عن "طارق عزيز".. الفحيص والكرك والعروبة الموغلة!
زيد محمد النوايسة
جو 24 : ربما كانت الوفاة معنوياً قد حدثت في ذلك اليوم المظلم من تاريخ العراق والعرب يوم شهد طارق عزيز دبابات المحتل وجنود المارينز وهم يعبرون إلى منطقة الأعظمية في العاصمة بغداد مزهوين بالنصر الذي صنعوه من دم العراقيين وبتمويل عربي سخي في التاسع من نيسان عام 2003، وما كان لرجل بحجم حضوره في المشهد العراقي والعربي والدولي أن يحتمل ذلك السقوط المؤلم لثاني عاصمة عربية بعد بيروت سنة 1982؛ ولعلها مصادفة قدرية تحمل من الرمزية والألم ما تحمل أن يرحل طارق عزيز في الخامس من حزيران وهو الذي أدرك مبكراً بحسه كمفكر ومثقف قومي وسياسي مرارة حزيران الذي استوطن الإنسان العربي وأصبح قدراً مستحكماً لا مفر منه!!.
ستظل المقاربة السياسية لتجربة الراحل طارق عزيز وهي ذات المقاربة لحكم البعث في العراق وتجربة الرئيس الراحل صدام حسين موضع نقاش وخلاف واختلاف في الفهم والتحليل يحتاج لزمن طويل يستدعي غياب المؤثرات الخارجية والعواطف التي تفرض قراءة غير موضوعية؛ فتجربة العراق منذ الحرب العراقية الإيرانية مروراً باحتلال الكويت وانتهاءً بالعدوان الأمريكي في 20/3/2003، الذي لم تقتصر أثاره على سقوط الحكم والدولة الوطنية في العراق بل شكل مقدمة لإعادة رسم ملامح الإقليم وربما إعادة رسم التحالفات الدولية وتكريس الصراع الدولي على منطقتنا؛ تحتاج للتقييم وضمن ظروف موضوعية بعيدة عن العقلية العربية في الحكم على الأحداث ومسارها؛ والتي أوصلتنا إلى ما أوصلتنا إليه من ضياع وفوضى وتفتيت طائفي مقيت؛ لكن ما يعنينا ونحن في حضرة رحيل قامة عربية شامخة كطارق عزيز هو أن نعطي الفقيد حقه وقد تعرض لظلم الاحتلال والسجن ولم يشفع له للأسف عمره المتقدم ومرضه أمام سجانيه سواء كانوا محتلين أو أشقاء !!.
بالقدر الذي كان فيه الراحل يمثل وجها سياسياً ودبلوماسياً للعراق في العالم بحكم ثقافته الغزيرة ولغته الانجليزية الرفيعة وعلاقته مع العالم كوزير للخارجية ونائب لرئيس الوزراء وعضو لمجلس قيادة الثورة لما يزيد عن العشرين عام؛ كان العراق فيها يخوض حربا تلو الأخرى ظل يشكل نموذجاً فريداً في الوفاء لقيادته والدفاع عن بلده العراق في المحافل الدولية أميناً على المبادئ والقناعات السياسة التي اعتنقها مهما كانت الكلفة الباهظة وكان مستعداً لدفع ذلك الثمن؛ ومما لا شك فيه أنه أدرك وبحكم قراءته السياسية العميقة وخصوصاً بعد حرب الخليج الثانية والخروج من الكويت وسيطرة المحافظين الجدد على الحكم في الولايات المتحدة أن هناك قراراً أتخذ في دوائر صنع القرار بإسقاط الدولة العراقية وقيادة الرئيس الراحل صدام حسين وأن مركبة الحكم في العراق مقبلةً على الغرق تدريجياً لكنه ظل وفياً للعراق ولقيادته وللمبادئ والقيم التي آمن بها عبر كل تجربته السياسية والنضالية، ففي زمن الفوضى وسقوط المحرمات الوطنية في كل شيء يظل الوفاء للمبادئ هو الاستثناء وطارق عزيز كان استثناء في تجربة العراق!!.
رحم الله طارق عزيز ورحم الله كل المؤمنين بحقهم في الحرية والكرامة وفي الحياة بوطن سيد عزيز؛ ولعل هذا التزاحم من الأردنيين الذي يشعرنا بالفخر والاعتزاز سواء من مدينة الفحيص أو مدينة الكرك أو غيرهما على التضامن مع عائلته ومؤاساتها والمبادرة بالاستعداد لدفن الراحل في أي من المدينتين دليلاً أخر على أن هذا الشعب الأردني موغل في عروبته وفي الوفاء لكل من ضحى وقدم من اجلها وآمن بقيمها!!.
