الحكمة والصبر والانتظار!
طارق مصاروة
جو 24 : يشعر الأردنيون بالفقد لدى استشهاد الكساسبة في الكرك، أو الحوراني في الرمثا، وهو في كل المقاييس فَقْدٌ وطني ليس لأن الشهيدين كانا قيمة سياسية أو فكرية، وإنما لأن «التوجس» الوطني الأردني جعل من هذا الفقد منصة عاطفية مؤثرة، تلتقي حولها إيماناتهم بوحدة الوطن، واستقراره وحريته.. ومصالحه الكبرى.
والشر قريب.. يحيط بالأردن من الشمال والشرق، لا لأن «داعش» تهيمن وتهدّد، وإنما لأن الفوضى تطيح بكل تقرير شعبي سوى لطريق الغد، والمستقبل، والمسيرة المعروفة لغدٍ آخر أجمل.
ماذا يحدث في حوران والجولان؟ الأردنيون العاديون يريدون أن يكونوا جيراناً محترمين لكيان عرفوه باسم الدولة السورية.. رغم اعتراضات معروفة على سلوكها، أو سلوك من تولوا حكمها.. ومن العسكر بصفة خاصة.. منذ انقلاب حسني الزعيم الأول.
الآن وصل إلينا الكثير من اللاجئين الحوارنة، بعضهم بسبب القتال والدمار، والبعض بسبب الحاجة إلى خبزهم اليومي، لكن الأردنيين لم يلاحظوا أن الدولة الأردنية تجعل من هؤلاء اللاجئين، وقبلهم الذين وصلوا من العراق، وقبلهم الذين وصلوا من فلسطين.. لم تجعل منهم أدوات لأهداف سياسية، وما نسميه باسم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا أو العراق أو فلسطين. ولهذا يغضب الأردنيون، ويحيطون شهداءهم بهذه العاطفة.. عاطفة الفقد. لأننا ندفع ثمن الجيرة، ثم ندفع أبناء في مستوى الكساسبة الطيّار المقاتل وفي مستوى الطالب الحوراني.. وآلاف الأردنيين الذين سقطوا في معارك العروبة والحرية والكرامة.
الأردنيون في الرمثا لم يشيعوا جثة شهيدهم القادم من دمشق لمساهمته – دون إرادة الدولة – في قتال ليس قتال الأردنيين. وإنما شيعوا شهيداً كان يسير في الشارع، بكل عادية وبراءة.. وعلى العكس فالأردنيون شيعوا إبناً مقاتلاً سقط في العراق في معركة الدولة المتحضرة مع الإرهاب الهمجي، الذي يهدّد المنطقة كلها ويهدد دين الأمة، وقيمها العليا، وأخلاقها، ومصالحها الحيوية.
نحن هنا لا نعرف في غايات وأسباب الفقد، فالشهداء كرامة وحزن أبيض. لكننا ندخل موضوعاً على غاية الأهمية, فالأردنيون يحتملون وأهل حكمة وكرامة.. لكنهم غير مستعدين للوقوف موقف العاجز عن حماية مواطن في أقصى الشمال وفي الجنوب. وكل الإرهابيين والديكتاتوريين يعرفون حدّة السكين الأردني. وثبات اليد التي تقطع.
لن نقبل أن يعيش مواطن أردني في ظل الخوف من «الرصاص الطائش»، وقد قبلنا البقاء في مواقع الانتظار.. لنرى كيف ستنتهي الأمور، لكن انتظارنا هو أيضاً الاستعداد والتصدي العنيف للفوضى، إذا وصلت إلى حدودنا.
الرأي
والشر قريب.. يحيط بالأردن من الشمال والشرق، لا لأن «داعش» تهيمن وتهدّد، وإنما لأن الفوضى تطيح بكل تقرير شعبي سوى لطريق الغد، والمستقبل، والمسيرة المعروفة لغدٍ آخر أجمل.
ماذا يحدث في حوران والجولان؟ الأردنيون العاديون يريدون أن يكونوا جيراناً محترمين لكيان عرفوه باسم الدولة السورية.. رغم اعتراضات معروفة على سلوكها، أو سلوك من تولوا حكمها.. ومن العسكر بصفة خاصة.. منذ انقلاب حسني الزعيم الأول.
الآن وصل إلينا الكثير من اللاجئين الحوارنة، بعضهم بسبب القتال والدمار، والبعض بسبب الحاجة إلى خبزهم اليومي، لكن الأردنيين لم يلاحظوا أن الدولة الأردنية تجعل من هؤلاء اللاجئين، وقبلهم الذين وصلوا من العراق، وقبلهم الذين وصلوا من فلسطين.. لم تجعل منهم أدوات لأهداف سياسية، وما نسميه باسم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا أو العراق أو فلسطين. ولهذا يغضب الأردنيون، ويحيطون شهداءهم بهذه العاطفة.. عاطفة الفقد. لأننا ندفع ثمن الجيرة، ثم ندفع أبناء في مستوى الكساسبة الطيّار المقاتل وفي مستوى الطالب الحوراني.. وآلاف الأردنيين الذين سقطوا في معارك العروبة والحرية والكرامة.
الأردنيون في الرمثا لم يشيعوا جثة شهيدهم القادم من دمشق لمساهمته – دون إرادة الدولة – في قتال ليس قتال الأردنيين. وإنما شيعوا شهيداً كان يسير في الشارع، بكل عادية وبراءة.. وعلى العكس فالأردنيون شيعوا إبناً مقاتلاً سقط في العراق في معركة الدولة المتحضرة مع الإرهاب الهمجي، الذي يهدّد المنطقة كلها ويهدد دين الأمة، وقيمها العليا، وأخلاقها، ومصالحها الحيوية.
نحن هنا لا نعرف في غايات وأسباب الفقد، فالشهداء كرامة وحزن أبيض. لكننا ندخل موضوعاً على غاية الأهمية, فالأردنيون يحتملون وأهل حكمة وكرامة.. لكنهم غير مستعدين للوقوف موقف العاجز عن حماية مواطن في أقصى الشمال وفي الجنوب. وكل الإرهابيين والديكتاتوريين يعرفون حدّة السكين الأردني. وثبات اليد التي تقطع.
لن نقبل أن يعيش مواطن أردني في ظل الخوف من «الرصاص الطائش»، وقد قبلنا البقاء في مواقع الانتظار.. لنرى كيف ستنتهي الأمور، لكن انتظارنا هو أيضاً الاستعداد والتصدي العنيف للفوضى، إذا وصلت إلى حدودنا.
الرأي