داعش ..حرب الأشباح
أسعد العزوني
جو 24 :
كافة الحروب التي شهدتها البشرية - منذ أن أمر الله آدم وحواء بالنزول إلى الأرض بسبب إغواء الشيطان لهما وإظهار سوآتهما ،بعد ان تناولا من الشجرة إياها،وأولها الحرب التي إندلعت بين إبني آدم قابيل المجرم وهابيل الطيب بسبب الصراع على أختهما،وإنتهت بقتل قابيل لأخيه هابيل،وفك حيرته بعد أن بعث الله له غرابا يريه كيف يواري سوأة اخيه - معروفة البداية والنهاية ،إلا هذه الحرب المهزلة التي نشهدها بين فرع خدمة المخابرات السرية الإسرائيلية " ISIS" الملقب ب داعش ،وبين دول الإقليم العربية المستهدفة بالتقسيم حسب مشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي المقر عام 1983 سرا في الكونغرس الأمريكي،وخطة "كيفونيم "الإسرائيلية المعلنة في بدايات شهر حزيران عام 1982.
هذه الحرب التي نتحدث عنها والتي تعد من حيث مآلاتها وتفصيلاتها من أخطر وأغرب الحروب التي شهدتها البسيطة حتى يومنا هذا ،فهي أولا وقبل كل شيء حرب أشباح ،بمعنى أن الجيوش العربية أو ما تبقى منها مدعومة علانية بمن أسس داعش وفي المقدمة أمريكا وبريطانيا ،وسرا مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية ، تحارب أشباحا بلا نهايات مادية لتلك الحرب ،مع اننا نعرف أن هناك مقابر جماعية للحروب التي وقعت سابقا ،وظهرت علينا مستدمرة إسرائيل مؤخرا بمقابر أرقام للفلسطينيين الذين إستشهدوا على أيدي إرهابييها السابقين والحاليين.
الفارق بين الجانبين دون التطرق لدور القوى الكبرى في تمكين داعش ،كبير من حيث أن أمريكا ومن لف لفيفها جيّش علنيا، ورصد الميزانيات الضخمة التي سندفعها نحن العرب السفهاء ،في حين أن قوات داعش رغم إعلان النصر عليها ،لم تظهر لنا على أرض الواقع من قبل من يدعون انهم حققوا النصر على داعش.
لم نر جثة داعشي واحد وهو ملطخ بالدماء وقد فارقت روحه جسده ،كما أن المنتصرين لم يعرضوا علينا الدواعش الأسرى على شاشاتهم وما أكثرها ، رغم إعلاناتهم انهم قتلوا عشرات الآلاف من هذا التنظيم الإرهابي ،وكل ما عرفناه ان العراقيين عثروا في الموصل على جبل من الشعر، تبين انه لحى الدواعش المحلوقة قبل إختفائهم بين الجماهير التي غادرت الموصل .
إنبثق هذا التنظيم الإرهابي مغلفا بالأسرار والرموز ،فهو قد ظهر فجأة كمارد ضخم بعد إختطاف القوى الغربية-الصهيونية للحراكات العربية ،وأعلن عن نفسه بطريقة فجة ،وجاءه المدد عالميا من خلال إنضمام الشباب المسلم له دون حسيب او رقيب ،وكأن الجميع قد هيأوا له كل أسباب القوة ليحقق أهداف الصهيونية والماسونية ،وفي المقدمة تشويه صورة الإسلام وضرب المسلمين ببعضهم ،مع أن قيادات داعش صهاينة موساديون ،وفي مقدمتهم المدعو أبو بكر البغداي ،الذي هو حاخام إسرائيلي يدعى سيمون إيلوت أجروا له عمليات تجميل ليشبه في تقاطيع وجهه أبو بكر البغدادي الفعلي قبل ان يقتلوه ويخفوا جثته .
كل ما يتعلق بإنطلاقة وديمومة داعش حتى يومنا هذا مثار للقلق والريبة،وكل مفصل فيه شاهد على الجريمة ،ولنبدأ بالظهور والتمدد والمدد ،فقد جاء ظهوره وكانه مخطط له منذ عشرات السنين وهذا ما أؤمن به ،كما أن عدته وأسلحته كانت تظهر في الصور على شكل قوافل في الصحراء وكانها قد خرجت من المصنع للتو وهو كذلك ،والسؤال هنا كيف حصل داعش المحارب دوليا والمحاصر دوليا على هذه الأسلحة والمعدات والسيارات ؟
وكيف كانت شبكة إتصالاته آمنة بعيدة عن الإختراق ،وهو التنظيم الإرهابي الذي إجتمع لحربه تحالف دولي ضم أكثر من ستين دولة من بينها أمريكا وروسيا وأوروبا ؟ وكيف كان يتعامل مع البنوك العالمية ويبيع النفط والآثار وما يسرقه من مقدرات الشعوب التي كان يحتلها ومن ثم ينسحب منها بطريقة مضحكة "قص ولصق"؟
من الأسئلة التي تفضح هذا التنظيم الإرهابي هو مناداته بالجهاد وهو الذي لم يقترب من مستدمرة إسرائيل ولو بعملية وهمية لذر الرماد في العيون ،فلماذا لم يقترب منها غير أنه مرتبط بها ويحقق أهدافها ،وإن كان تمويله عربيا ؟
ثم لماذا كان ولا يزال يحتل مناطق عربية بعينها وينسحب منها على متن الطائرات الأمريكية التي تنقله إلى مناطق نزاع أخرى ،وكأنه يسير وفق خطة مرسومة له ، مجسدة بخرائط بتنا نحفظها عن ظهر قلب؟ كما ان وجوده في سيناء لم يات جزافا بل لتنفيذ صفقة القرن في الجانب الذي يتعلق بتوطين الفلسطينيين هناك بعد طرد اهلها منها على يد السيسي .