يهود عاشوا أبهى مراحلهم في ظل الحكم العربي- الإسلامي
أسعد العزوني
جو 24 :
سجل التاريخ أن يهود لم يذوقوا طعم الحرية والكرامة ،ونعمة الأمن والإستقرار والإزدهار إلا في ظل الحكم العربي –الإسلامي،بدءا من الدولة المدينية التي أسسها النبي محمد "صلى الله عليه وسلم"في المدينة المنورة ،وإنتهاء بالخلافة العثمانية،لكنهم إرتدوا في كل الحالات إلى طبيعتهم وديدنهم الذي إعتادوا عليه ،فالغدر من شيمهم وهذا سبب دمار العالم وعدم إستقراره ،بسبب حقدهم على الجميع ورفضهم العيش او التعايش مع أحد غيرهم ،لإيمانهم بأنهم شعب الله المختار.
ضاق نبينا الكرم ضرعا بممارساتهم وفي مقدمتها محاولات النيل منه بالسم وهم يعرفون أنه نبي يوحى إليه وبإمكان الوحي ان يكشفهم وقد جرى ذلك،لكنهم لم يرعووا ومارسوا طريقتهم البشعة في التعامل معه ،كما انهم ورغم المعاهدات التي وقعوها معه صلى الله عليه وسلم ،إستمروا في خلق الفتن بين المسلمين مستغلين بعض الخلافات الصغيرة ،إلى أن إتخذ النبي قراره بطردهم من الجزيرة عقابا لهم ، لكنهم وبسبب من زرعوهم بيننا في مصاف الحكم وصنع القرار سيرجعون إلى الجزيرة العربيا رسميا وعلانية ،وها هي الإجراءات السعودية والإماراتية والبحرينية للتطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية تسير على قدم وساق.
بعد أنحرقه الحكم الملكي الإسباني وطاردهم وحاكمهم في محاكم التفتيش ،أرسل المسلمون سفنا لإسبانيا للعودة بمن نجا منهم ومن المسلمين ،وإحتضنتهم شمال إفريقيا والشرق العربي الإسلامي ممثلا بالخلافة العثمانية، وعاشوا حياة ملؤها الطأمنينة والأمن والأمان والإزدهار،وإرتقوا إلى مصاف صنع القرار ،ونجحوا في تجارتهم،ومع ذلك لم يغيروا طريقة تعاملهم مع الآخر الذي إحتضنهم.
لن ننسى دورهم التخريبي في الإمبراطورية العثمانية وخاصة بعد ان رفض السلطان عبد الحميد الثاني التنازل لليهود عن فلسطين والقدس ،إذ شاركوا المعارضة العثمانية المتمثلة في جماعة الإتحاد والترقي الصهيو-ماسونية ،التي صنعوها لتحقيق اهدافهم ،ووصلت الأمور أن يكون يهوديا وإسمه رفائيلو من ضمن الوفد التركي الذي ذهب للسلطان عبد الحميد الثاني يبلغه رغبة الشعب بتنازله عن الحكم،وخاطب السلطان عبد الحميد الوفد الإتحادي بالقول :أفهم مطالبتكم لي بالإستقالة ،لكن خبروني عن سبب مجيء هذا اليهودي معكم ،وما دور اليهود في المؤامرة ؟ثم تحول إليه وسأله بإستهزاء :ألم تزرني قبل أيام وتطلب مني التنازل لكم عن القدس ورفضت؟
إشتهر يهود منذ وجودهم في جزيرة العرب بالغيتو وهو الحياة الإنعزالية في الحصن والصياصي والجدر،كما انهم نقلوا هذا النمط إلى اوروبا وعاشوا في احياء منعزلة عن الآخرين ،وكان الغرب برمته يحتقرهم إلى أن دبروا مع السي آي إيه ثورة حقوق الإنسان التي "قادها" مارتن لوثر ،وطلب من الغرب إحترام اليهود لأنهم اهل السيد المسيح عليه وعلى أمه الطاهرة البتول السلام.
وصلت الأمور بالغرب أن يحرمهم حتى من دخول المطاعم الكبيرة وصالات السينما ويكتب يافطات تمنع دخول"اليهود والكلاب"،ولذلك نراهم يتغلغلون في الأوساط الغربية وفي مفاصل صنع القرار الغربي، والسيطرة عليها بالتخويف من اللاسامية تلك الكذبة الكبرى التي إبتدعوها من خلال نظرية "نحن شعب الله المختار"،وهاهم يرعبون ويرهبون الغرب بأسره بالتلويح بإخضاع من ينتقدهم للمحاكمات وفي بلده كما فعلوا مع المفكر الفرنسي المسلم السيد روجيه غاردوي.
عندما جاءت الصهيوينة بمشروعها العنصري ورسى العطاء على فلسطين بعد صحراء سيناء واوغندا وجورجيا وغيرها من المناطق ،رغبة من يهود بالسيطرة على العالم ،ورغبة من بريطانيا العظمى آنذاك بإقامة مملكة مسيحية خالصة خالية من اليهود،وبتوافق مع العملاء الذين زرعتهم بريطانيا في المنطقة امثال رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري السعيد والإمام البدر في اليمن والملك فاروق في مصر وآخرين نعرفهم جيدا،ضربت الصهيوينة مشروع العيش المشترك عرض الحائط ،خاصة وان العرب اليهود وحتى اليهود الغربيون كانوا يرفضن التخلي عن اوطانهم والهجرة إلى فلسطين.
إقتضى المشروع الصهيوني العنصري إجبار كافة اليهود على مغادرة اوطانهم الأصلية وإجبارهم على الهجرة لفلسطين من خلال إستخدام الإرهاب ضدهم وإيهامهم بأن المسيحيين والمسلمين لا يريدونهم القاء معهم ،وهذا ما يقوم به الموساد في العالم حيث يفتعل العمليات الإرهابية في هذه الدولة او تلك، ثم يطلب من اليهود مغادرتها لفلسطين كما حصل مع فرنسا مؤخرا وحصل مع الأرجنتين وأسبانيا ،وكان صنيعتهم داعش اداة إرهابية بأيديهم لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية ،ولا ننسى أنهم إتفقوا مع الحكام العرب آنذاك على هذه العمليات الإرهابية نظير مبالغ تدفع لهم،لكن الحيلة إنكشفت ولو بعد فوات الأوان.
حقيقة ان يهود أصلا لا يقتنعون بوجود صلة لهم بفلسطين او القدس ،وإن ما جرى ترسيخ فكرة صهيوينة لشحذ همم اليهود للهجرة إلى فلسطين من خلال تفعيل الوازع الديني ،علما ان قادة الحركة الصهيوينة وفي مقدمتهم هيرتزل لم يكونوا متدينيين بل كانوا علمانيين .
لقد سمعت من يهودي عراقي إسمه موشيع بعيد افحتلال عام 1967 أنه على قناعة تامة بأن فلسطين ليست لهم ،ولكهنم الآن فيها "وإن كان عربك زلام يطلعونا منها"، وقال أن يهود العراق يبكون على الدوام بعد إجبارهم على مغادرة بلدهم والعيش في فلسطين ،لأنهم كانوا يعيشون مع العرب العراقيين معززين مكرمين ويقيمون الأفراح والليالي الملاح ليالي الحصاد والدرس على البيادر،وكذا الحال في مصر وشمال إفريقيا وفلسطين.