المنسف ..مبعث كرامة وليس ملء معدة
أسعد العزوني
جو 24 : كثيرون هم الذين يظنون أن المنسف ، المكون من الرز واللحم المطبوخ باللبن ، وعليه بعض الصنوبر أو اللوز ، هو عبارة عن وجبة دسمة لها عدة وظائف أولها ، إظهار كرم من يولم ، والثانية هي سد جوع من يقبل الدعوة ، في حال كان المنسف جماعيا كما نشاهد، حيث يأتي البعض وقد إمتنع عن الطعام ربما ليومين ، بحجة أنه سيتناول منسفا غنيا باللحم ، والبعض يحبذ اللحم البلدي .
هذا هو مفهوم الغالبية المغلوط عن المنسف ، الذين رأوا فيه وجاهة وسد رمق ، مع أن المنسف - وإن إشتمل على ذلك كتحصيل حاصل - بعيد عن ذلك تماما ، فهو في وظيفته الرئيسية والأولى التي إخترع من أجلها ، كان مبعث كرامة وعزة وشموخ وسؤدد ، وليس تخمة و"خنفرة " عند تناوله ، كدليل على شهوته .
وبطبيعة الحال فإن لنا ملاحظات على ولائم المنسف الجماعية ، وهي كمية الدسم المهولة فيه ، لطبخه بالسمن البلدي ، وعدم إزالة الشحوم والدهون عن اللحم قبل طبخه ، وكذلك مصير المتبقي منه ، وخاصة عند الولائم الجمعية كالأفراح والأتراح والعزائم المعتادة ، لكن وعي الناس هذه الأيام بمخاطر السمنة ، وظهور ما يطلق عليها بنوك الطعام التي تتولى أمر المتبقي من المناسف ، قد حلا هاتين المشكلتين.
لكن ما هو أهم من كل هذه القضايا مجتمعة ، رغم أهميتها ، هو من أين جاءت كلمة منسف ومن الذي إخترعها ولماذا؟
وجزاه الله عنا كل خير ، فإن البروفيسور العلامة في التاريخ والأدب أ.د.يحيى العبابنة ، كشف لنا السر في روايته "قربان مؤاب " ، وهو أن المنسف مبعث كرامة وعزة وسؤدد وفخر ، وليس ملء معدة .
تقول الرواية أن هذه الأكلة الشعبية العربية المؤابية بمخرجاتها ، مزجت بين القرار السياسي الصائب الحكيم ، وبين الإستجابة الشعبية ، حيث ورد في الإصحاح 17 تحريما قاطعا لطهي اللحم باللبن عند يهود ، كما قال الملك العربي المؤابي ميشع ، بطل أول معركة عربية ضد العبرانيين اليهود في التاريخ ، والذي كان صاحب مملكة مؤاب من نهر الزرقاء حتى الحجاز وغربي النهر وشرقيه ، وكان يديرها من مكان قلعة الكرك حاليا .
الأمر برمت هو أن يهود العبرانيين ، كما هو حال يهود بحر الخزر الحاليين ، تمادوا في الإعتداءات على مملكة مؤاب ونهب ممتلكات مواطنيها ، ولكن كرامة الملك ميشع ملك مؤاب ، لم تسمح له غض الطرف أو السكوت عن إهانة ملكه وإلحاق الأذى بشعبه ، ولكنه وقبل إتخاذ قراره السليم ، عمل على تأمين وتحصين جبهته الداخلية ، لضمان تحقيق النصر على أعدائه في الجبهة الخارجية وهكذا كان .
طلب الملك ميشع من شعبه المؤابي طهي اللحم باللبن في يوم معين ، ليتأكد من عداء شعبه للعبرانيين وولائهم له ، وعندما قدمت له أجهزة إستخباراته المنتشرة في أطراف مملكته ، تقارير تفيد بإلتزام شعبه المؤابي بالتعليمات ، وقيامهم بمخالفة عقيدة العبرانيين وطبخهم اللحم باللبن ، أيقن أن الوقت قد حان لنسف كل عهوده مع العبرانيين الذين لم يحترموها هم انفسهم ، شأنهم شأن يهود "مستعمرة " إسرائيل الخزرية في فلسطين المحتلة ، التي لم تحترم ما وقعت عليه مع م.ت.ف والأردن الرسمي ، وأطلق على هذه الأكلة إسم المنسف .
أما الخطوة الحاسمة الثانية التي أقدم عليها الملك ميشع ، فهي إعلان الحرب على العبرانيين وإلحاق الهزيمة بهم ، وتحقيق النصر المؤزر عليهم ، وقد قضى الكثير من الشباب المؤابي في تلك المعركة ، كان في مقدمتهم نجل الملك ميشع ، الذي قضى على أسوار الكرك "مؤاب آنذاك" ، بعد معركة طاحنة مع العبرانيين ، إنتصروا فيها وفرحوا وأكلوا لحم خرافهم مطهوة باللبن الجميد ، وكانت هذه المعركة هي أول معركة ينتصر فيها العرب على العبرانيين .
