الأدب الأردني
طارق مصاروة
جو 24 : تحوم الان منظمة أطباء بلا حدود, وتطالب (من ؟) بحل مشكلة اكثر من مائة ألف
لاجئ سوري على حدود سوريا في تجمع الرقبان. وقبلها كانت منظمة هيومان رايت
ووتش تطالب الاردن بفتح حدوده الشمالية الشرقية لهذه الالاف من السوريين..
وكنا طوال الوقت نحاول شرح واقع هؤلاء اللاجئين القادمين من مناطق «الدولة
الاسلامية» في الجزيرة السورية, وأنهم يشكلون تهديداً امنياً حقيقياً
لبلدنا. لكن مندوبو المنظمات الدولية الذين يعيشون في فنادق عمان الفارهة
يجدون في «الضغط» على الاردن مبرراً للبقاء في فنادقهم, وقبض رواتبهم
الخيالية!!
ولاننا مؤدبون, مضت فترة كان فيها دخول اللاجئين السوريين باعداد يومية ثابتة: ثلاثمائة وواحد, ثلاثمائة وخمسة. أي حول الثلاثمائة لاجئ وذلك بجهد اسطوري استخباري لفرز الناس بين اللاجيء والداعشي. حتى وقعت الواقعة باستشهاد سبعة اردنيين يعادل حذاء أي واحد منهم كل هذه المنظمات التي نصّبت من نفسها وصياً على الانسانية والرحمة.. وكلها تقبض من وزارة خارجية اميركا او بريطانيا أو فرنسا!!
الغريب ان هذه المنظمات تطالبنا نحن بحل مشكلة اللجوء السوري ولا تطالب نظام بشار الاسد مثلاً. ولعل وزير الدولة لشؤون الاعلام الاردني اختصر الموضوع بقوله هذا الاسبوع: اللجوء هي مشكلة المجتمع الدولي, وليس مشكلة الاردن!!
تتصرف حكوماتنا امام كل كارثة انسانية وكأننا المسؤولون. هل يتذكر أحد لجوء مليون اسيوي كانوا في الكويت أيام الاجتياح العراقي الى الاردن؟! وقتها هددنا الهنود, وهددنا البلجيك لانهم يريدون الحصة الاكبر في نقل لاجئيهم بثمن دفعه العرب, بدل اعطاء الشركة الوطنية الاردنية ولو حصّة صغيرة من الكعكة المسمومة.
أخذوا ركابهم بطائراتهم مع انها طائرات لاحق لها بالهبوط في المطارات الاردنية حسب انظمة الاياتا, وكنا مؤدبين, وخضعنا للتهديد.. التهديد بماذا؟ لا احد يعرف، وكان المليون هندي وآسيوي من الذين كانوا مقيمين في الكويت. من كان يطعم ويؤوي ويقدم العناية الطبية.. والماء الذي كان يقطع عن بيوت الاردنيين، ويعطى للاجئين!!
والاردن مؤدب مع الجميع. فحين كان يحاول تنظيم استعمال الجسور مع الضفة المحتلة، حفاظاً على بقاء شعب فلسطين على أرضه،وحفاظاَ على مصالح الأردنيين على أرضهم، كنا نسمع التهديد من وزارة الخارجية الاميركية أيام مارلين اولبرايت، ومن الداخل بعصا «الحقوق المنقوصة». وها نحن نسمع الآن صوت الإرادة الوطنية الفلسطينية: لن نغادر أرضنا، وتعلمنا من كارثة اللجوء!!
لا نعرف إلى أي مدى سيبقى الأردن يمارس الأدب، وما هو مستقبل اللجوء السوري. ولكننا نعرف، مع محبتنا لكل سوري، أن الإنسان ليس صخرة تضعها على الأرض لمليارات السنين، وإنما هو كائن حي يرمي بجذوره في أعماق الأرض التي يعيش عليها.. ويصبح منها!!الرأي
ولاننا مؤدبون, مضت فترة كان فيها دخول اللاجئين السوريين باعداد يومية ثابتة: ثلاثمائة وواحد, ثلاثمائة وخمسة. أي حول الثلاثمائة لاجئ وذلك بجهد اسطوري استخباري لفرز الناس بين اللاجيء والداعشي. حتى وقعت الواقعة باستشهاد سبعة اردنيين يعادل حذاء أي واحد منهم كل هذه المنظمات التي نصّبت من نفسها وصياً على الانسانية والرحمة.. وكلها تقبض من وزارة خارجية اميركا او بريطانيا أو فرنسا!!
الغريب ان هذه المنظمات تطالبنا نحن بحل مشكلة اللجوء السوري ولا تطالب نظام بشار الاسد مثلاً. ولعل وزير الدولة لشؤون الاعلام الاردني اختصر الموضوع بقوله هذا الاسبوع: اللجوء هي مشكلة المجتمع الدولي, وليس مشكلة الاردن!!
تتصرف حكوماتنا امام كل كارثة انسانية وكأننا المسؤولون. هل يتذكر أحد لجوء مليون اسيوي كانوا في الكويت أيام الاجتياح العراقي الى الاردن؟! وقتها هددنا الهنود, وهددنا البلجيك لانهم يريدون الحصة الاكبر في نقل لاجئيهم بثمن دفعه العرب, بدل اعطاء الشركة الوطنية الاردنية ولو حصّة صغيرة من الكعكة المسمومة.
أخذوا ركابهم بطائراتهم مع انها طائرات لاحق لها بالهبوط في المطارات الاردنية حسب انظمة الاياتا, وكنا مؤدبين, وخضعنا للتهديد.. التهديد بماذا؟ لا احد يعرف، وكان المليون هندي وآسيوي من الذين كانوا مقيمين في الكويت. من كان يطعم ويؤوي ويقدم العناية الطبية.. والماء الذي كان يقطع عن بيوت الاردنيين، ويعطى للاجئين!!
والاردن مؤدب مع الجميع. فحين كان يحاول تنظيم استعمال الجسور مع الضفة المحتلة، حفاظاً على بقاء شعب فلسطين على أرضه،وحفاظاَ على مصالح الأردنيين على أرضهم، كنا نسمع التهديد من وزارة الخارجية الاميركية أيام مارلين اولبرايت، ومن الداخل بعصا «الحقوق المنقوصة». وها نحن نسمع الآن صوت الإرادة الوطنية الفلسطينية: لن نغادر أرضنا، وتعلمنا من كارثة اللجوء!!
لا نعرف إلى أي مدى سيبقى الأردن يمارس الأدب، وما هو مستقبل اللجوء السوري. ولكننا نعرف، مع محبتنا لكل سوري، أن الإنسان ليس صخرة تضعها على الأرض لمليارات السنين، وإنما هو كائن حي يرمي بجذوره في أعماق الأرض التي يعيش عليها.. ويصبح منها!!الرأي