jo24_banner
jo24_banner

.. مرة أخرى: جبل العرب والأردن!

طارق مصاروة
جو 24 : ..اتصل عدد من القرّاء يستفهم عن أسماء وجغرافية ما ورد في مقال الخميس عن جبل العرب في سوريا (يسمونه جبل الدروز). وعن طبيعة علاقته النضالية ببلدنا الاردن، وسلطان باشا، واحمد مريود، وسعيد العاص. وقد هالنا ضعف الحس القومي في غياب المعاني، والتاريخ الحديث من حضور الشباب الفكري والإنساني. ونقول:

- لقد ثار جبل العرب مرتين في القرن الماضي مرة ضد الاستعمار الفرنسي، وثار مرة أخرى في مطلع الخمسينيات على ديكتاتورية اديب الشيشكلي وعسكر السياسة والانقلابات. وفي المرتين كان الأردن قاعدته وملجأ قائده العظيم سلطان الأطرش. وفي المرة الأولى عام 1925 أقام في الأردن سنوات.. ضيفاً على الأمير عبدالله المؤسس – رحم الله الاثنين – وعلى خرشان الضمور وقبائل الكرك. ثم صدر عنه العفو في الثلاثينيات وعاد الى قريته ليتابع حبّه العظيم للارض والعناية بها.

وفي المرة الثانية ثار على الديكتاتورية العسكرية. ولجأ للاردن.. وبعد اسابيع سقط الشيشكلي، وغادر سوريا، وعاد الباشا مكللاً بالمجد والبطولة.. لكنه اكتفى بالعودة الى قريته، والى الارض. ورفض ان يكون جزءا من السياسات السورية والسياسيين.

- اما الشهيد احمد مريود فقد بدأ ثائراً في حرب الثورة العربية على الأتراك. ورفيقاً لفيصل بن الحسين ملك سوريا. وبعد الاجتياح العسكري الفرنسي لعاصمة الدولة السورية، قاوم في الجولان وحين اكتشف الجميع ان خديعة سايكس – بيكو استقرت كان من اوائل الذين قدموا الى عمان، ليكون شاهداً وعاملاً في بناء هذا الجزء من سوريا الجنوبية. وصار عضواً في مجلس المشاورين (الوزراء) مساعداً للأمير شاكر في مجلس العشائر. وحين انفجرت ثورة جبل العرب (الدروز) انضم اليها وعمل على توسيعها في غوطة دمشق وقد استشهد في المعركة!!.

أما سعيد العاص، الضابط في جيش الثورة فقد عمل على توسيع الثورة في مدينة حماه. وحين استطاعت ماكنة القتل الاستعماري اخماد الثورة.. عاد الى عمان وانضم الى الجيش العربي، وفي ثورة 1936 الفلسطينية وكان قد تقاعد من الخدمة، انضم الى الثائرين في الخليل وبيت لحم، وسقط شهيدا في قرية الخضر، وما زال قبره فيها، ولا نعرف اذا كان ابناء الخضر يعرفونه، ويزورونه، ويقرأون الفاتحة على قبره.

ما اردت ان اذكر به في موضوع جبل العرب، وعلاقته النضالية المجيدة ببلدنا الاردن، هو مجرد استحضار بسيط من التاريخ الحديث شبه المجهول، خاصة وان الجبل والدروز هم الان محور الحدث في الثورة السورية فالسويداء ودرعا وبصرى الشام هي الطريق الى.. دمشق التي ما تزال في قلوب الوحدويين الاصلاء عاصمة فيصل، وعاصمة سوريا الكبرى وعاصمة بلاد الشام، اما الذين يحاولون وضع اطراف صناعية لديكتاتورية العسكر والطائفية والفساد فانهم يحاولون عبثا، فالتاريخ الحديث اعطى لدمشق معنى مختلفاً غير البراميل المتفجرة، وغير الصواريخ التي تنطلق من قاسيون على قرى الغوطة.


(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير