كفى للقتل وهيّا للمصالحة!
طارق مصاروة
جو 24 : يحار أهل الفكر والعقيدة السياسية بعقولهم في هذا الصخب والعنف الذي يجتاح الوطن. بحيث أصبح حامل السلاح هو المتسيّد للساحة، وصاحب الأمر والنهي. وأصبح حامل السلاح وكيلاً علنياً لقوى الشر الإقليمية والدولية.
يوم السبت كنا نشهد تجمعاً متواضع العدد لبعض أهل الفكر والعقيدة: من الأردن والعراق ومصر.. حتى موريتانيا، ورسائل تضامن والتزام من أحزاب وتجمعات عربية شتى. وذلك فيما أسموه بالنداء العربي رقم1، والدعوة إلى وقف القتل والتدمير، وإلى الحوار والمصالحة. بعد ان تجاوز ضحايا الاقتتال العربي – العربي إلى الملايين من القتلى والمشردين والجائعين في أكبر عملية انتحار ذاتي شهدها العالم في القرون الأخيرة.
ثمانون مهتماً بوقف القتل والتدمير، والبدء بالحوار والمصالحة حاولوا من عمّان رفع الصوت: فهل يصل صوتهم في هذا اليباب؟. هل ترتفع دعوة السلام على أصوات المدافع والطائرات؟. وهل يعتقدون وأنا منهم أن هناك من يسمع النداء؟!.
هذه أسئلة مطروحة قبل أن يوقعوا، ونستطيع أن نقول: إنها اشعال شمعة في هذه الغياهب. فالأكثرية الكاثرة تلعن الظلام، وتقف وسطه دون حِراك.. وتستمر في متابعة الفضائيات التي أصبحت هي ذاتها مروّجاً للقتل والتخريب، ومانعاً للحوار والمصالحة.
ونحن نعتقد أن الثمانين شخصية من سياسيين ومفكرين، وكُتّاب، وقادة أحزاب سيتابعون دعوتهم في بيان ثانٍ وثالث ورابع، فيما تتسع الحلقات لتدخل البيوت المرعوبة والخنادق، وفوهات المدافع، وقذائف الطائرات. فهذه أُمّة حيّة رغم كل موات الروح الشعبية، ورغم كل هذا اليأس والذل، فمن وسط الرماد ينهض طائر الفينيق ويضرب بجناحيه ليغادر المحرقة.. ويطير إلى فضاءات تنتظره.
لا أحد يؤمن بالمعجزات التي تهبط من فوق فينتهي العذاب والوجع. فعلى المؤمنين بأمتهم وبقيمها ومثلها العليا أن يحفروا الصخر بأظافرهم، ويشقوا الطريق إلى الغد المُشرق. وهذه الهجمة هي هجمة التتار، والفرنج، والاستعمار الأوروبي. وستعبر كما تعبر الأحلام عن النائم الذي يستفيق.
لا ندري لماذا نتذكر الشاعر بدوي الجبل حين نصل إلى هذا المفصل من المقاومة النفسية:
نامت الشام واستغلوا كراها
موعدُ الهولِ بيننا.. أن تفيقا.
(الرأي)
يوم السبت كنا نشهد تجمعاً متواضع العدد لبعض أهل الفكر والعقيدة: من الأردن والعراق ومصر.. حتى موريتانيا، ورسائل تضامن والتزام من أحزاب وتجمعات عربية شتى. وذلك فيما أسموه بالنداء العربي رقم1، والدعوة إلى وقف القتل والتدمير، وإلى الحوار والمصالحة. بعد ان تجاوز ضحايا الاقتتال العربي – العربي إلى الملايين من القتلى والمشردين والجائعين في أكبر عملية انتحار ذاتي شهدها العالم في القرون الأخيرة.
ثمانون مهتماً بوقف القتل والتدمير، والبدء بالحوار والمصالحة حاولوا من عمّان رفع الصوت: فهل يصل صوتهم في هذا اليباب؟. هل ترتفع دعوة السلام على أصوات المدافع والطائرات؟. وهل يعتقدون وأنا منهم أن هناك من يسمع النداء؟!.
هذه أسئلة مطروحة قبل أن يوقعوا، ونستطيع أن نقول: إنها اشعال شمعة في هذه الغياهب. فالأكثرية الكاثرة تلعن الظلام، وتقف وسطه دون حِراك.. وتستمر في متابعة الفضائيات التي أصبحت هي ذاتها مروّجاً للقتل والتخريب، ومانعاً للحوار والمصالحة.
ونحن نعتقد أن الثمانين شخصية من سياسيين ومفكرين، وكُتّاب، وقادة أحزاب سيتابعون دعوتهم في بيان ثانٍ وثالث ورابع، فيما تتسع الحلقات لتدخل البيوت المرعوبة والخنادق، وفوهات المدافع، وقذائف الطائرات. فهذه أُمّة حيّة رغم كل موات الروح الشعبية، ورغم كل هذا اليأس والذل، فمن وسط الرماد ينهض طائر الفينيق ويضرب بجناحيه ليغادر المحرقة.. ويطير إلى فضاءات تنتظره.
لا أحد يؤمن بالمعجزات التي تهبط من فوق فينتهي العذاب والوجع. فعلى المؤمنين بأمتهم وبقيمها ومثلها العليا أن يحفروا الصخر بأظافرهم، ويشقوا الطريق إلى الغد المُشرق. وهذه الهجمة هي هجمة التتار، والفرنج، والاستعمار الأوروبي. وستعبر كما تعبر الأحلام عن النائم الذي يستفيق.
لا ندري لماذا نتذكر الشاعر بدوي الجبل حين نصل إلى هذا المفصل من المقاومة النفسية:
نامت الشام واستغلوا كراها
موعدُ الهولِ بيننا.. أن تفيقا.
(الرأي)