منظمات كثيرة
طارق مصاروة
جو 24 : تتفاءل المجموعات المسلحة في جنوب سوريا بانها استطاعت لملمة سبعة من التنظيمات في غرفة عمليات موحدة سمّتها، ولم يكن بينها جبهة «النصرة» او «داعش»، لكن اكثرها له صفات اسلامية، فمن هي هذه التنظيمات المعارضة المسلحة الاسلامية دون النصرة وداعش؟!
العارفون بالشأن السوري يقولون انهم اخوان مسلمون، لكن إذا كانوا من الاخوان فلماذا يكونوا سبع مجموعات في الجنوب وعشرات في حلب وادلب؟
في حديث طويل مع عبدالعزيز بوتفليقة، أيام كان وزيرا للخارجية الجزائرية، وممثلا للرئيس الجزائري لدى افتتاح اول مجلس وطني فلسطيني في القدس، كنّا نستفهم عن المسحة الدينية في دولة الثورة الى جانب الاشتراكية، فكان يقول: إن الاستعمار الفرنسي بعد مائة وثلاثين عاماً من الاحتلال – وهو بالمناسبة استعمار استيطاني – لم نجد قوة تثير الروح الثورية غير الاسلام، لا العروبة، ولا القومية العربية!.
ويقول: كانت هناك تهويمات مغاربية، وكانت وحداتنا النظامية في جيش الثورة ترابط في تونس، وكان لقياداتنا مراكز خاصة في المغرب، لكن رجال الوطنية كانوا مفكرين اسلاميين.
ما نريد ان نصل اليه، ان وصفة ما لقوى النهوض الوطني، وصفة لمحرك هذه القوى يمكن ان تكون الدين، ويمكن ان تكون الصناعة خالقة البورجوازية، ويمكن ان تكون القومية المرتبطة باللغة والعرق، ويمكن ان تكون شيئاً آخر كليا: فثورة فيتنام التحررية تجاوزت المفهوم الديني فأخذت بالشيوعية القومية، وثورة ماوتسي تونغ توسلت المفاهيم الدينية القديمة، الى جانب فلسفة ماركسية لا يعرف اكثر الثائرين الصينيين شيئاً عنها، سوى ان ستالين يقدم الدعم التسليحي لها مثلما ان نظام شاي كان شكاً حليفاً لاميركا وللامبريالية والاستعمار!.
داعش والنصرة في سوريا خرجتا عن مفهوم الاسلام السوري، ومن يعرف القيادات التاريخية للاخوان المسلمين يعرف ان اسلامهم لا يختلف عن التيار التحرري السوري الذي كان يضم زعامات مثل فارس الخوري، وميخائيل ليان ونواب حلب الأرمن، والدروز، والعلويين ايضاً والاسماعيليين والاكراد.
لا يمكن لحركة تثوير سورية ان تستقطب الشعب بشعار الديمقراطية، إنها غير رومانسية الى جانب انها لا تتحدث إلا عن سنتين: بين استقلال سوريا وخروج القوات الفرنسية والبريطانية، وبين انقلاب حسني الزعيم، وركوب العسكريين على الحكم حتى الان!.
القومية العربية استنفد العسكر شعاراتها وصارت مصاحبة للهزائم، والفقر، والمخابرات والدم، فهي غير قادرة على تثوير الناس.
لم يبق إلا الاسلام – كما كان بوتفليقة الشاب يقول قبل نصف قرن في فندق الانتركنتننتال القدس (السبعة اقواس)، لكن هذا الشعار ليس موحداً، ولذلك فالثورة السورية تراوح مكانها لانها غير قادرة على الاطاحة بنظام منهك!.
الراي
العارفون بالشأن السوري يقولون انهم اخوان مسلمون، لكن إذا كانوا من الاخوان فلماذا يكونوا سبع مجموعات في الجنوب وعشرات في حلب وادلب؟
في حديث طويل مع عبدالعزيز بوتفليقة، أيام كان وزيرا للخارجية الجزائرية، وممثلا للرئيس الجزائري لدى افتتاح اول مجلس وطني فلسطيني في القدس، كنّا نستفهم عن المسحة الدينية في دولة الثورة الى جانب الاشتراكية، فكان يقول: إن الاستعمار الفرنسي بعد مائة وثلاثين عاماً من الاحتلال – وهو بالمناسبة استعمار استيطاني – لم نجد قوة تثير الروح الثورية غير الاسلام، لا العروبة، ولا القومية العربية!.
ويقول: كانت هناك تهويمات مغاربية، وكانت وحداتنا النظامية في جيش الثورة ترابط في تونس، وكان لقياداتنا مراكز خاصة في المغرب، لكن رجال الوطنية كانوا مفكرين اسلاميين.
ما نريد ان نصل اليه، ان وصفة ما لقوى النهوض الوطني، وصفة لمحرك هذه القوى يمكن ان تكون الدين، ويمكن ان تكون الصناعة خالقة البورجوازية، ويمكن ان تكون القومية المرتبطة باللغة والعرق، ويمكن ان تكون شيئاً آخر كليا: فثورة فيتنام التحررية تجاوزت المفهوم الديني فأخذت بالشيوعية القومية، وثورة ماوتسي تونغ توسلت المفاهيم الدينية القديمة، الى جانب فلسفة ماركسية لا يعرف اكثر الثائرين الصينيين شيئاً عنها، سوى ان ستالين يقدم الدعم التسليحي لها مثلما ان نظام شاي كان شكاً حليفاً لاميركا وللامبريالية والاستعمار!.
داعش والنصرة في سوريا خرجتا عن مفهوم الاسلام السوري، ومن يعرف القيادات التاريخية للاخوان المسلمين يعرف ان اسلامهم لا يختلف عن التيار التحرري السوري الذي كان يضم زعامات مثل فارس الخوري، وميخائيل ليان ونواب حلب الأرمن، والدروز، والعلويين ايضاً والاسماعيليين والاكراد.
لا يمكن لحركة تثوير سورية ان تستقطب الشعب بشعار الديمقراطية، إنها غير رومانسية الى جانب انها لا تتحدث إلا عن سنتين: بين استقلال سوريا وخروج القوات الفرنسية والبريطانية، وبين انقلاب حسني الزعيم، وركوب العسكريين على الحكم حتى الان!.
القومية العربية استنفد العسكر شعاراتها وصارت مصاحبة للهزائم، والفقر، والمخابرات والدم، فهي غير قادرة على تثوير الناس.
لم يبق إلا الاسلام – كما كان بوتفليقة الشاب يقول قبل نصف قرن في فندق الانتركنتننتال القدس (السبعة اقواس)، لكن هذا الشعار ليس موحداً، ولذلك فالثورة السورية تراوح مكانها لانها غير قادرة على الاطاحة بنظام منهك!.
الراي