هذا هو مفهوم الغالبية المغلوط عن المنسف ، الذين رأوا فيه وجاهة وسد رمق ، مع أن المنسف - وإن إشتمل على ذلك كتحصيل حاصل - بعيد عن ذلك تماما ، فهو في وظيفته الرئيسية والأولى التي إخترع من أجلها ، كان مبعث كرامة وعزة وشموخ وسؤدد ، وليس تخمة و"خنفرة " عند تناوله ، كدليل على شهوته .
وبطبيعة الحال فإن لنا ملاحظات على ولائم المنسف الجماعية ، وهي كمية الدسم المهولة فيه ، لطبخه بالسمن البلدي ، وعدم إزالة الشحوم والدهون عن اللحم قبل طبخه ، وكذلك مصير المتبقي منه ، وخاصة عند الولائم الجمعية كالأفراح والأتراح والعزائم المعتادة ، لكن وعي الناس هذه الأيام بمخاطر السمنة ، وظهور ما يطلق عليها بنوك الطعام التي تتولى أمر المتبقي من المناسف ، قد حلا هاتين المشكلتين.
لكن ما هو أهم من كل هذه القضايا مجتمعة ، رغم أهميتها ، هو من أين جاءت كلمة منسف ومن الذي إخترعها ولماذا؟
وجزاه الله عنا كل خير ، فإن البروفيسور العلامة في التاريخ والأدب أ.د.يحيى العبابنة ، كشف لنا السر في روايته "قربان مؤاب " ، وهو أن المنسف مبعث كرامة وعزة وسؤدد وفخر ، وليس ملء معدة .
تقول الرواية أن هذه الأكلة الشعبية العربية المؤابية بمخرجاتها ، مزجت بين القرار السياسي الصائب الحكيم ، وبين الإستجابة الشعبية ، حيث ورد في الإصحاح 17 تحريما قاطعا لطهي اللحم باللبن عند يهود ، كما قال الملك العربي المؤابي ميشع ، بطل أول معركة عربية ضد العبرانيين اليهود في التاريخ ، والذي كان صاحب مملكة مؤاب من نهر الزرقاء حتى الحجاز وغربي النهر وشرقيه ، وكان يديرها من مكان قلعة الكرك حاليا .
الأمر برمت هو أن يهود العبرانيين ، كما هو حال يهود بحر الخزر الحاليين ، تمادوا في الإعتداءات على مملكة مؤاب ونهب ممتلكات مواطنيها ، ولكن كرامة الملك ميشع ملك مؤاب ، لم تسمح له غض الطرف أو السكوت عن إهانة ملكه وإلحاق الأذى بشعبه ، ولكنه وقبل إتخاذ قراره السليم ، عمل على تأمين وتحصين جبهته الداخلية ، لضمان تحقيق النصر على أعدائه في الجبهة الخارجية وهكذا كان .
طلب الملك ميشع من شعبه المؤابي طهي اللحم باللبن في يوم معين ، ليتأكد من عداء شعبه للعبرانيين وولائهم له ، وعندما قدمت له أجهزة إستخباراته المنتشرة في أطراف مملكته ، تقارير تفيد بإلتزام شعبه المؤابي بالتعليمات ، وقيامهم بمخالفة عقيدة العبرانيين وطبخهم اللحم باللبن ، أيقن أن الوقت قد حان لنسف كل عهوده مع العبرانيين الذين لم يحترموها هم انفسهم ، شأنهم شأن يهود "مستعمرة " إسرائيل الخزرية في فلسطين المحتلة ، التي لم تحترم ما وقعت عليه مع م.ت.ف والأردن الرسمي ، وأطلق على هذه الأكلة إسم المنسف .
أما الخطوة الحاسمة الثانية التي أقدم عليها الملك ميشع ، فهي إعلان الحرب على العبرانيين وإلحاق الهزيمة بهم ، وتحقيق النصر المؤزر عليهم ، وقد قضى الكثير من الشباب المؤابي في تلك المعركة ، كان في مقدمتهم نجل الملك ميشع ، الذي قضى على أسوار الكرك "مؤاب آنذاك" ، بعد معركة طاحنة مع العبرانيين ، إنتصروا فيها وفرحوا وأكلوا لحم خرافهم مطهوة باللبن الجميد ، وكانت هذه المعركة هي أول معركة ينتصر فيها العرب على العبرانيين .