ما زالوا صامدين!
.. كل هذا وما زال الأميركيون والروس يصرون على اثنين: عدم عقد مجلس الأمن للنظر في الهجوم الجوي الأميركي على دير الزور، وعدم كشف بنود اتفاقية كيري – لافروف في المسألة السورية. وهذا معناه أن شيئاً ما لم يغيّر أو يتغيّر في عملية وقف الإعتداءات (لا يتحدث أحد عن هدنة). وان الاتفاق ما زال قائماً.
نظام الأسد يحاول ابتلاع الأعداد الهائلة من جنوده القتلى، فلا يجد أمامه الا مدينة حلب يقصفها بالبراميل والصواريخ، ويمنع شاحنات الاغاثة الدولية من الوصول إلى «أعدائه» الجائعين في شرقي حلب!!، ومثل هذه الفعائل لن تضار أميركا أو روسيا طالما أنها في اللحم السوري!!.
أغلى أمنيات النظام السوري وحلفائه الإيرانيين وأعدائه الأتراك، وحاملي السلاح وكثير منهم مأجورون - هو استمرار الوضع على ما هو عليه. لأن أي حلِّ سياسي لن يعيده إلى حكم سوريا. والنظام قابل، فهو قبل احتلال الجولان، وقبل الاعتراف باغتصاب الاسكندرون وصار يسميها هاتاي. طالما أن رأس النظام سالم لأنه النظام التحرّري، ولأنه نظام المقاومة والممانعة!!.
حين قرر الأميركان قبول الهدنة في أوكرانيا بين الحكومة والمنشقين أصدقاء الروس، قرروا ذلك عبر الوسيط الألماني شتاينماير. لكن الامر واضح وقف الاعمال العدائية في سوريا، مقابل الهدنة في أوكرانيا. ومع أن الصورة واضحة لمن له قدرة على رؤية الممحي. إلا أن النظام والمعارضة في سوريا لم يفهما هذا الذي يجري. وبقي النظام يهاجم قرى الغوطة بطريقة القط الذي يختطف ما في الصحن، وبقيت المعارضة تنتظر وصول الدبابات التركية (عشر دبابات فقط) إلى ريف حلب. وحين يقرأ المتعامل بالشبكة الإلكترونية صحف لبنان والفيس بوك والتويتر المصاحبة يشعر أن «أذكياء» السياسة العرب يعيشون في عالم آخر من السحر والألوان، وهناك من «يتنبأ» بعودة النفوذ السوري إلى لبنان. ولعلنا نتذكر قبل خمس سنوات حين زار العماد عون دمشق، وعاد ليبشر الجميع بأن الإرهابيين في درعا سينتهون بعد أسبوع!!.
تماماً مثلما عاد الحريري من الرياض، وهو يبشر بثورة تقتلع النظام!!.
هناك - مع الأسف - تجري مثل هذه «الفنطزية» في انتخابات عمان فنسمع احد الاخوان يرفض الفنون والغناء والرسم، فيمجّد الآخر نظام الأسد!!. لكن أيّاً منهما لم يتذكر زيارة قادة الاخوان المسلمين لدمشق وتصفيقهم للأسد يوم كان يلمّح إلى «الرجال وأشباه الرجال»، تصفيقاً لم يسمع مثله أحد في عمان!!. فتبادل الأدوار أصبح لا يحتاج إلى الفهم السوي بقدر ما يحتاج إلى محو الذاكرة!!.
كان المعلم يقول: العلم الذي لا ينفع كالجهالة التي لا تضرّ!!.