, ولا حتى جرافة تغرف الخطر الداهم ولا قلابا يبعده عن الوف السيارات المارة يوميا, التي تصطك عجلاتها خوفا على من بها من أرواح.

سيدي المسؤول, ببساطة, وليس بي رغبة بالتشفي, ولا الموقف ومرارة خلق الله من دافعي الضرائب المواطنين, لتحتمل اللوم والتذكير بما كتبناه مرارا وتكرارا, ولكنك سيدي لست بحاجة لعصا سحرية ولا مارد الفانوس ولا حلف شمال الأطلسي, لتغلق الطريق لساعات ذات مساء خفيف السير, وترسل عددا من غارفات الحصى وأخرى من ناقلاته, وتنهي الأمر, أو تبدأ على أقل اعتبار بإيهام الناس انك تنوي فعل شيئ ما.

شهر بأكمله مر على انهيار بعض الجبل على الطريق التي توصل العاصمة بعدة محافظات أردنية هامة, عند سيل جرش, ولم يُغرف حتى الآن من الهدم ما يُوحي بأن هناك عملا يتم لمعالجة الموقف, ولا يشاهد المارة ان شيئا من هذا القبيل, قيد التنفيذ او التفكير ولو حتى على سبيل دراسة نظرية او اختبارية.

اقسم يا أصحاب الدولة والمعالي, بأن دويلات أقل منا عددا وعدة, كانت ستعالج الأمر, أسرع وأنجع وأكفأ مما فعلتم, وما كنا سنسمع من مسؤوليها, أنهم لا يملكون عصا سحرية.

يا معالي المسؤول, وما دام ان الجد لا ينفع, فلا بأس ببعض الهزل:

حدثني أحدهم, ان باصا قد انقلب قبل عقود, ذات ظهيرة على أحدى الطرق الواصلة بين الرمثا وقراها القريبة, دون ان يحدث والحمد لله سوءا للركاب, وقد نزل الجميع من الحافلة المنقلبة, يحمدون الله ويثنون عليه ويهنئون بعضهم البعض على السلامة, ولما كانت الطريق شبه خالية من وسائل المساعدة, ولا خلويات او وسائل اتصال موجودة, كما اليوم, فقد هم الجميع بمحاولة رفع الباص يدويا وايقافه على قدميه, أعني على عجلاته, عل وعسى يستطيعون إكمال مسيرتهم الى الهدف, وكانوا بالأثناء يشدون الأزر بالنداء والتبرك بالمناداة على علي, وكانوا يقصدون الخليفة الراشدي الرابع, علي بن ابي طالب كرم الله وجهه, مستلهمين قوته وكرامته عند الله, الا واحدا منهم, طاعنا بالسن, لم يساعدهم وقد جلس على حجر ينظر اليهم مبتسما يهز رأسه مستغربا محاولة القوم رفع الباص الثقيل, وهو يلف هيشية محترمة, ماركة (كل مجّة بقحّة), وقد قال له أحدهم مستهجنا: يا زلمه ما تشيل معنا هالباص؟ فأجاب ضاحكا: يا جماعة الخير, الباص لا علي ولا عليان بشيلوه...هاظ بده ونش.

معالي المسؤول الأفخم, الجبل ليس بحاجة لعصا سحرية, بل...الإرادة القوية...التخطيط السليم...والآليات العملاقة, والمسؤول الموضوعي الذي لا يعتمد على السحر والعصي.

وأخيرا فإنني أنصحكم لله, ومن أجل أخواتي وأخواني من مستخدمي الطريق الذين قضوا مثلي الساعات لقطع كيلومترات معدودة, لا تحتاج بالعادة الا لدقائق, بأن تطلبوا عون سلاح الهندسة الملكي في قواتنا المسلحة الباسلة, فهم الأكثر كفاءة وجدارة بهكذا معضلات غير قابلة للحل من أجهزتكم وبيروقراطيتكم.
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير