طارق مصاروة.. لا تزاود على الأرادنة
جمال الدويري
جو 24 : في هرف جديد للكاتب طارق مصاروة, تحت عنوان, سنستمر في طريق الحرية والكرامة, يقسم به "العرب الى عربين" والأرادنة الى فسطاطين, أحدهم يمثله هو وقلمه, والذي يمضي بالوطن بحزم وعزيمة الى المعالي وطريق الحرية والكرامة, كما يدعي, وآخر, هو ذاك الذي ينتقد الفساد والضلال ويدعو لعدم دفن الرؤوس في رمال الزيف وتضخيم الإنجاز, ويرى بهم انحرافا عن خط الرشد والصواب الى "خط التبخيس بقيمة الوطن, والتشويه بوجهه الجميل, وقد كتبهما صاحبنا (في قيمة الوطن وفي وجهه).
إن كنت تعرف هذا, فهذه مصيبة, وإن كنت تجهله, فهذه كارثة بحجم المعاناة والذل والخنوع والخيانة المتمددة بيننا ما بين 1917 وعامنا هذا.
من ينتقد التقصير, أيها الطارق على أبواب وطنيتنا, الضاغط على عصبنا الأردني الحر, ويضع اصبعه على جرح الأرادنة ومعاناتهم مع الفساد والأخطاء الكارثية في السياسات الرسمية, لا يبخّس بالوطن ولا يشوّه وجهه الجميل, بل انه الأصدق خوفا على الوطن والأكثر موضوعية بالدفاع عنه وصيانة منجزاته, والأوثق منطقا واندفاعا لصون سيادته وحرية قرارة السياسي والإقتصادي, من اولئك الذين يدافعون عن باطل, مزينين ما يريدون, مسحجين للمصطلحات والنظريات والخطط الخمسية والعشرية والقرنية التي لا ترى النور الا لماما, وإن فعلت, فمشوهة مكلفة ذات عوج.
والسكوت على المرض لا يشفيه وتجاهل العلة لا يداويها.
وقبل الرد على الأستاذ "الكبير" , فلا بد ان اوضح له حقيقة جغرافية غابت عن باله, او حاول ان يلغيها من فكر مقالته, حيث أكد بإشارته الى اتفاقية غاز الصهاينة, على انه "غاز المتوسط الذي تنتجه نوبل إنيرجي الأمريكية" في حين أن الغاز فلسطيني التاريخ والجغرافيا, ونوبل انيرجي الأمريكية, ليس دولة على ضفاف المتوسط, وما هذه التسميات والتلاعب بالمصطلحات الا بهلوانية لغوية أراد بها الكاتب باطلا وحرفا عن الواقع والمعروف.
وكم يذكرني هذا الحرف عن المنطق, بجواب أحد نواب السابع عشر الذي دأب على زيارة الكيان الصهيوني وتهنئته بعيد استلابهم لفلسطين العربية, وانتقادنا له بالقول: انا زرت فلسطين التاريخية.
ومن ثم, فإننا كأردنيين, نعرف ونؤمن ان وطننا أكبر من كل كبير, وأقرب الى نياط قلوبنا ومجرى الدم فينا من أنفاسنا, ونفاخر به ما بين القطبين, وندفع عنه كل قول او فعل يستهدفه, بما نملك, ونثق أيضا ان لدينا من الطاقات الإنسانية والمهارات البشرية المحترفة والتميز ورفيع الأداء, ما توجنا على عروش كثيرة داخل وخارج حدود الوطن, ولكننا وفي نفس الوقت وبنفس العزم والحزم والحسم, لا نقبل أن نتغاضى عن فساد, ولا نغمض العين عن قصور بالأداء ولا نسكت على مشاريع ظاهرها وطني وباطنها غير ذلك, واتفاقيات تلبس ثياب المصلحة العامة ولبها مرير غريب لا مصلحة لأردننا به.
