التفاهمات الأمريكية – الإسرائيلية تحسم جدل : من يحكم من؟
أسعد العزوني
جو 24 : تبدو العلاقات الأمريكية الإسرائيلية - التي تعمقت بعد "إنتصار "مستدمرة "مستعمرة إسرائيل على الجيوش العربية في ما يحلو للبعض تسميتها بحرب حزيران عام 1967- متشابكة إلى درجة أن إئتلاف سحرة يهودي مغربي هندي ، سيعجز عن فك طلاسمها ويخرج بنتيجة الفشل بإمتياز حول فك هذا اللغز.
ويتجلى ذلك في موضوع القضية الفلسطينية أو ما يسمى مشكلة الشرق الأوسط ، إذ يحار المرء العاقل والسوي وحتى من ألمّ بالحكمة ، في الصورة الحقيقية التي تغلف العلاقات المريكية – الإسرائيلية ، خاصة وأن هناك مؤشرات تشي بأن إسرائيل هي التي تحكم أمريكا ، وأن أمريكا تنفذ أجندة إسرائيل.
لكن في حال دققنا في واقع الحال فإننا وبالشواهد الدامغة ، نجد أن أمريكا عندما تريد ، تفرض رأيها على تل أبيب ، ولا شك أن هناك تفاهمات أمريكية – إسرائيلية في هذا الشأن ، مفادها أن الإسرائيليين ومنذ أيام السفاح شارون تفاهم مع البيت الأبيض على هذه المسألة ، وفي التفاصيل أن إسرائيل لن تخالف رأي وموقف القيادة الأمريكية ، لكن ، وبما أن الإسرائيليين أكثر دراية ومعرفة وخبرة بالعرب ، كما قالوا ، فإنهم إستئذنوا القيادة الأمريكية أن يتفاوضوا مع الفلسطينيين تحديدا وعصرهم ، حتى تستطيع إسرائيل تحقيق تنازلات أكثر مما حققته أوسلو والإدارة الأمريكية .
كما إتفقوا على أن التدخل الأمريكي سيكون واجبا وحتميا ومرضيا عنه إسرائيليا ، في حال وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود ، حيث تفتح إسرائيل الأبواب أمام إدارة البيت الأبيض كي تتدخل لدى العرب ليضغطواعلى الفلسطينيين ، وأن تمارس أيضا الضغوط على السلطة الفلسطينية والتهديد بتعليق الدعم المالي .
وهذا ما يفسر فعلا تخدر الموقف الأمريكي من قضية فلسطين ، وعدم تدخلها فعليا وبصورة محايدة لحلحلة الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، لكننا نلحظ المكوك الأمريكي لا يشهد هدوءا في المنطقة وعلى أعلى المستويات ، إلا في حين عودة الأمور إلى مسارها الصحيح من وجهة النظر الإسرائيلية ، ويحاول أركان البيت الأبيض إقناع الفلسطينيين بأنهم غير قادرين على الضغط على إسرائيل .
ونحن بدورنا مؤمنون بدور اللوبيات اليهودية في أمريكا وفي المقدمة الإيباك ومعهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية "ميمري " في واشنطن ، وأن بعضنا يسوق لتأثير هذه المراكز على السياسة الأمريكية ، علما أن الحقيقة بعيدة عن هذا الإعتقاد.
القصة الكاملة موثقة ولها أركانها وشواهدها ، فعلى سبيل المثال ، لجأ رئيس وزراء "مستدمرة" مستعمرة إسرائيل الأسبق إسحق شامير ، إلى إبتزاز الإدارة الأمريكية في عهد جورج بوش الأب ، قبل الموافقة على المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام الذي عقد بعد شطب العراق مبدئيا من الخارطة الدولية وإخراج قواته من الكويت وفرض الحصار الغاشم عليه .
أكد شامير أنه لن يذهب إلى مدريد - رغم أن العرب العاربة والمستعربة قد شدوا الرحال إلى مدريد – إلا بعد أن تمنحه واشنطن قرضا بقيمة عشرة مليارات دولار ، ولو أن ما يقال عن ثقل وتأثير اللوبيات اليهودية في واشنطن ، كان صحيحا ، لرأينا بوش الأب يحني رأسه للعاصفة ويرضخ للإبتزاز الإسرائيلي ، وسيكون معه كل الحق في ذلك ، لأن القضية تتعلق باللوبيات وبتحقيق السلام ، لكنه ركب رأسه كما يقولون وطلب من شامير الذهاب على رأس وفد إلى مدريد ، وأنه لن يمنح إسرائيل أي مبلغ .
هناك حادثة أخرى أثبت بوش الأب أن مصلحة أمريكا هي الأساس ، إذ رفض مشروعا إسرائيليا لصناعة طائرة لافي ، لأن خبراءه كتبوا له أن هذا المشروع سيلحق الضرر بصناعة الطائرات الأمريكية.
كما أنه ألقي بالجاسوس اليهودي الأمريكي جوناثان بولارد ، في غياهب السجون الأمريكية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل والعمالة لها عام 1985 ، ولم يأبه رئيس أمريكي حتى اليوم للمطالب الإسرائيلية والتدخلات من قبل اللوبيات حول ضرورة إخراجه من السجن، وبرهنت القيادة الأمريكية للجميع أنه في حال تعلق الأمر بالمصالح الأمريكية فإن اللعبة ستأخذ منحى مغايرا لما يشاع ونراه .
