التطبيع شريان حياة ل"إسرائيل"
أسعد العزوني
جو 24 :
حظيت بدعوة كريمة من جامعة نجم الدين أربكان بمدينة قونيا التركية للمشاركة في مؤتمر دولي هام بعنوان "تركيا والقضية الفلسطينة"،وألقيت مداخلة عن التطبيع ..وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات ..أيها الأخوة مع حفظ الألقاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحضور الكريم
منذ أن كانت مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية فكرة إنبثقت عن مؤتمر كامبل الذي إنعقدعام 1905 في لندن ولمدة عامين ،وجسدها وعد بلفور المشؤوم أواخر عام 1917 ،بهدف التخلص من يهود وإقامة مملكة مسيحية خالصة في بريطانيا ،ومؤسس الحركة الصهيوينة العلماني ثيودور هيرتزل ،يسعى للتطبيع مع المنطقة كي يتسنى لهم تصدير بضائعهم لنا ،لبعد المسافة عن اوروبا ،وقد أطلقوا على المنطقة آنذاك إسم "الشرق الأوسط الوسيع"، وقد أصدر الرئيس الإسرائيلي الأسبق الإرهابي شيمون بيريز صديق الحكام العرب كتابا عام 1996 بعنوان"الشرق الأوسط الجديد"،وضع فيه تصوره للتطبيع بين مستدمرته والدول العربية ،من خلال تزاوج المال العربي "السائب"مع العقل اليهود"المبدع".
ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد جاء هيرتزل لمقابلة السلطان عبد الحميد الثاني خليفة المسلمين آنذاك عام 1916 ،دون الإفصاح عن هويته قبل اللقاء ،وطلب منه السماح ليهود بالصلاة في القدس ،لكن خليفة المسلمين إنتفض وطرده من مكتبه ،وأخبره أن القدس يعني فلسطين ملك للمسلمين وليست للسلطان عبد الحميد ، رغم الإغراءات المادية والمعنوية التي قدمها الصهيوني هيرتزل ،وقد دفع خليفتنا المبجل عرشه ثمنا لموقفه المبدئي تجاه القدس وفلسطين ،في حين أن ملك الصحراء العربية في نفس العام منحه صكا مكتوبا وممهورا بختمه يملّكهم فيه فلسطين ،إرضاء لبريطانيا ومندوبها السامي السير بيرسي كوكس ،مقابل ضمان بريطانيا بقاءه وأسرته في الحكم.
تشير الأحداث السابقة والحالية أن خيط "الود"مع إسرائيل لم ينقطع،وما يجري حاليا من تطبيع شامل مع إسرائيل من خلال ما يطلقون عليه "مبادرة السلام العربية"، التي أقرتها قمة بيروت العربية عام 2002، وتحفظ عليها رئيس لبنان المقاوم آنذاك السيد إيميل لحود،ستجبر كافة دول منظمة التعاون الإسلامي وعددها 57 دولة للتطبيع مع إسرائيل ،وفتح فضاءاتها الأرضية والجوية والبحرية أمام إسرائيل ،ويكتسح افنتاج الإسرائيل أسواق الإقليم ،وهم الذيم يقولون في تلمودهم الإرهابي"أرسل لجارك الأمراض".
إن التطبيع مع إسرائيل عبارة عن شريان حياة جديد وقوي يمدها بالحياة ،وسيكرس شطب الحقوق الفلسطينية ،وسينافس تركيا في أسواق المنطقة كإعلان حرب عليها ،لمواقف القيادة التركية من قضية فلسطين ،وأختم بتوجيه التحية للرئيس الطيب أردوغان وحكومته والشعب التركي ،والترحم على روح خليفتنا السلطان عبد الحميد الثاني .
وشكرا لكم لحسن إستماعكم ،متمنيا لمؤتمرنا هذا النجاح في تحقيق ما نصبوا إليه.....
أسعد العزوني
باحث وكاتب
الأردن