رفقا بالقوارير...
جمال الدويري
جو 24 :
لقد ازف الوقت، لنعيد النظر ببعض العادات والموروث الاجتماعي، الذي تعدته الأزمنة والظروف، المجحفة بحق المرأة، امّنا وزوجتنا وابنتنا وأختنا وعمتنا وخالتنا وزميلتنا،
وحبذا لو جعلنا لثقافة العيب المعشعشة في ضمير ووجدان ومفهوم الرجل الشرقي، حيزا مشتركا يفرد جناحيه على الجنسين، ليكون التحليق منصفا ومتزنا، كما امرنا الله سبحانه بجميع رسائله الى البشرية.
حبذا لو كنا الظهر والسند والقوة للضعاف منهن، وأحجمنا اخيرا عن تكسير مجاذيفهن بحكاوي العيب، والعائلة، وما بصير تطلقي، وشو بدهم يقولوا الناس، ومشان اولادك...الخ،
حبذا لو سمعنا برحمة وعدل، اصوات استغاثتهن المكبوتة احيانا والمخنوقة المتحشرجة احيانا اخرى، وطلبهن المباشر وغير المباشر للنجدة والانقاذ من علاقات زوجية غير سوية، وربما مرضيّة تقتل كل حب وكل انسجام ووئام، ولا تترك الا لأبغض الحلال مكانا او حلا.
ولو اصغينا وسمعنا ولبينا تلك الاستغاثات احيانا, لأنقذنا ربما مظلومة او مكسورة او معتقلة اجحاف وظلم وتعسف ذكوري, وربما حتى انقذنا حياة خسرتها احداهن, لأن صرختها لم تلامس مسامعنا ووعينا ووجداننا ورحمتنا.
دعم المرأة وعونها وتفهم ضعفها الوجداني، تجاه العلاقة او من خلال الأبناء والعادات والتقاليد وتدخل العائلات السلبي احيانا، وربما حاجتها الاقتصادية، هي واجبات شرعية وانسانية وأخلاقية، وفعاليات قوة ونبل وفروسية، لا بد ان يسجلها اصحابها الرجال، اما الذكور، فعليهم ما عليهم، وبالذكورة وحدها لا تستقيم الأمور ولا تستوي الأحوال.
وليست بطولة ان تضرب امرأة, ولا رجولة ان تبتز ضعفها الجسدي بالقسوة والطغيان والأذى, ولا وجاهة ان تكسر قلبها قبل ان تهبط بيدك عليها ضاربا وصارخا ومسترجلا, وليس قويا من تقويه دموع امرأة او ضعف منكسرة.
وان القوارير، خُلقت للرفق، وليس للكسر, والورد للعناية والرعاية والشم, وليس للتقطيع والخراب.