وبذلك يكون بوش الأب تحديدا قد حسم الجدل الدائر منذ خمسين عامل حول من يحكم من ، أمريكا أم إسرائيل؟ وأثبت في كل مرة أنه رئيس أمريكي يعمل لصالح بلاده ، لكنهم إنتقموا منه بأن فسحوا المجال لإبنه جورج الصغير وهودوه وجعلوا منه مطية حققوا من ورائه الكثير من الأهداف ، وورطوا أمريكا في أفغانستان والعراق وفي حربها المفتوحة مع ما يطلق عليه الإرهاب.
ويتجلى ذلك في موضوع القضية الفلسطينية أو ما يسمى مشكلة الشرق الأوسط ، إذ يحار المرء العاقل والسوي وحتى من ألمّ بالحكمة ، في الصورة الحقيقية التي تغلف العلاقات المريكية – الإسرائيلية ، خاصة وأن هناك مؤشرات تشي بأن إسرائيل هي التي تحكم أمريكا ، وأن أمريكا تنفذ أجندة إسرائيل.
لكن في حال دققنا في واقع الحال فإننا وبالشواهد الدامغة ، نجد أن أمريكا عندما تريد ، تفرض رأيها على تل أبيب ، ولا شك أن هناك تفاهمات أمريكية – إسرائيلية في هذا الشأن ، مفادها أن الإسرائيليين ومنذ أيام السفاح شارون تفاهم مع البيت الأبيض على هذه المسألة ، وفي التفاصيل أن إسرائيل لن تخالف رأي وموقف القيادة الأمريكية ، لكن ، وبما أن الإسرائيليين أكثر دراية ومعرفة وخبرة بالعرب ، كما قالوا ، فإنهم إستئذنوا القيادة الأمريكية أن يتفاوضوا مع الفلسطينيين تحديدا وعصرهم ، حتى تستطيع إسرائيل تحقيق تنازلات أكثر مما حققته أوسلو والإدارة الأمريكية .
كما إتفقوا على أن التدخل الأمريكي سيكون واجبا وحتميا ومرضيا عنه إسرائيليا ، في حال وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود ، حيث تفتح إسرائيل الأبواب أمام إدارة البيت الأبيض كي تتدخل لدى العرب ليضغطواعلى الفلسطينيين ، وأن تمارس أيضا الضغوط على السلطة الفلسطينية والتهديد بتعليق الدعم المالي .
وهذا ما يفسر فعلا تخدر الموقف الأمريكي من قضية فلسطين ، وعدم تدخلها فعليا وبصورة محايدة لحلحلة الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، لكننا نلحظ المكوك الأمريكي لا يشهد هدوءا في المنطقة وعلى أعلى المستويات ، إلا في حين عودة الأمور إلى مسارها الصحيح من وجهة النظر الإسرائيلية ، ويحاول أركان البيت الأبيض إقناع الفلسطينيين بأنهم غير قادرين على الضغط على إسرائيل .
ونحن بدورنا مؤمنون بدور اللوبيات اليهودية في أمريكا وفي المقدمة الإيباك ومعهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية "ميمري " في واشنطن ، وأن بعضنا يسوق لتأثير هذه المراكز على السياسة الأمريكية ، علما أن الحقيقة بعيدة عن هذا الإعتقاد.
القصة الكاملة موثقة ولها أركانها وشواهدها ، فعلى سبيل المثال ، لجأ رئيس وزراء "مستدمرة" مستعمرة إسرائيل الأسبق إسحق شامير ، إلى إبتزاز الإدارة الأمريكية في عهد جورج بوش الأب ، قبل الموافقة على المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام الذي عقد بعد شطب العراق مبدئيا من الخارطة الدولية وإخراج قواته من الكويت وفرض الحصار الغاشم عليه .
أكد شامير أنه لن يذهب إلى مدريد - رغم أن العرب العاربة والمستعربة قد شدوا الرحال إلى مدريد – إلا بعد أن تمنحه واشنطن قرضا بقيمة عشرة مليارات دولار ، ولو أن ما يقال عن ثقل وتأثير اللوبيات اليهودية في واشنطن ، كان صحيحا ، لرأينا بوش الأب يحني رأسه للعاصفة ويرضخ للإبتزاز الإسرائيلي ، وسيكون معه كل الحق في ذلك ، لأن القضية تتعلق باللوبيات وبتحقيق السلام ، لكنه ركب رأسه كما يقولون وطلب من شامير الذهاب على رأس وفد إلى مدريد ، وأنه لن يمنح إسرائيل أي مبلغ .
هناك حادثة أخرى أثبت بوش الأب أن مصلحة أمريكا هي الأساس ، إذ رفض مشروعا إسرائيليا لصناعة طائرة لافي ، لأن خبراءه كتبوا له أن هذا المشروع سيلحق الضرر بصناعة الطائرات الأمريكية.
كما أنه ألقي بالجاسوس اليهودي الأمريكي جوناثان بولارد ، في غياهب السجون الأمريكية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل والعمالة لها عام 1985 ، ولم يأبه رئيس أمريكي حتى اليوم للمطالب الإسرائيلية والتدخلات من قبل اللوبيات حول ضرورة إخراجه من السجن، وبرهنت القيادة الأمريكية للجميع أنه في حال تعلق الأمر بالمصالح الأمريكية فإن اللعبة ستأخذ منحى مغايرا لما يشاع ونراه .
وبذلك يكون بوش الأب تحديدا قد حسم الجدل الدائر منذ خمسين عامل حول من يحكم من ، أمريكا أم إسرائيل؟ وأثبت في كل مرة أنه رئيس أمريكي يعمل لصالح بلاده ، لكنهم إنتقموا منه بأن فسحوا المجال لإبنه جورج الصغير وهودوه وجعلوا منه مطية حققوا من ورائه الكثير من الأهداف ، وورطوا أمريكا في أفغانستان والعراق وفي حربها المفتوحة مع ما يطلق عليه الإرهاب.