شباط (الخبّاط)...!
رغم أنّه يَفصلنا خمسة أشهرٍ تقريباً عن حلول (ذي الشّبهة) شهر شباط الخبّاط ...؛ إلّا ووجدته قد حلّ أو على وشك أن يَحل الآن بأحداثه دون زمنه، ولا نقول سوى: (الله يستر)!
يستر الله من أمرٍ قادم وعلينا أن نحذره، وأن نُعطي الأمر حقّ قدره ولا نكون ساخرين إلى أن يحلّ بنا ما حل بتلك العجوز صاحبة المثل الذي قصّته تقول:
ما أن قارب شهر شباط نادر المطر على لفظ أيّامه الأخيرة...؛ إلّا وصرخت تلك العجوز التي كانت تدأب على رعي عنزات لها على ضفة ذلك الوادي فرحةً منتصرة وتقول باستهزاءٍ: (شباط الخبّاط لا أخذ عنزه ولا ارباط)...!
وما أن سمعها شهر (شباط) إلّا واستشاط غضباً، فذهب إلى أخيه شهر آذار طالباً المُساعدة وقائلاً له: أرغب في الانتقام من تلك العجوز على ما قالته بحقّي، ولن استطع ذلك بمفردي ودون مساعدتك كوني أُوشك على الانتهاء...
آذار: سأساعدك ولكن كيف يا شباط؟
شباط: أربعة أيّام منك وأربعة منّي لأجعل واديها يُغنّي.
وهنا...؛ وقع ما لم يكن بحسبان العجوز ولا غيرها...، إذ أقرض (آذار) أخيه (شباط) أربعة أيّامٍ مليئة بالمطر الغزير الثّقيل، ففاض الوادي وجرف معه العجوز وعنزاتها وكلَ شيءٍ في طريقه...، فقال قائلاً: (شباط الخباط، لا خلّى عنزة ولا إرباط)...، وذهب مثلاً حتّى يومنا هذا...!
ما أراه هو أنّنا أصبحنا كأشهر السّنة...، فمنّا من هو كأيلول ذنبه مبلول، ومنّا من هو لهّابٌ كآب، وهناك من هو كتمّوز يغلي الماء (بالكوز)....إلخ.
هذا ما أراه...، ولكن ما أخشاه...؛ هو أن نصبح جميعنا مثل تلك العجوز في شباط الخبّاط أو (كالبسس) في شباط النّطاط: (اللي فوق يصيح واللي تحت يصيح...)!