لن ندخل حرب الوحول
طارق مصاروة
جو 24 :
لا فرق بين ان تكون الطائرات القاصفة للحدلات وقلب الحماد روسية أو سورية طالما أنها تؤدي مهمة القتل بجدارة.
.. ولا فرق بين أن يكون بين مائة ألف سوري نازح من وطنه، خلايا داعشية أو نصريّة طالما أن الطائرات ليس من مهماتها معرفة المعتقدات، فالقصف يطال داريا، ويطال حلب، ويطال منبج فلماذا لا يلاحق اللاجئ السوري الطالب للأمان على حدود الأردن، أو شاطئ ليبيا وبحر ايجه، أو في أعماق المتوسط؟ وهل تقول هذه الحرب للقاصفين أي شيء طالما أن أحداً لا يريد سماع الصوت السوري؟!.
- القتل على حدودنا؟
- لا نستطيع أن نمنعه، ولا نشعر إزاءه بأي وجع أخلاقي، أو نزف قومي، فقد قررنا أن الحدود الشمالية الشرقية، والحدود الشمالية مناطق عسكرية.. أي مناطق مغلقة في وجه اللجوء، وممنوعة تحت أي لافتة دولية.
وجلّ ما نستطيع تقديمه هو نقل الجرحى إلى المعالجة المكانية أو المستشفيات. وأظن أنهم سيعودون إلى وطنهم بعد شفائهم.
لقد وجد النظام السوري وحلفاؤه الكثر أن الخيار الوحيد في هذه المعركة المجنونة هو: ان يبقى السوريون في مدنهم وقراهم، أو يبقى بشار رئيساً. وما جرى على حدودنا الشرقية لم يكن غير ملاحقة الذين تأخروا.. وتذكيرهم بالمغادرة. ولعل النظام في سوريا وصل إلى أبدع نظرية في إنماء الدول الفقيرة المتخلفة، وذلك باخراجها من حدود الدولة، او بتجميعها في المناطق الحدودية مع الأردن وتركيا ولبنان، وجعل العالم يطعمها ويطببها، ويعلّمها.. وهكذا فلا لزوم في موازنة الدولة لشيء اسمه وزارة الصحة، أو التربية والتعليم أو الأشغال العامة أو الإسكان.. وتبقى أموال الخزينة في أكمل حال: الجيش، وضيوف الميليشيات اللبنانية والإيرانية والأفغانية والعراقية.
اطردوا شعوبكم، فتحلوا القضايا الأمنية وتسود حقوق الإنسان.. لا سجون، ولا معتقلات، ولا مرضى ولا جهل، وعلى العالم والجيران اطعام هذه الشعوب وتقديم الماء، والطبابة والمدرسة للأطفال.
والعالم كريم: فهذه تركيا مستعدة لمنح جنسيتها لثلاثة ملايين سوري لاجئ، وهذه ألمانيا وأوروبا وأميركا كل العالم مع السيد الرئيس القائد.. إلى الأبد.
نحن في الأردن غير مستعدين لدخول حرب الوحول وحدنا.. وننزف عاطفياً، لكن حدودنا.. منطقة عسكرية.
(الراي)