الانتخابات.. وعملية السلام والسؤال الدائم
نفهم هذا الترويج الإعلامي الرسمي لحضّ الناس على ممارسة حقهم الانتخابي، ولكننا لا نفهم التقارير التي بينها، عن عدم اقتناع الناس بنشاط المرشحين الإعلامي واكتفائهم بشعارات لا تقول شيئاً وانها كلها لا تتضمن أية برامج سياسية او اجتماعية تستدعي ذهاب الناس الى صندوق الانتخاب.
بمعنى: هل تحاول أجهزة الإعلام الرسمي اقناع الناخبين ودفعهم في اتجاه المشاركة بالانتخابات، ام انها تحاول اقناعهم بأن المرشحين لا يملكون مبرر انتخابهم لانهم لا برامج عندهم.. وبالتالي لا معنى لانتخابهم.
ومثل هذا التحطيب في الليل، نسمعه من اخواننا الفلسطينيين الذين يعدون الآن هجوماً دبلوماسياً على حكومة نتنياهو، وسياساتها الاستيطانية، في مجلس الأمن لأن تلك الحكومة وهذه السياسات «تعرقل مسيرة السلام»، وتغلق الباب في وجه حل الدولتين.
فأين هي مسيرة السلام التي تعرقلها حكومة نتنياهو واستيطانها؟!.
وكم سنة بعد اوسلو بقينا نتعامل بجدية مع «عملية السلام» في حين ان الجانب الاسرائيلي يفهم هذه العملية بانه يفعل ما يشاء، وانه غير معني بالرضى الفلسطيني او بالقبول العربي.
والاخطر هو ان السؤال جاهز اذا ابدى الناس تذمرهم من الاصرار على «عملية السلام»، وما هو الخيار الاخر؟ وهذا السؤال يختصر كل شيء، فليس هناك غير الذهاب الى مجلس الامن، والرباعية الدولية، ومبادرة فرنسية او روسية تجع عباس ونتنياهو.
اخذنا عنوانين لهذه الزاوية كنماذج لحال الافلاس الفكري والعملي في التعامل مع الديمقراطية، او حق شعوبنا في تقرير مصيرها، والحقيقة اننا لم نقرر بعد في خضم هذه الفوضى العارمة في حياتنا القومية: من نحن؟ ماذا نريد؟ وما هي الوسائل التي توصلنا الى اهدافنا المشروعة؟ ما هي اهدافنا؟
نحتفل هذا العام بمؤية الثورة العربية الكبرى وكان الشهيد الملك المؤسس يفضل كلمة النهضة بدل الثورة، وقد اتفقنا منذ زمن طويل على تعريف هذه النهضة بانها: الخروج من التخبط والفوضى الى الوضوح والنظام. فهل نحن ندرك حجم التخبط في سلوكنا حين نتحدث عن الديمقراطية ونتعامل مع الانتخابات النيابية؟!. وهل ندرك كارثة الفوضى التي نعيشها الآن افرادا وشعوبا؟ وهل نملك ارادة الحياة بالخروج منهما الى الوضوح الفكري والاخلاقي، وتوحيد الصفوف ورصّها بنظام بديع يفعّل كل الطاقات ويحشدها في المسيرة المظفرة؟!.
اسئلة يجب ان نضعها امامنا مشاعل معرفة في طريق واضح المعالم له اول وله نهاية!.