سواء سجي جسد المرحوم طارق عزيز على تلة من تلال الفحيص أو على سفح من سفوح الكرك أو في عمان أو أي بقعة من بقاع الأردن فليس ثمة غرابة في الأمر؛ فهذا ديدن الأردنيين والأردن منذ أن كان، أن يظلوا عنوانا للوفاء ونصرة للمظلوم ومن قست عليهم نوائب الدهر وظلم ذوي القربى، وسيبقى الأردن وقيادته الهاشمية الخيمة العربية التي يفيء إليها كل عربي في هذا الزمن العربي المضمخة لياليه بالدم والدمار!!.
ستظل المقاربة السياسية لتجربة الراحل طارق عزيز وهي ذات المقاربة لحكم البعث في العراق وتجربة الرئيس الراحل صدام حسين موضع نقاش وخلاف واختلاف في الفهم والتحليل يحتاج لزمن طويل يستدعي غياب المؤثرات الخارجية والعواطف التي تفرض قراءة غير موضوعية؛ فتجربة العراق منذ الحرب العراقية الإيرانية مروراً باحتلال الكويت وانتهاءً بالعدوان الأمريكي في 20/3/2003، الذي لم تقتصر أثاره على سقوط الحكم والدولة الوطنية في العراق بل شكل مقدمة لإعادة رسم ملامح الإقليم وربما إعادة رسم التحالفات الدولية وتكريس الصراع الدولي على منطقتنا؛ تحتاج للتقييم وضمن ظروف موضوعية بعيدة عن العقلية العربية في الحكم على الأحداث ومسارها؛ والتي أوصلتنا إلى ما أوصلتنا إليه من ضياع وفوضى وتفتيت طائفي مقيت؛ لكن ما يعنينا ونحن في حضرة رحيل قامة عربية شامخة كطارق عزيز هو أن نعطي الفقيد حقه وقد تعرض لظلم الاحتلال والسجن ولم يشفع له للأسف عمره المتقدم ومرضه أمام سجانيه سواء كانوا محتلين أو أشقاء !!.
بالقدر الذي كان فيه الراحل يمثل وجها سياسياً ودبلوماسياً للعراق في العالم بحكم ثقافته الغزيرة ولغته الانجليزية الرفيعة وعلاقته مع العالم كوزير للخارجية ونائب لرئيس الوزراء وعضو لمجلس قيادة الثورة لما يزيد عن العشرين عام؛ كان العراق فيها يخوض حربا تلو الأخرى ظل يشكل نموذجاً فريداً في الوفاء لقيادته والدفاع عن بلده العراق في المحافل الدولية أميناً على المبادئ والقناعات السياسة التي اعتنقها مهما كانت الكلفة الباهظة وكان مستعداً لدفع ذلك الثمن؛ ومما لا شك فيه أنه أدرك وبحكم قراءته السياسية العميقة وخصوصاً بعد حرب الخليج الثانية والخروج من الكويت وسيطرة المحافظين الجدد على الحكم في الولايات المتحدة أن هناك قراراً أتخذ في دوائر صنع القرار بإسقاط الدولة العراقية وقيادة الرئيس الراحل صدام حسين وأن مركبة الحكم في العراق مقبلةً على الغرق تدريجياً لكنه ظل وفياً للعراق ولقيادته وللمبادئ والقيم التي آمن بها عبر كل تجربته السياسية والنضالية، ففي زمن الفوضى وسقوط المحرمات الوطنية في كل شيء يظل الوفاء للمبادئ هو الاستثناء وطارق عزيز كان استثناء في تجربة العراق!!.
رحم الله طارق عزيز ورحم الله كل المؤمنين بحقهم في الحرية والكرامة وفي الحياة بوطن سيد عزيز؛ ولعل هذا التزاحم من الأردنيين الذي يشعرنا بالفخر والاعتزاز سواء من مدينة الفحيص أو مدينة الكرك أو غيرهما على التضامن مع عائلته ومؤاساتها والمبادرة بالاستعداد لدفن الراحل في أي من المدينتين دليلاً أخر على أن هذا الشعب الأردني موغل في عروبته وفي الوفاء لكل من ضحى وقدم من اجلها وآمن بقيمها!!.
سواء سجي جسد المرحوم طارق عزيز على تلة من تلال الفحيص أو على سفح من سفوح الكرك أو في عمان أو أي بقعة من بقاع الأردن فليس ثمة غرابة في الأمر؛ فهذا ديدن الأردنيين والأردن منذ أن كان، أن يظلوا عنوانا للوفاء ونصرة للمظلوم ومن قست عليهم نوائب الدهر وظلم ذوي القربى، وسيبقى الأردن وقيادته الهاشمية الخيمة العربية التي يفيء إليها كل عربي في هذا الزمن العربي المضمخة لياليه بالدم والدمار!!.