وماذا تريدنا أن نسمي رهن مستقبل الطاقة الأردنية بكيان لا يعرف عهودا ولا اتفاقيات, ولا يراعي جوارا ولا معاهدات, ولعقد ونصف من الزمن كاملة, في حين انك نفسك تعدد موارد وطنية كثيرة, من الريح والشمس والصخر الزيتي والمفاعل النووي, والتي لو استكشفناها بوتيرة أسرع, لكفتنا شر السؤال والحاجة لمن لا يرقبوا فينا لا إلّا ولا ذمة.
وحيث ان النفط والكهرباء التي يستخدمها الفلسطينيون في الضفة والقطاع, اسرائيلية المصدر, ليس بالضرورية مبررا, لأن نكتّف الأجيال والمستقبل الأردني باتفاقيات على حساب مواردنا وموازنتنا المنهكة اصلا, لصالح الصهاينة.
وقد أضحكني في هذا السياق وأبكاني في آن واحد, قول كاتبنا المخضرم, طارق مصاروة, وهكذا فالغاز لا يحتل فلسطين وانما الجيش الإسرائيلي. حق أُريد به بواطل كثيرة ايها الكاتب, وتدليس نيته أسوأ من أن نستسيغه ونقبل الهرف به, وأنت العارف تماما, بأن كل قرش نشتري به سلعة صهيونية, يمدد أمد الإحتلال ويجذر قواعد مستعمراته في فلسطين السليبة والوطن المغتصب, لا بل وإنه يساعد على مد أذرعة الأخطبوط الصهيوني وأطماعه الى ما وراء وراء ذلك بكثير.
إن كنت تعرف هذا, فهذه مصيبة, وإن كنت تجهله, فهذه كارثة بحجم المعاناة والذل والخنوع والخيانة المتمددة بيننا ما بين 1917 وعامنا هذا.
من ينتقد التقصير, أيها الطارق على أبواب وطنيتنا, الضاغط على عصبنا الأردني الحر, ويضع اصبعه على جرح الأرادنة ومعاناتهم مع الفساد والأخطاء الكارثية في السياسات الرسمية, لا يبخّس بالوطن ولا يشوّه وجهه الجميل, بل انه الأصدق خوفا على الوطن والأكثر موضوعية بالدفاع عنه وصيانة منجزاته, والأوثق منطقا واندفاعا لصون سيادته وحرية قرارة السياسي والإقتصادي, من اولئك الذين يدافعون عن باطل, مزينين ما يريدون, مسحجين للمصطلحات والنظريات والخطط الخمسية والعشرية والقرنية التي لا ترى النور الا لماما, وإن فعلت, فمشوهة مكلفة ذات عوج.
والسكوت على المرض لا يشفيه وتجاهل العلة لا يداويها.
ختم الأستاذ طارق مصاروه مرافعته العرمرم, ومزاودته على شرائح وطنية كثيرة, تقدس تراب هذا الوطن وتفتديه بالمهج والأرواح بالقول: (الأردن مصمم على طريق التحضر والديموقراطية والحرية, وموتوا بغيظكم).
اسمح لي سيدي, أن استعير جملتك الأخيرة, لأذيل بها مقالتي, ولكن بحاشية أخرى, لا أظن أنها سوف تروق لك, التحضر سيدي, لا يعني ابدا, المطاطاة على الفساد, والتسحيج المدفوع لتراكم الأخطاء وأكوام القرارات التي حملت شعبنا أعباء لا طاقة لأيوب بها, والديموقراطية والحرية, ليس من حيثياتها أبدا, التطاول على صناديق الاقتراع والسكوت على المال الأسود, يقرر الانتخابات ويفتح البرلمان للمقاولين وأصحاب البزنيس والخمسينات, الذين لا تتعدى طموحات أكثرهم, لقب السعادة والنمرة الحمراء والسيارة والمياومات والرحلات وتشغيل عامل وطن.