الذكرى الأولى لإستشهاد كبوجي
أسعد العزوني
جو 24 :
تمر علينا هذه الأيام ذكرى الفرحة الأولى لإستشهاد أبونا مطران القدس المنفي قسرا إلى روما إيلاريون كبوجي،وعندما أقول إستشهاد فإن الوفاة في الغربة القسرية تعد إستشهادا ،كما أن تطبيق شرع الله في الحياة قبل الممات يعد إيمانا يجازى بالإستشهاد،إضافة إلى أن كلمة أبونا لا تتعلق بالمفهوم العقدي لإخوتنا العرب المسيحيين ،بل لأنه حقا وصدقا وعدلا يمثل الأب الحقيقي والشرعي لكافة المناضلين ليس في فلسطين فقط بل في العالم أيضا ،ومعه بطبيعة الحال آخرون نجلهم ونحترمهم ونقدرهم ونطلب لهم المغفرة والرحمة من الله العادل الرحمن الرحيم أمثال الأب إبراهيم عياد ،الذي قارع الصهيونية في بيتها في الغرب وسجل عليها العديد من الإنتصارات ،وإنتقل إلى جوار به معززا مكرما كما هو الحال بالنسبة لأبونا كبوجي .
معرف أن الأب المناضل كان مطرانا للقدس ،وكان يمثل إستقامة العربي المسيحي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ،وكان فلسطينيا حتى النخاع ولم يلتفت إلى أصله السوري ، ولم يسر على خطوات الكثيرين الذين تسلموا السلطة لكنهم باعوا الأرض والعرض، وفرطوا في حقوق العباد وطبعوا إن خفية أو بالعلن مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية في فلسطين إنطلاقا من نظرية الأصول والمنابت.
كان أبونا المناضل كبوجي يسافر بحكم عمله الكنسي إلى بيروت إبان كانت عاصمة الحرية والنضال والنهضة والنظافة ،وكان أثناء زياراته يعقد لقاءاته الثورية مع المعنيين بعد ان ينتهي من لقاءاته الكنسية ،وقبل عودته إلى القدس كان يعبيء سيارته الخاصة بالأسلحة لزوم المقاومة،علما أن البعض ممن تسلموا المناصب في سلطة اوسلو يعبئون سياراتهم بالفياغرا والذهب و"..." ،ولأنه كان كنسيا فلم تكن سيارته تخضع للتفتيش ،لكن وشاية من إحدى الجهات كسرت التقليد المتبع ،وعثرت سلطات الإحتلال على الأسلحة ،وأدخلت مناضلنا إلى السجن الذي لم يخرج منه إلا منفيا قسرا ،بناء على تدخل من الفاتيكان.
رغم سجنه وإهانته ونفيه وحرمانه من رتبته الكنسية على الأرض في القدس ،وعيشه بعيدا عن فلسطيني في الفاتيكان ،إلا ان الرجل لم تفتر همته ولم تخر قواه ،وظل باق على ثوريته ،يمارسها على أرض الواقع ،ويحدثها لمستمعيه إلى درجة أنني خجلت منه إبان لقاء مضى معه في روما ،وقد دعوت الله صادقا ان يمنحني قوته وهمته .
الغريب في الأمر أن البعض حزن على وفاته وأحيا الذكرى الولى لرحيله تلفزيونيا ببث برنامج حواري عن راحلنا المناضل ،علما أنه لم يكن يعرف ما هية وطبيعة ومسيرة الرجل الثورية ،بمعنى أنه ورغم وضعه لم يسر على خطى الشهيد ولم يقارع العدو ،بل هاوده وتآمر علينا معه ،وطبق نظرية الأصول والمنابت.