هل سيتغير مفهومنا لمؤسسات الدولة ؟؟
م. سليمان عبيدات
جو 24 : ما استفزني كثيراً كي أكتب هذه المقالة، مقابلة كنت اتابعها على قناة اقتصادية عريية، كان ضيف البرنامج قائد لأكبر سلطة و مؤسسة اقتصادية في الاردن .
والله و بدون مبالغة، أكاد اجزم بأن اجاباته كانت بعيدة كل البعد عن فحوى الاسئلة المطروحة، بل اعتقد بان إدارة البرنامج أدركت بأن هذا المسئول يعيش في عصور خلت مع القيادة والادارة التقليدية ، وهو بعيد كل البعد عن أي دراية في عالم الاقتصاد، او خطط الاستثمار، أو التقدم والابتكارية في توفير الخدمات، و التكاليف المترنبة عليها والجدوى من الانفاق لتطويرها و استثمارها و منهجيات ضمان استدامتها ، كذلك وجدت ضعف في معلوماته عن ما وصل إليه العالم من تقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات، و عدم اطلاعه على مفهوم الحكومة الاكترونية في الوقت الذي تحولت الكثير من الدول الى مفهوم الحكومات الذكية، و ضاع في مصطلحات أكل عليها الزمن و شرب ..
واقعنا أصبح مؤلم ، شركات و مؤسسات تتراجع في خدماتها و انتاجها و تطورها و تطوير كوادرها البشرية العاملين فيها ، و ما زالت اداراتها جاثمة علي عروشها لم تتغير، بل بالعكس ، تتنقل من مؤسسات تُديرها الى مؤسسات أكبر و برأس مالٍ اضخم ، و فشلها يُعني دماراً و خراباً أكثر و أكبر ..
متى ستتحول المؤسسات و الشركات العامة ، من ريعية للمسؤولين الجاثمين على اداراتها و مجالسها و لجانها، و تنفق على عائلاتهم و محاسيبهم و حاشياتهم ، الى مؤسسات دولة تقودها قيادات كفؤة متمكنة قادرة على تطويرها وتطوير الخدمات التي تقُدمها ، لتصبح مزود و مورد اساسي من موارد موازنة الدولة و ليست عباً عليها .
إن هذه العقلية في ادارة مؤسسات الدولة يجب أن تتغير ، كيف لا و نحن نشاهد أن الكثير من الدول كنا نتقدم عليها ، وتحتاج لعشرات السنين حتى تصل لما وصلنا اليه، الا أن هذه الصورة انقلبت تماما ، و أصبحنا نحن من نحتاج لعشرات السنين من العمل الجاد حتى نصل لما وصلوا اليه ، لذلك حان الوقت و ربما تأخرنا كثيراً، لوقفة صدق مع الذات ، وقفة فيها روح الانتماء و الحرص على أن لا يفوتنا الزمن ، ونصبح خارج التاريخ .
و هذا لن يتأتى ألا اذا تم استثمار القيادات ذات الخبرة و الاطلاع الواسع ، لما يحصل في العالم من تطور شامل وعام ، نحتاج لوضع القيادات الكفؤة قولاً و فعلاً على رأس هرم هذه المؤسسات و الشركات و مجالس اداراتها ، نحتاج لمن يُفكر و يخطط و ليس لمن يرمي بأخطاءه في ادارة مؤسساتنا ، مُدعياً بأن هذه من رؤى جلالة الملك ، اننا نحتاج لمن لديهم عقلية تحليلية و رؤية واضحة و قابلة للتطبيق ، تواكب أفكار و مشاريع العصر و التقدم الفكري و التقني العالي كي نلحق بركب الدول المتقدمة ومن سبقنا من الامم
والله و بدون مبالغة، أكاد اجزم بأن اجاباته كانت بعيدة كل البعد عن فحوى الاسئلة المطروحة، بل اعتقد بان إدارة البرنامج أدركت بأن هذا المسئول يعيش في عصور خلت مع القيادة والادارة التقليدية ، وهو بعيد كل البعد عن أي دراية في عالم الاقتصاد، او خطط الاستثمار، أو التقدم والابتكارية في توفير الخدمات، و التكاليف المترنبة عليها والجدوى من الانفاق لتطويرها و استثمارها و منهجيات ضمان استدامتها ، كذلك وجدت ضعف في معلوماته عن ما وصل إليه العالم من تقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات، و عدم اطلاعه على مفهوم الحكومة الاكترونية في الوقت الذي تحولت الكثير من الدول الى مفهوم الحكومات الذكية، و ضاع في مصطلحات أكل عليها الزمن و شرب ..
واقعنا أصبح مؤلم ، شركات و مؤسسات تتراجع في خدماتها و انتاجها و تطورها و تطوير كوادرها البشرية العاملين فيها ، و ما زالت اداراتها جاثمة علي عروشها لم تتغير، بل بالعكس ، تتنقل من مؤسسات تُديرها الى مؤسسات أكبر و برأس مالٍ اضخم ، و فشلها يُعني دماراً و خراباً أكثر و أكبر ..
متى ستتحول المؤسسات و الشركات العامة ، من ريعية للمسؤولين الجاثمين على اداراتها و مجالسها و لجانها، و تنفق على عائلاتهم و محاسيبهم و حاشياتهم ، الى مؤسسات دولة تقودها قيادات كفؤة متمكنة قادرة على تطويرها وتطوير الخدمات التي تقُدمها ، لتصبح مزود و مورد اساسي من موارد موازنة الدولة و ليست عباً عليها .
إن هذه العقلية في ادارة مؤسسات الدولة يجب أن تتغير ، كيف لا و نحن نشاهد أن الكثير من الدول كنا نتقدم عليها ، وتحتاج لعشرات السنين حتى تصل لما وصلنا اليه، الا أن هذه الصورة انقلبت تماما ، و أصبحنا نحن من نحتاج لعشرات السنين من العمل الجاد حتى نصل لما وصلوا اليه ، لذلك حان الوقت و ربما تأخرنا كثيراً، لوقفة صدق مع الذات ، وقفة فيها روح الانتماء و الحرص على أن لا يفوتنا الزمن ، ونصبح خارج التاريخ .
و هذا لن يتأتى ألا اذا تم استثمار القيادات ذات الخبرة و الاطلاع الواسع ، لما يحصل في العالم من تطور شامل وعام ، نحتاج لوضع القيادات الكفؤة قولاً و فعلاً على رأس هرم هذه المؤسسات و الشركات و مجالس اداراتها ، نحتاج لمن يُفكر و يخطط و ليس لمن يرمي بأخطاءه في ادارة مؤسساتنا ، مُدعياً بأن هذه من رؤى جلالة الملك ، اننا نحتاج لمن لديهم عقلية تحليلية و رؤية واضحة و قابلة للتطبيق ، تواكب أفكار و مشاريع العصر و التقدم الفكري و التقني العالي كي نلحق بركب الدول المتقدمة ومن سبقنا من الامم